The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

20 قتيلا قرب مركز مساعدات في جنوب غزة وتعثر مستمر في مفاوضات الدوحة

afp_tickers

قالت مؤسسة غزة الإنسانية إن 20 شخصا قُتلوا الأربعاء عند نقطة لتوزيع المساعدات في خان يونس، متهمة عناصر مسلحة تسببت بتدافع، لكن مصادر فلسطينية نفت روايتها للأحداث، فيما استمر قصف القطاع المدمر في ظل جمود مفاوضات الدوحة.

وهي المرة الأولى التي تقرّ فيها المؤسسة المدعومة أميركيا وإسرائيليا، بسقوط قتلى قرب أحد مراكزها، بعد أن شهدت عملياتها في الأسابيع الماضية فوضى مع تقارير شبه يومية تفيد بوقوع قتلى بنيران إسرائيلية في صفوف منتظري المساعدات.

إلى ذلك، أكد مسؤول كبير في حركة حماس الأربعاء أن إسرائيل تريد الإبقاء على سيطرتها العسكرية على قطاع غزة لأمد طويل، وأنها لم تسلم خرائط انسحاب جديدة خلال مفاوضات وقف إطلاق النار المتواصلة في الدوحة.

ويُعد مستقبل الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة أحد المواضيع المحورية في هذه المحادثات، إلى جانب مسألة تدفق المساعدات الإنسانية الضرورية.

وجاء في بيان صادر عن مؤسسة  غزة الانسانية المدعومة أميركيا وإسرائيليا “وفق المعلومات المتوفرة لدينا، قضى 19 من الضحايا دهسا، بينما توفي شخص واحد طعنا، وسط التدافع وحالة من الفوضى الخطيرة”.

ووجهت المؤسسة اصابع الاتهام لحركة حماس بقولها “لدينا أسباب موثوقة تدفعنا للاعتقاد بأن عناصر داخل الحشد – مسلحين ومنتمين إلى حركة حماس – تعمدوا إثارة الاضطرابات”. 

وأضافت “ولأول مرة منذ انطلاق العمليات، رصد موظفو المؤسسة وجود عدة أسلحة نارية وسط الحشد، تمت مصادرة أحدها. كما تعرض أحد العاملين الأميركيين للتهديد بسلاح ناري من قبل أحد أفراد الحشد خلال الحادث”.

لكن وفق المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل “نقل مسعفون ومواطنون 20  شهيدا على الاقل وعددا من الاصابات بينهم اطفال الى مستشفى ناصر في خان يونس، جراء نيران الاحتلال والتدافع بين المواطنين الباحثين عن الطعام في منطقة الطينة في جنوب غرب خان يونس قرب مركز توزيع المساعدات”.

وقال بصل إنه أثناء تجمع “آلاف المواطنين وبينهم أطفال ونساء … قام الاحتلال بإطلاق النار ورش الغاز وتدافع المواطنون بعد إغلاق حراس مركز المساعدات الأبواب الرئيسية أمام المواطنين الجوعى”.

ولم يرد تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي ردا على استفسار فرانس برس.

– “هذه مصيدة” –

أظهرت لقطات لوكالة فرانس برس جثثًا تُنقل إلى مستشفى ناصر في خان يونس، بعضها على الأرض وبعضها الآخر على أسِرّة مغطاة بالدماء.

وقال عبد الله عليان الذي تواجد أثناء التدافع “أقسم بأن هذه مصيدة، وليست مساعدات… أطلقوا علينا قنابل صوتية ورشونا برذاذ الفلفل… وعندما رأوا الناس يموتون على الأرض ويختنقون فوق بعضهم البعض، فتحوا البوابة، فبدأ الناس يتسلقونها”.

وأضاف من مستشفى ناصر “هذا الشاب الذي استشهد (يشير بأصبعه) كان بجانبي، وكان على الأرض (ليحتمي من أثر الفلفل والغاز)، وعندما تدافع الناس عليه، استنجد بالأميركي (الحارس) أن ينقذه، فأشار الأخير بيده أن يبقى على الأرض”.

من جهته، قال المسعف زياد فرحات لوكالة فرانس برس إن المستشفيات غير كافية لاستيعاب الجرحى والقتلى، كما لا توجد مساحة كافية في المقابر لدفنهم.

وذكر مصدر طبي في مستشفى ناصر أن البوابة الرئيسية لمركز المساعدات كانت مغلقة، مضيفًا أن القوات الإسرائيلية و”حراس الأمن التابعين للمركز” أطلقوا النار على الحشود.

بدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع الأغذية في القطاع في 26 أيار/مايو، بعدما منعت إسرائيل على مدى شهرين دخول المساعدات والسلع منعا تاما، وسط تحذيرات من وقوع مجمل سكان القطاع ضحية المجاعة.

وكان المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قال الثلاثاء إنه “حتى تاريخ 13 تموز/يوليو، سجلنا مقتل 875 شخصا في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام؛ من بينهم 674 قُتلوا في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية”.

نظرا إلى القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى العديد من المناطق، لا تستطيع وكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من أعداد القتلى والجرحى التي يحصيها جهاز الدفاع المدني وجهات أخرى.

اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء الهجوم، لا يزال 49  محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.

وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدمّرة قتل فيها 58573 فلسطينيا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

– “انخراط نظري في المفاوضات” –

تُصر حركة حماس على انسحاب إسرائيلي كامل، وكانت قد رفضت الأسبوع الماضي مقترحًا إسرائيليًا نص على بقاء القوات في أكثر من 40٪ من مساحة القطاع.

وذكرت هيئة البث والإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان” الأربعاء أن مسؤولًا أجنبيًا لم يُذكر اسمه، صرّح بأن العمل جارٍ على تعديل خرائط الانسحاب الإسرائيلي.

لكن باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس، قال لوكالة فرانس برس “لم يسلم الاحتلال حتى الان أي خرائط جديدة معدلة بشأن الانسحابات العسكرية من القطاع، وما يعلنه الاحتلال عن تسليم خرائط جديدة غير صحيح، بل على العكس: الاحتلال قام بإقامة محور عسكري جديد يفصل شرق خان يونس عن غربها”. 

وأضاف “قطاع غزة كله حاليا تحت السيطرة العسكرية لجيش الاحتلال، وما يجري على الأرض يؤكد نوايا الاحتلال ومخططاته لإبقاء واستمرار السيطرة العسكرية لأمد طويل داخل قطاع غزة، ويؤكد نوايا الاحتلال بعدم الانسحاب من القطاع وعدم وقف الحرب، على عكس ما يدعيه الاحتلال في المفاوضات المستمرة في الدوحة”.

وتابع “على عكس ما يبلغه للوسطاء، الوفد الاسرائيلي منخرط في العملية التفاوضية نظريا من أجل صورته في الاعلام للداخل الصهيوني ولتخفيف الضغط الدولي على حكومة (بنيامين) نتانياهو في ظل ما يرتكبه الاحتلال من حرب إبادة”.

من جهته، قال رئيس أركان الجيش الاسرائيلي إيال زامير الاربعاء “سنعلم في الأيام المقبلة ما إذا كان سيتم التوصل الى اتفاق أو لا”، وذلك بحسب ما نقل عنه بيان للجيش.

بور-لمى/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية