مبعوث أمريكي: واشنطن تحدثت مع دول خليجية حول إدارة غزة بعد الحرب
من ألكسندر كورنويل
القدس (رويترز) – قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي لرويترز يوم الجمعة إن الولايات المتحدة أجرت محادثات مع دول عربية من منطقة الخليج حول إمكانية إدارتها لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وأضاف هاكابي أن محادثات أجريت حول إنشاء منظومة حكم مؤقت تشارك فيها دول عربية من منطقة الخليج مع احتمال أن تضطلع الولايات المتحدة بدور إشرافي، على أن يتم اتخاذ قرار بشأن ترتيب دائم في وقت لاحق.
وتابع “إنه مجرد نقاش. وهو أمر لم يحظ بقبول الإدارة الأمريكية أو إسرائيل أو أي أحد. لا أعلم ما إذا كان هناك أي شيء جاهز للتوقيع عليه”.
وبعد حرب مستمرة منذ ما يقرب من عامين، لم توضح إسرائيل بعد كيف تريد أن تدار غزة، رغم وجود إجماع دولي واسع على أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي ضعفت بشدة نتيجة الحصار الإسرائيلي، لا يمكن أن تظل في السلطة.
* مستقبل غامض لحكم غزة
لم يذكر هاكابي متى جرت المحادثات أو الدول الخليجية التي شاركت فيها. ولم ترد دول الخليج حتى الآن على طلبات للتعليق بعد ساعات العمل.
وكانت رويترز قد ذكرت في يناير كانون الثاني أن الإمارات ناقشت مع الولايات المتحدة وإسرائيل المشاركة في إدارة مؤقتة لغزة بعد الحرب تشمل السلطة الفلسطينية. وقالت رويترز في مايو أيار إن الولايات المتحدة أجرت مباحثات منفصلة حول إمكانية أن تقود هي بنفسها إدارة مؤقتة لقطاع غزة بعد الحرب.
وتقول السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكما مدنيا محدودا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وأجبرتها حماس على الخروج من غزة عام 2007، إنها مستعدة لحكم غزة بدعم دولي.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع ويؤكد أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية. واشترطت الإمارات إقامة دولة فلسطينية للمشاركة في خطة ما بعد الحرب في غزة.
كما أعلن نتنياهو أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية الشاملة إلى جانب إدارة مدنية بقيادة عربية، في حين أن آخرين ضمن ائتلافه اليميني يريدون ضم غزة.
وذكر هاكابي أن الولايات المتحدة لن تنضم إلى أي خطة تشمل السلطة الفلسطينية إذا استمرت الأخيرة في دفع الأموال للأفراد والعائلات المتورطة فيما تصفه الولايات المتحدة بأعمال إرهابية.
وقال “لماذا نُطالب بشيء ينتهك قانوننا؟ لن نفعل ذلك أبدا”.
وأشار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي يريد ضم غزة، هذا الأسبوع إلى أنه يتفاوض مع الولايات المتحدة حول كيفية تقسيم غزة بعد انتهاء الحرب. وقال هاكابي إنه ليس لديه أي علم بشأن هذه المحادثات.
* حماس ترفض مناقشة نزع السلاح
أقرت حماس بأنها لن تحكم بعد الحرب، لكنها رفضت مناقشة نزع السلاح.
قال هاكابي في السفارة الأمريكية في القدس “عليهم أن يستسلموا. لا يمكنهم الاستمرار في الاعتقاد بأن لهم مستقبلا”.
وشن الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع هجوما بريا على مدينة غزة حيث يحتمي مئات الألوف من الفلسطينيين.
ويقول الجيش إن الآلاف من المسلحين موجودون في المدينة، وأمر السكان بمغادرتها متوقعا قتالا عنيفا.
وفي خضم الغضب الدولي المتزايد، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الثلاثاء الأحداث بأنها “مروعة”، وقال إن الحرب لا يمكن تحملها أخلاقيا وسياسيا وقانونيا.
وقال هاكابي إن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يعمل على خطة لما بعد الحرب في غزة، إلا أنه ليس على علم بالتفاصيل. والتقى بلير مع الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي. ورفضت مؤسسة توني بلير التعليق.
وردا على سؤال حول الرسالة التي وجهها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بشأن عملية غزة خلال زيارته لإسرائيل هذا الأسبوع، قال هاكابي إن الولايات المتحدة تدرك أن “على إسرائيل فعل ما يجب عليها فعله لاستعادة رهائنها وإنهاء الحرب”.
وتقول إسرائيل إن حوالي 20 رهينة لا يزالون على قيد الحياة في غزة بعد أسرهم في هجوم حماس في أكتوبر تشرين الأول 2023 الذي أشعل فتيل الحرب. ويُعتقد أن المسلحين يحتجزون جثث 28 رهينة.
وفر مئات الألوف من الفلسطينيين من مدينة غزة منذ أن أمر نتنياهو الجيش في الثامن من أغسطس آب بالسيطرة على القطاع، لكن عددا أكبر من الفلسطينيين ظلوا في أماكنهم، إما في منازل مدمرة بين الأنقاض وإما في مخيمات.
(شارك في التغطية ويليام جيمس من لندن ومها الدهان من دبي – إعداد محمد عطية ومحمد أيسم للنشرة العربية – تحرير معاذ عبدالعزيز)