
نظرة فاحصة-ما هي جماعة حزب الله اللبنانية التي تتعرض لضغوط لنزع سلاحها؟

بيروت (رويترز) – من المتوقع أن تناقش الحكومة اللبنانية يوم الثلاثاء مسألة نزع سلاح جماعة حزب الله، في ظل ضغوط من الولايات المتحدة لإحراز تقدم واستمرار الهجمات التي تشنها إسرائيل على الجماعة المدعومة من إيران.
وفي حين يسعى الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام إلى ترسيخ احتكار الدولة للسلاح باعتبار ذلك أمرا حيويا لاستقرار لبنان، يرفض حزب الله المطالب بنزع سلاحه قائلا إن مثل هذه الدعوات لا تخدم إلا إسرائيل.
* ما هي أصول حزب الله؟
أسس الحرس الثوري الإيراني حزب الله عام 1982 خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990، في إطار مساع من طهران لتوسيع نطاق الثورة الإسلامية التي قامت في عام 1979 ومحاربة القوات الإسرائيلية التي غزت لبنان في 1982.
* كيف أصبحت الجماعة بهذه القوة؟
نزعت جماعات أخرى سلاحها بعد الحرب الأهلية اللبنانية، لكن حزب الله احتفظ بسلاحه لقتال القوات الإسرائيلية التي احتلت الجنوب الذي تقطنه أغلبية شيعية كما احتفظ بسلاحه بعد انسحاب إسرائيل عام 2000.
وفي عام 2006 خلال حرب استمرت خمسة أسابيع، أطلق حزب الله آلاف الصواريخ على إسرائيل. واندلعت الحرب بعد أن تسللت عناصر من حزب الله إلى إسرائيل واختطفت جنديين وقتلت آخرين.
وتوسعت ترسانة حزب الله بعد عام 2006. وذكر كتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) أن التقديرات تشير إلى أن حزب الله يملك ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة في 2020، وفي 2022 أشارت التقديرات إلى أن لديه 45 ألف مقاتل.
وقال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله الذي قتلته إسرائيل في 2024، إن الحزب لديه 100 ألف مقاتل.
* كيف تدخل الحزب في حرب غزة؟
بعد حرب 2006، دخل حزب الله في صراعات خارج لبنان. وأرسل مقاتلين إلى سوريا لمساعدة بشار الأسد في قتال جماعات من المعارضة المسلحة، كما ساعد فصائل شيعية مدعومة من إيران في العراق، ودعم الحوثيين في اليمن.
وتقول الرياض إن حزب الله أرسل مقاتلين لمساعدة الحوثيين في حرب مع تحالف تقوده السعودية إلا أن حزب الله لم يؤكد ذلك قط.
كما عزز حزب الله علاقاته مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وأصبح رأس حربة “محور المقاومة” المدعوم من إيران.
وبعد أن قادت حركة حماس هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، فتح حزب الله النار على مواقع إسرائيلية في منطقة الحدود، معلنا تضامنه مع الفلسطينيين.
واستمرت عمليات إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لمدة عام تقريبا حتى سبتمبر أيلول 2024، عندما فجرت إسرائيل آلاف أجهزة الاتصال (البيجر) التي يستخدمها أعضاء حزب الله وصعدت من الضربات الجوية، مما أدى إلى مقتل نصر الله وقادة آخرين.
وأرسلت إسرائيل أيضا قوات برية إلى جنوب لبنان.
* ما مدى الضرر الذي لحق بحزب الله؟
بالإضافة إلى مقتل عدد كبير من قادة حزب الله، قتلت إسرائيل الآلاف من عناصره ودمرت جزءا كبيرا من ترسانته.
وأدى سقوط نظام الأسد في سوريا في ديسمبر كانون الأول 2024 إلى تعطل طريق الإمداد الرئيسي لحزب الله من إيران وترجيح ميزان القوى في المنطقة لصالح خصومه.
