The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

هدوء على الحدود بين أفغانستان وباكستان بعد وقف إطلاق النار

afp_tickers

عاد الهدوء إلى الحدود بين أفغانستان وباكستان الخميس إثر التزام البلدين بوقف لإطلاق النار جرى الاتفاق عليه الليلة الماضية، بعد أيام من مواجهات دامية خلّفت عشرات القتلى وامتدت إلى كابول التي شهدت انفجارات.

وبحسب إسلام آباد، فإن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ عند الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش الأربعاء يُتوقع أن تستمر 48 ساعة حتى تتسنى للبلدين فرصة “التوصل إلى حل إيجابي … من خلال حوار بناء”.

واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الخميس أن “الكرة في ملعب” حكومة طالبان الأفغانية لتصبح هذه الهدنة دائمة.

وقال خلال اجتماع لحكومته “أمس (الأربعاء)، وافقنا على وقف موقت لإطلاق النار يستمر 48 ساعة”، مضيفا “إن كانوا يرغبون في حل المشاكل وتلبية مطالبنا الفعلية، فنحن مستعدون لاستقبالهم”. وندد بـ”تسيير إرهابيين لأعمالهم من الجانب الأفغاني للحدود من دون عقاب”.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أنطونيو غوتيريش الذي رحب بوقف إطلاق النار، يتابع الوضع “بقلق”، داعيا الطرفين إلى إنهاء الأعمال العدائية “بشكل دائم”.

وأسفر تبادل لإطلاق النار عن عشرات القتلى السبت والأحد، ثم مجددا الأربعاء حين لقي 40 مدنيا حتفهم وجُرح 170 آخرون في مدينة سبين بولدك في جنوب أفغانستان على الحدود مع باكستان، على ما قال كريم الله زبير آغا مدير الصحة العامة في هذه المنطقة.

– “أي طلقة” –

من جانبها، سجلت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (مانوا) مقتل 37 مدنيا وإصابة 425 آخرين بجروح.

ودعت البعثة في بيان كلا الطرفين إلى “وقف دائم للأعمال العدائية”.

وبقيت الهدنة صامدة الخميس على طول الحدود.

وقال مسؤول أمني كبير باكستاني لوكالة فرانس برس “لم تُرصد أي طلقة نارية في المناطق الحدودية منذ مساء أمس (الأربعاء)، لكنه تم نشر قوات مسلحة إضافية للتصدي لأي عملية لحركة طالبان باكستان قد تقوض وقف إطلاق النار”.

وعاد الهدوء أيضا إلى كابول، حيث سُمع دويّ انفجارات جديدة قبيل إعلان وقف إطلاق النار الأربعاء.

وأفادت مصادر أمنية باكستانية بأن الجيش استهدف “بضربات دقيقة” مجموعة مسلحة في العاصمة الأفغانية.

وخلافا للأسبوع الماضي حين وجهت كابول أصابع الاتهام إلى باكستان بعد انفجارات سابقة في العاصمة، لم تحمّل سلطات طالبان المسؤولية في الانفجارات الجديدة إلى الدولة المجاورة.

وتحدثت كابول عن انفجار صهريج من النفط ثم محول كهربائي، ما تسبب باندلاع حرائق، بدون أن تورد مزيدا من التفاصيل. لكن مسؤولا كبيرا في طالبان قال لفرانس برس طالبا عدم كشف اسمه إن الانفجار الثاني من فعل إسلام آباد التي تعمدت “استهداف مدنيين”.

ونسب الناطق باسم شرطة كابول خالد زدران هذا الانفجار الى “غارات جوية” من دون تحديد الجهة المسؤولة عنها.

ولم تعلن أي حصيلة رسمية، لكن منظمة “إيميرجنسي” غير الحكومية الإيطالية التي تدير مستشفى في العاصمة، تحدثت عن سقوط ما لا يقل عن خمسة قتلى، مشيرة إلى أنها قدمت رعاية طبية لخمسة وثلاثين جريحا.

– “ممارسة قديمة” –

في مدينة شامان الواقعة على الجانب الباكستاني من الحدود، أُعيد فتح الأسواق صباحا. وعلى الجانب الآخر، في سبين بولدك التي كانت مسرحا رئيسيا للاشتباكات في الأيام الأخيرة، أعادت المتاجر فتح أبوابها أيضا، وبدأ السكان الذين فروا من المدينة بالعودة إلى منازلهم، وفق مراسل وكالة فرانس برس.

وقالت إسلام آباد إنها استهدفت الأربعاء مراكز لحركة طالبان الأفغانية وجماعات مسلحة. 

وشكلت انفجارات أولى في العاصمة الافغانية الخميس الماضي نسبتها كابول إلى باكستان شرارة أعمال العنف، إذ قررت حكومة طالبان إطلاق عملية عسكرية على الحدود ردا على ذلك.

ووقعت الانفجارات أثناء قيام وزير الخارجية الأفغاني بزيارة دبلوماسية نادرة إلى الهند، جارة باكستان الشرقية وعدوّتها اللدودة منذ فترة طويلة. ولمح رئيس الوزراء الباكستاني شريف الخميس إلى ضلوع الهند في المواجهات، من دون إعطاء تفاصيل.

وردت الدبلوماسية الهندية قائلة “إنها ممارسة قديمة لباكستان تقوم على تحميل جيرانها مسؤولية فشلها الداخلي”.

كذلك، رحبت إيران بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين جارتيها باكستان وأفغانستان، داعية إلى الدبلوماسية والحوار بعد أيام من المواجهات الدامية.

وأعرب الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان عن قلقه حيال الضحايا المدنيين الذي سقطوا ودعا إلى تعاون إقليمي أقوى لمكافحة الإرهاب بينما أكد استعداد إيران “للمساعدة في أي جهود للمحافظة على الهدوء وخفض التوترات بين البلدين المسلمين المجاورين”.

يأتي هذا التصعيد للعنف في ظل توترات متكررة بين البلدين تغذيها مشاكل أمنية.

تواجه إسلام آباد تجددا للهجمات ضد قواتها الأمنية، وتتهم جارتها أفغانستان بـ”إيواء” جماعات “إرهابية” بقيادة حركة طالبان الباكستانية، وهو ادعاء تنفيه كابول.

ستر-كجو/دص-جك-س ح/ب ق-لين

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية