مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دافوس 2024… أوكرانيا وسويسرا تحثّان الدول على دعم خطة السلام

أوكرانيا
أندريه يورماك، مدير مكتب الرئاسة في أوكرانيا يتحدث لوسائل الإعلام في دافوس بشأن خطة السلام التي يقترحها فولودومير زيلينسكي. Keystone / Gian Ehrenzeller

حشدت كل من سويسرا وأوكرانيا الدعم لخطة سلام تجري محادثات بشأنها في حضور ثمانين بلدًا، وغياب روسيا والصين. وتُعقد هذه المحادثات في المنتجع الجبلي بدافوس، مباشرة قبل افتتاح اجتماع الدورة السنوية الرابعة والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي.

وكشف.ت ممثلون.ات رفيعو.ات المستوى عن حكومة أوكرانيا أن المحادثات جرت في أجواء “منفتحة وبناءة”، وأن البلدان المشاركة متفقة بشأن المبادئ الرئيسية الهادفة إلى تحقيق “سلام شامل وعادل ودائم”.

وقدّمت أوكرانيا خلال محادثات 14 يناير خطّتها للسلام المكوّنة من عشر نقاط. وقال أندري يارماك، رئيس مكتب الرئاسة في أوكرانيا، أثناء مؤتمر صحفي عقب المحادثات التي استمرت يوما كاملا: “الأمل هو أن تصبح خطة السلام “خطة مشتركة” مدعومة من قبل بلدان عديدة”.

ويمثّل اجتماع مستشاري.ات الأمن الوطني في دافوس استمرارًا لثلاث محادثات سابقة استضافتها كل من كوبنهاغن وجدّة ومالطا، انصبّت جميعها على النظر في صيغة السلام التي قدمها الرئيس الأوكراني فولودومير زيلانسكي في نهاية عام 2022.

وفي وقت سابق من يوم الأحد 14 يناير، أوضح إنياتسيو كاسيس، وزير الخارجية السويسري، الذي ترأّس اجتماع مستشاري.ات الأمن الوطني لأكثر من 80 بلدا ومنظمة دولية بأنه لا يوجد بديل عن الحوار “للتعامل مع القضايا العالمية”. 

وأضاف: “الشعب الأوكراني في حاجة ماسّة إلى السلام بعد ما يقرب من عاميْن من الحرب. ويجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدة أوكرانيا على إنهاء هذه الحرب”.

المزيد
الرئيس الأوكراني

المزيد

دافوس 2024: مشاركات تعكس التطورات الجيوسياسية في العالم

تم نشر هذا المحتوى على تضمّ قائمة الضيوف في الدورة السنوية الـ54 للمنتدى الاقتصادي العالمي قيادات اقتصادية من الوزن الثقيل، لكن القضايا الجيوسياسية ستكون في مركز الاهتمام.

طالع المزيددافوس 2024: مشاركات تعكس التطورات الجيوسياسية في العالم

وظل.ت أكثر من خمسين صحفيًا.ة حتى اللحظة الأخيرة في حالة تشويق بشأن موقع المؤتمر الصحفي، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة المحيطة بمحادثات السلام. ويمكن أيضًا ملاحظة التدابير الأمنية المشددة في الشوارع والوجود المكثّف للشرطة والجيش. وقد تم إغلاق المجال الجوي في دافوس منذ 12 يناير.

وكانت أوكرانيا قد طلبت من سويسرا المشاركة في تنظيم محادثات السلام بالتزامن مع الاجتماع السنوي الرابع والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) الذي انطلقت أشغاله رسميا اليوم 15 يناير. وفي الصف الأمامي للمؤتمر الصحفي، جلس مؤسس المنتدى كلاوس شواب، وزوجته هيلدا، إلى جانب، كاسيس وزير الخارجية السويسري، في إشارة لافتة إلى الدعم الذي تلقاه هذه المحادثات من المنتدى، الذي يحتضن بدوره حركة دبلوماسية نشطة.

ضغط دولي من أجل خطة سلام

تركزت المحادثات على ست نقاط من ضمن النقاط العشر التي تضمنتها خطة السلام الأوكرانية، وتوجّه الاهتمام إلى إنهاء الأعمال العدائية وانسحاب القوات الروسية، وتحقيق العدالة لضحايا الجرائم المرتكبة، وحماية البيئة، ومنع أي تصعيد إضافي، وتأكيد نهاية الحرب.