وتطلب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دعمته الولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني 2024 نزع سلاح حزب الله بدءا من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني وهي المنطقة المتاخمة لحدود إسرائيل.
ويقول حزب الله إن الاتفاق ينطبق فقط على تلك المنطقة، وإنه سلم أسلحة للقوات اللبنانية فيها. ولا تزال القوات الإسرائيلية تحتل خمس نقاط على تلال جنوب لبنان وتشن غارات جوية على مقاتلي حزب الله ومستودعات أسلحته.
* ما هو دور حزب الله في لبنان؟
حظي حزب الله لفترة طويلة برأي حاسم في شؤون الدولة، لكنه لم يتمكن من فرض نفوذه فيما يتعلق بتشكيل حكومة ما بعد الحرب في 2025، والتي تبنت سياسة ترسيخ احتكار الدولة للأسلحة.
وهناك خلاف بين اللبنانيين منذ عقود بشأن أسلحة حزب الله، إذ يتهمه المعارضون بجر لبنان إلى الحروب، بينما يرى المؤيدون أن أسلحته أساسية للدفاع عن البلاد.
وفي 2008، استولى مقاتلون من جماعة حزب الله على أجزاء من بيروت في صراع مسلح اندلع بسبب تعهد الحكومة باتخاذ إجراءات ضد شبكة الاتصالات العسكرية للحزب.
وأدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة ثلاثة أعضاء من حزب الله غيابيا في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، السياسي السني الذي قتل في 2005 في انفجار شاحنة ملغومة في بيروت أودى بحياة 21 شخصا آخرين. ونفى حزب الله أي دور له في الواقعة.
ويتمتع حزب الله بدعم قوي بين الشيعة كما حظي بتمثيل في الحكومات، إما بتولي سياسيين من الحزب مناصب وزارية، أو من خلال موافقته على مرشحين لشغل الحقائب الوزارية المخصصة للشيعة.
ويدير الحزب خدمات اجتماعية خاصة. وهيمن، مع حليفته حركة أمل، على الانتخابات المحلية في مايو أيار في المناطق الشيعية. وتمكنت الجماعتان من الاحتفاظ بجميع المقاعد المخصصة للشيعة في البرلمان.
* تصنيفات الإرهاب
تُحمل الولايات المتحدة حزب الله مسؤولية تفجيرات انتحارية وقعت في 1983 ودمرت مقرا لمشاة البحرية الأمريكية في بيروت مما أسفر عن مقتل 241 جنديا بالإضافة إلى تدمير ثكنة عسكرية فرنسية مما أسفر عن مقتل 58 من المظليين الفرنسيين. وتتهم أيضا حزب الله بالمسؤولية عن هجوم انتحاري على السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983.
وقال مسؤولون لبنانيون وأجهزة مخابرات غربية إن جماعات مرتبطة بحزب الله اختطفت غربيين في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي. وفي إشارة إلى تلك الهجمات وعمليات احتجاز الرهائن، قال نصر الله في مقابلة أجريت معه عام 2022 إن من نفذها جماعات صغيرة ليس لها صلة بحزب الله.
وتصنف حكومات غربية منها الولايات المتحدة ودول خليج عربية منها السعودية، حزب الله جماعة إرهابية. أما البعض الآخر مثل الاتحاد الأوروبي فيصنف جناحه العسكري فقط جماعة إرهابية وهو ما وصفه بعض المعارضين لهذا النهج بأنه تفريق مصطنع بين الجناحين العسكري والسياسي للجماعة.
وتُحمل الأرجنتين حزب الله وإيران مسؤولية تفجير مركز للجالية اليهودية في بوينس أيرس أودى بحياة 85 شخصا في 1994، وهجوم على السفارة الإسرائيلية في ذات المدينة عام 1992 أودى بحياة 29. وينفي حزب الله وإيران أي مسؤولية عن ذلك.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)