مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ارجاء الجولة الثانية من مفاوضات السلام بين كابول وطالبان بعد اعلان وفاة الملا عمر

دورية لقوات الامن الافغانية في قندوز حيث تتواصل المواجهات مع طالبان، في 30 نيسان/ابريل 2015 afp_tickers

اعلنت باكستان ارجاء الجولة الثانية من محادثات السلام بين الحكومة الافغانية وطالبان التي كان يفترض ان تجري على اراضيها بعد الاعلان عن وفاة زعيم الحركة الغامض الملا محمد عمر التي يمكن ان تغرق هذه الحركة الاسلامية في “ازمة استثنائية”.

فقد اكدت حركة طالبان افغانستان في بيان الخميس وفاة زعيمها الملا محمد عمر “بسبب المرض” من دون ان تحدد تاريخ وفاته ولا اسم خلفه. وقال البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان “قيادة الامارة الاسلامية (الاسم الذي تطلقه الحركة على نفسها) وعائلة الملا عمر تعلنان وفاة مؤسس وزعيم (طالبان) نتيجة المرض”.

وقال البيان ان “صحته تدهورت في الاسبوعين الاخيرين”، مما يعني ان وفاته لا تعود الى نيسان/ابريل 2013 كما ذكرت السلطات الافغانية التي قالت انه توفي في مستشفى في كراتشي، بل الى وقت اقرب.

وتابع النص ان الملا محمد عمر الذي لم يظهر علنا منذ 2001 “بقي في البلاد (افغانستان) في السنوات ال14 الاخيرة (…) ولم يمض اي يوم في باكستان او اي بلد آخر”. واكد انه “كان يدير الامارة الاسلامية من مقره العام”، بدون تحديد موقعه.

واعلن البيان عن اقامة الصلاة لثلاثة ايام على روح زعيم الحركة.

ولم يوضح هذا البيان الذي صدر بلغة البشتون من هو خليفة الملا عمر على رأس حركة طالبان. وقال ان “الملا عبد المنان اخوند شقيق الملا محمد عمر ومحمد يعقوب ابنه يدعوان المسلمين الى ان يسامحوه في حال تعرضت حقوق اي شخص للانتقاص في عهده”.

وجاء اعلان طالبان بينما كان يفترض ان تستأنف الجمعة الجولة الثانية من محادثات السلام بين الحكومة الافغانية وحركة طالبان التي قالت انها “لم تتبلغ” بعقد هذه الجولة الجديدة.

لكن وزارة الخارجية الباكستانية اعلنت في بيان ارجاء المفاوضات “بسبب معلومات تحدثت عن مقتل الملا عمر والغموض الناجم عنه”.

وقال البيان ان “باكستان والبلدان الاخرى الصديقة لافغانستان تأمل في ان تواصل قيادة طالبان متابعة مفاوضات السلام من اجل التوصل الى سلام دائم في افغانستان”، متهما “قوى خبيثة” لم يسمها بأنها تريد عرقلة عملية المصالحة هذه.

وكان مسؤولون في كابول ذكروا هذا الاسبوع انه خلال هذه المفاوضات المقررة ابتداء من يوم الجمعة في الاراضي الباكستانية، ستبدأ الحكومة الافغانية بالتفاوض على وقف لاطلاق النار مع طالبان.

وكانت السلطات الافغانية اعلنت الاربعاء ان الملا عمر توفي في باكستان قبل عامين.

ولم يظهر الملا العمر الى العلن منذ الغزو الاميركي لافغانستان الذي اطاح بحكم طالبان في العام 2001.

وكانت شائعات تحدثت مرات عدة عن وفاة الملا عمر او حالته الصحية السيئة، الا انها تبدو هذه المرة مختلفة اذ اعتبر البيت الابيض ان تأكيد كابول يتصف بـ”المصداقية”.

ومن شأن اعلان وفاة الملا عمر ان يشكل ضربة لحركة طالبان التي تعاني اصلا من انقسامات داخلية كبيرة.

وفي بداية الشهر الحالي، عقدت جولة رسمية اولى من محادثات السلام بين مسؤولين افغان وممثلين عن حركة طالبان في منطقة موري القريبة من العاصمة الباكستانية اسلام اباد، في اول لقاء مباشر يهدف الى انهاء تمرد طالبان الدموي.

واتفق الطرفان على اللقاء مجددا خلال اسابيع من الجولة الاولى، ولقي ذلك اشادة دولية، حتى ان مسؤولين افغانا تعهدوا بالضغط من اجل التوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار خلال الجولة الثانية من المحادثات التي من المفترض عقدها الجمعة.

وبحسب الخبير في الشؤون الافغانية في مركز وودرو ويلسون الدولي في واشنطن مايكل كوغلمان فان “المحادثات بالتأكيد فقدت زخمها”. واوضح لوكالة فرانس برس ان “اعلان وفاة الملا عمر سيثير ازمة وجود لطالبان، وبالتالي فان اخر قضية ستشغل بال الحركة هي محادثات السلام. سيكون على الحركة التركيز على بقائها وليس على المحادثات”.

الا ان بيانا من الرئاسة الافغانية صدر الاربعاء اكد ان ارضية المباحثات اليوم مؤهلة اكثر من اي وقت مضى، ودعت كابول جميع المتمردين الى الانضمام الى عملية السلام.

وشكك العديد من قادة طالبان الميدانيين في شرعية مفاوضي الحركة، ما كشف الانقسامات داخل الحركة.

الى ذلك اثار صعود فرع لتنظيم الدولة الاسلامية في افغانستان انقساما داخل حركة طالبان مع اعلان بعض مقاتليها الولاء لهذا التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق.

وكانت حركة طالبان حذرت مؤخرا تنظيم الدولة الاسلامية من التوسع في منطقتها، الا ان ذلك لم يمنع بعض مقاتليها من الانشقاق عنها متأثرين بالتقدم الذي حققه التنظيم المتطرف بقيادة ابو بكر البغدادي، وخصوصا في ظل غياب الملا عمر.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية