مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الصليب الاحمر يعلن ارتفاع حالات الكوليرا المشتبه بها في اليمن الى مليون

طفل يمني يشتبه انه مصاب بالكوليرا يعالج في المستشفى في مدينة الحديدة اليمنية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر. afp_tickers

ارتفع عدد الحالات المشتبه باصابتها بالكوليرا في اليمن الى مليون حالة، بحسب ما أعلنت الخميس اللجنة الدولية للصليب الاحمر، بعد نحو ألف يوم من التدخل السعودي في النزاع الدائر في البلد الفقير.

في هذا الوقت، تواصلت أعمال العنف عند الساحل الغربي قرب مدينة الحديدة حيث قتل اكثر من 40 متمردا حوثيا في هجمات جوية شنتها طائرات التحالف العسكري بقيادة المملكة السعودية.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في تغريدة في حسابها بتويتر “الحالات المشتبه باصابتها بالكوليرا في اليمن وصلت الى مليون، ما يزيد المعاناة في بلد غارق في حرب دامية”.

وأضافت “اكثر من 80 بالمئة من الشعب اليمني يفتقدون للغذاء والوقود والمياه النظيفة والرعاية الصحية”.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية ان الوباء تسبب في وفاة نحو 2200 حالة منذ بداية انتشاره في نيسان/أبريل الماضي.

وتحدثت منظمات اغاثية في تشرين الاول/اكتوبر الماضي عن تراجع أعداد الحالات المشتبه باصابتها بالكوليرا بعد حملات طبية مكثفة، الا انها عادت وحذرت في تشرين/الثاني من احتمال عودة الكوليرا الى الانتشار بعد منع دخول المساعدات الى اليمن.

وقال مارك بونسان منسق شؤون الطوارئ في منظمة “أطباء بلا حدود” في اليمن لوكالة فرانس برس ان “البكتيريا تقاوم بشدة وتستطيع العيش في الماء لمدة طويلة”.

وأضاف “عندما تصبح الظروف مواتية، يتكاثر (الكوليرا) فورا”.

وكان التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يقاتل المتمردين الحوثيين في اليمن أعلن في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر اغلاق كافة المنافذ البحرية والبرية والجوية بعد اطلاق صاروخ بالستي من البلد الفقير جرى اعتراضه فوق الرياض.

واستمر الحصار على موانئ ومطارات اليمن التي تدخل منها المساعدات لنحو ثلاثة اسابيع.

وقبيل اعادة التحالف السماح بادخال المساعدات الى اليمن، أعلنت منظمة الصحة العالمية في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر أن حملة مكافحة وباء الكوليرا معرضة ل”نكسات خطرة” بسبب الحصار.

وقالت حينها ان في اليمن اكثر من 913 ألف حالة يشتبه باصابتها بالكوليرا، مطالبة الى جانب منظمات اغاثية دولية برفع الحصار والسماح بادخال المساعدات خصوصا عبر ميناء مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين والمطلة على البحر الاحمر.

والثلاثاء اعترضت القوات السعودية صاروخا بالستيا ثانيا فوق الرياض تبنى اطلاقه المتمردون الحوثيون، معلنين أنه كان يستهدف قصر اليمامة، المقر الرسمي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وأصدر التحالف بيانا الاربعاء اكد فيه انه لن يغلق الميناء غداة اعتراض الصاروخ.

– غارات وقتلى –

يشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر 2014.

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري قبل نحو الف يوم في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

ومنذ التدخل السعودي، تسبب النزاع بمقتل أكثر من 8750 شخصا واصابة عشرات الاف المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الالاف من منازلهم، بينما غرق البلد الفقير بأزمات غذائية وصحية كبرى تقول الامم المتحدة انها قد تكون الأكبر على مستوى العالم.

وفي اليمن يواجه اكثر من سبعة ملايين شخص خطر المجاعة، وفقا للمنظمة الاممية.

وشهد النزاع تصعيدا اضافيا في الرابع من كانون الاول/ديسمبر عندما قُتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بأيدي الحوثيين بعد أيام من انهيار التحالف معهم ما أدى الى اندلاع مواجهات دامية في صنعاء. كما اطلقت القوات الحكومية اثر ذلك حملة عسكرية عند الشريط الساحلي المطل على البحر الاحمر غربا.

وتمكنت هذه القوات من السيطرة على مدينة الخوخة الواقعة بين المخا، المدينة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، والحُديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين والتي تضم الميناء الذي يشكل النقطة الرئيسية لوصول المساعدات الانسانية.

والخميس اعلنت مصادر طبية يمنية ان 43 من المتمردين الحوثيين قتلوا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في غارات للتحالف وقصف للمروحيات في مديريات مختلفة من محافظة الحديدة، في وقت تحاول القوات الحكومية التقدم نحو مدينة الحديدة.

والى جانب المعارك بين الطرفين، يشهد اليمن ايضا خطرا جهاديا. وينتشر مسلحو تنظيم القاعدة في هذا البلد منذ عقدين، واغتنموا الفوضى الناجمة عن الحرب بين الحكومة والمتمردين لتعزيز مواقعهم خلال السنوات الاخيرة خصوصا في جنوب البلاد.

وتعتبر واشنطن “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، الفرع اليمني لتنظيم القاعدة، أخطر فروع التنظيم المتطرف في العالم، وتبدي قلقها ازاء تعزيز نفوذه مستفيدا من الفوضى الناجمة عن النزاع المسلح، وتخشى من هجمات لتنظيم القاعدة على الاراضي الاميركية.

وشنت القوات الاميركية في 2017 اكثر من 120 غارة جوية ضد جهاديين في اليمن في اطار حملة تعززت مع وصول دونالد ترامب الى سدة الرئاسة الاميركية، بحسب ما اعلن مسؤولون اميركيون.

وقتل مساء الاربعاء المسؤول عن الدعاية الاعلامية لتنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، ابو هاجر المكي، وهو سعودي الجنسية، في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار في مأرب شرق صنعاء، حسبما أفادت مصادر قبلية الخميس.

وقالت مصادر قبلية لوكالة فرانس برس انه كان من بين أربعة مسلحين قتلوا في الغارة. كما قتل في المنطقة ذاتها عنصران آخران في التنظيم المتطرف في ضربة جوية ثانية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية