ليبيا تجدد رفضها لتوطين المهاجرين على أراضيها
جدد وزير الداخلية بالحكومة الليبية عماد طرابلسي الثلاثاء رفض طرابلس أي مشروع لتوطين المهاجرين غير النظاميين، مؤكدا استمرار تنفيذ البرنامج الوطني لإعادة إلى بلدانهم بوتيرة متصاعدة.
وتعد هذه الدولة الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر من الساحل الإيطالي، إحدى نقاط المغادرة الرئيسية في شمال إفريقيا للمهاجرين، ومعظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء، في رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر لعبور البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا.
وقال وزير الداخلية عماد طرابلسي في مؤتمر صحافي حضره عدد من السفراء الأجانب في مقر الوزارة في العاصمة طرابلس “الليبيون يرفضون إعادة المهاجرين من البحر وتكديسهم على أرضهم، ما يرفع خطر توطينهم”.
وأشار إلى أن “الشارع الليبي يغلي وضد أي مشروع للتوطين”، لافتا إلى أن ثلاثة ملايين مهاجرين دخلوا ليبيا بصورة غير قانونية خلال الـ15 عاما الماضية، “70% منهم من العائلات”، ما يفسر الخشية من مشروع “توطين” لهم.
يعترض خفر السواحل الليبيون أعدادا كبيرة من الأشخاص الراغبين في مغادرة ليبيا. وبلغ عدد هؤلاء هذا العام 25 ألفا و286 شخصا، بينهم ألف طفل، وفق أحدث تقرير للمنظمة الدولية للهجرة.
وأكد طرابلسي أن ما تتلقاه ليبيا من دعم من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي “قليل ومحدود جدا”، ولا يرقى إلى “الالتزمات الهائلة” التي تتحملها ليبيا وحدها.
من جهته، أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا نيكولا أورلاندو عدم رغبة أوروبا في توطين المهاجرين في ليبيا، مشددا على الرغبة بمساعدتها في “تعزيز ومراقبة حدودها”، وتقديم العون لها في “مكافحة الاتجار بالبشر، بما في ذلك شبكات التهريب العابرة للحدود”.
وأثنى السفير الأوروبي على جهود السلطات الليبية عبر برنامجها “للعودة الطوعية” للمهاجرين، مشددا على أهمية عودتهم وفق “المعايير الدولية وحقوق الانسان”.
وفي السياق، أعلن وزير الداخلية الليبي استمرار البرنامج الوطني لترحيل المهاجرين الذي انطلق في تشرين الأول/أكتوبر، لافتا إلى أن البرنامج يستهدف الشهر الجاري “ترحيل آلاف المهاجرين، وتحديدا من دول تشاد والصومال ومالي وسوريا”.
منذ سقوط الديكتاتور معمر القذافي ومقتله في عام 2011، تعاني ليبيا من الانقسامات وعدم الاستقرار، ما عزز عمليات الاتجار بالبشر ونجمت عنه انتهاكات متعددة ضد المهاجرين، بما في ذلك حالات ابتزاز وعبودية، وفق الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية دولية.
وبخصوص أوضاع اللاجئين السودانين في ليبيا، قال وزير الداخلية الليبي ردا على أسئلة وكالة فرانس برس إن “الجميع يعلم بالأوضاع الأمنية المتدهورة في السودان، ما دفع بين 500 إلى 700 ألف من أشقائنا للدخول إلى ليبيا”، مؤكدا أن تعليمات الحكومة تقوم على تمكينهم من “العلاج والتعليم تقديرا للظروف الانسانية التي يمرون بها”.
وتُعد ليبيا وسواحلها الممتدة على البحر المتوسط بطول يتخطى 1700 كيلومتر، من أنشط المسارات التي تتخذها شبكات الاتجار بالبشر في نقل المهاجرين عبر القوارب التي غالبا ما تنتهي بغرقهم أو ضبطهم وإعادتهم إلى ليبيا، فيما يتمكن عدد محدود جدا من الوصول إلى سواحل جنوب أوروبا.
وبلغ عدد المهاجرين القتلى والمفقودين منذ بداية العام وحتى نهاية الشهر الماضي، 1184 شخصا قبالة سواحل ليبيا أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط، بحسب أحدث أرقام نشرتها المنظمة الدولية للهجرة.
ند/جك