تخفي معدّلات البطالة المنخفضة نسبيا في منطقة اليورو اختلافات صارخة بين البلدان التسعة عشر المكوّنة لها، ويمكن تسجيل هذا التباين داخل البلد الواحد أيضا. وهذه الرسوم والخرائط تلخّص الوضع الوظيفي في أوروبا.
لقد تم انقاذ أكثر من مليون شخص من البطالة في منطقة اليورو خلال العام الماضي. وفي شهر فبراير، تراجع معدّل البطالة إلى 9.5%، وهي أدنى نسبة تُسجّل منذ شهر مايو 2009. وفي ذروة الأزمة المالية، بلغت نسبة البطالة في منطقة اليورو 12.1%.
في العموم يُنظر إلى معدّلات البطالة كمؤشّر لقياس سلامة الوضع الإقتصادي من عدمه. لذلك يبدو المشهد العام لإقتصاد منطقة اليورو حاليا أكثر إشراقا من ذي قبل. ولكن هذه المؤشرات الإيجابية تحدّ منها الفوارق الكبيرة جدا بين البلدان الأعضاء كما هو مبيّن في الخريطة التفاعلية أدناه.
ولقد أدّى الركود المطوّل الذي استمرّ من عام 2008 إلى عام 2013 إلى ارتفاع حاد في البطالة. لكن سوق العمل لم تتزحزح تقريبا خلال تلك الفترة. في الأثناء عانت البلدان الأوروبية الواقعة جنوب القارة العجوز، مثل إسبانيا واليونان والبرتغال وإيطاليا من تبعات الازمة المالية. وقد زادت الديون الحكومية والتدابير التقشفية الوضع هناك سوءًا.
ارتفاع معدّلات البطالة في جنوب أوروبا
محتويات خارجية
معدّلات البطالة في عام 2015 بحسب المناطق الأوروبية
محتويات خارجية
من العوامل التي يمكن أن تفسّر النقص الحاد في فرص التشغيل في بلدان جنوب أوروبا كذلك انعدام وجود برامج للتدريب على العمل، بالإضافة إلى غياب المرونة في القوانين المنظّمة لهذه السوق، نظرا لإرتباطها بعملة مشتركة، وهي عملة اليورو.
ويتناسب تراجع معدّلات البطالة مع توقّعات المحللين الإقتصاديين لعام 2017. فمثلا في شهر فبراير 2017، سجّل معدّل البطالة في ألمانيا أدنى مستوياته على الإطلاق منذ توحيد شطريْ البلاد في عام 1990، حيث بلغ 3.9%. في الأثناء، ظلّ معدّل البطالة في سويسرا مستقرّا عند حدود 4.6% في عام 2016.
محتويات خارجية
(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
قراءة معمّقة
المزيد
سياسة فدرالية
سويسرا… بلد السكك الحديدية تراهن على الطرق السريعة أيضًا
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
هل تُفرض الضرائب على الروبوتات لاستيلائها على وظائف البشر؟
تم نشر هذا المحتوى على
يجادل غزافيي أوبرسونرابط خارجي، الأستاذ بجامعة جنيف، بأن الروبوتات ومع استحواذها على المزيد من الوظائف – ولا سيما في قطاعي الصناعة والخدمات – سوف تتسبب بارتفاع معدلات البطالة مما سينطوي على خسائر في عائدات الضرائب واشتراكات صناديق الضمان الإجتماعي التي تستلمها الحكومات في جميع أنحاء العالم. وهو يعتقد ان فَرض ضريبة على العمل الذي تنجزه…
من الذي يدفع عندما يفقد العمال القادمون من البلدان المجاورة وظائفهم؟
تم نشر هذا المحتوى على
وفي الوقت الحاضر، تناقش المفوّضية الأوروبية ما إذا كان سيتوجّب على البلد الذي يشتغل فيه العامل أن يدفع له جراية للتعويض عن البطالة عندما يفقد وظيفته. ولو حدث هذا فعلا، فإنه سيشكّل نقلة كبيرة بالنسبة لسويسرا، ولأكثر من 300.000 شخص يشغلون وظائف في الكنفدرالية لكنهم يُقيمون خارج حدودها. ومع أن سويسرا ليست بلدا عضوا في…
تم نشر هذا المحتوى على
ونظرا لأن هامش الخطأ في هذه التكهنات يفوق نقطة واحدة، فإن الاستنتاج الأكيد يتلخّـص في أن الاقتصاد السويسري سيواصل نموّه، ما لم يتعرض لهزة عنيفة. في الخريف الماضي، أجرت صحيفة دير بوند، الصادرة في برن، مقارنة طريفة ومثيرة للاهتمام بين توقعات النموّ الاقتصادي، الصادرة عن أبرز الخبراء الاقتصاديين السويسريين والمعطيات الواقعية. النتيجة التي توصلت إليها…
حلول سويسرية لِسَدّ النقص المُتوقع في العمال المَهَرة
تم نشر هذا المحتوى على
مُنذ أن أقَرَّ الناخبون السويسريون يوم 9 فبراير 2014 مبادرة “لا للهجرة الجماعية”، ومعها تحديد سقف أعلى بالنسبة للعمالة الوافدة من دول الإتحاد الأوروبي، وأرباب العمل في الكنفدرالية يشعرون بأن أيديهم مُكَبَّلة. واعتباراً من العام المقبل، من المتوقع أن يدخل نظامٌ جديد للحصص حيّز التنفيذ. ولكن، كيف سيتعين على سويسرا استبدال هؤلاء الموظفين المهرة في…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.