وقالت يوليا سفيريدينكو، النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني، إن المشاركين.ات ناقشوا.ن أيضًا قضايا الأمن الغذائي والقضايا الإنسانية حيث “لم تستهدف روسيا الأوكرانيين.ات فحسب، بل البشر جميعا”. وأضافت سفيريدينكو أن أكثر من 300 مليون شخص، من الرجال والنساء، يعانون.ين الآن من انعدام الأمن الغذائي بسبب “الألغام التي زرعتها روسيا، وتدميرها لمرافق التخزين وتهديها للملاحة”. وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار القمح.

وأكّد كل من يارماك وكاسيس على أن من مؤشرات نجاح المحادثات العددُ المتزايد للدول المشاركة. فبالإضافة إلى مستشاري.ات الأمن الوطني من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، كان هناك حضور لممثلين.ات من البرازيل والهند والسعودية والأرجنتين، وجنوب أفريقيا، وغيرها…

ويرى كاسيس أن مشاركة هذه البلدان ضروري لتسهيل الإتصالات مع روسيا والعثور على “طرق مبتكرة للخروج من هذه الحرب”. في الأثناء، تفكّر أوكرانيا في عقد مؤتمرات ثنائية في أمريكا اللاتينية وفي إفريقيا.

وكانت الصين، التي أظهرت تأييدا لروسيا، من بين الجهات الفاعلة الرئيسية التي لم تشارك في المحادثات. وذكّر يارماك بأن الصين كانت قد شاركت من قبل في اجتماعات على مستوى السفراء في كييف، كما أنها كانت حاضرة في محادثة استضافتها مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

ولم يفت يارماك التأكيد على أن “الصين دولة هامة ومؤثرة. وسنبحث عن الوسائل الممكنة لتشريكها”. ولم يتّضح بعدُ إذا  ما كان الرئيس زيلينسكي ورئيس وزراء الصين لي شيانغ سيجتمعان على هامش أشغال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع.

لا سلام بدون روسيا

من جهته، اعترف وزير الخارجية السويسري بأن المفاوضات لاتزال بعيدة عن إنهاء الحرب، وأنه لا يمكن تحقيق السلام من دون وجود روسيا على طاولة المحادثات.

وأضاف كاسيس أمس الأحد في دافوس: “سيتعيّن إشراك روسيا في هذه المحادثات بطريقة أو بأخرى”، مشدّدًا على أنه “لن يكون هناك سلام دون الاستماع إلى رأي روسيا”.

المزيد

ورفضت روسيا “صيغة” السلام هذه، واصفة إيّاها بالسخيفة لأنها لا تشمل مشاركتها، وفقًا لتقريررابط خارجي نشرته رويترز. ومع ذلك، أوضح وزير الخارجية السويسري أن أهداف المحادثات لم تكن إرضاء روسيا، بل إيجاد تفاهم مشترك بين دول عدة  بشأن خطة السلام المكونة من 10 نقاط ومعرفة “متى وكيف يمكننا إشراك روسيا”.

لا وقت لإضاعته…

في حين يستمرّ القتال العنيف في مناطق أوكرانية متفرّقة، أعرب وزير الخارجية السويسري عن اعتقاده بأنه من المهمّ منح المزيد من الوقت للتحضير لعملية السلام.

وبالنسبة لكاسيس، فإن: “كل يوم نكتفي فيه بالانتظار، ي.تموت العشرات من المدنيين.ات في أوكرانيا”. ويؤكد على أنه “يجب أن نكون جاهزين.ات”، عندما تتهيّأ الظروف [للسلام]. فالهدف من المحادثات هو أن نكون جاهزين.ات لإطلاق عملية السلام مع روسيا عندما يحين الوقت”.

وفي أعقاب محادثات الأمن القومي، قال يرماك إن التجهيزات يمكن الآن أن تتم لعقد قمة سلام افتتاحية على مستوى القيادة، لكنه لم يحدّد متى يمكن عقد مثل هذه القمة.

وتجري المحادثات في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي صعوبات في تخصيص مساعدات كبيرة لأوكرانيا، مما يثير تساؤلات حول قدرة أوكرانيا على صدّ الهجمات الروسية المستقبلية، ما لم تتدفّق أموال وأسلحة إضافية.

دور سوسري

كان لقاء دافوس هو الاجتماع الدولي الثاني حول أوكرانيا الذي تستضيفه سويسرا منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022. فقد سبق أن نظّمت سويسرا مؤتمرا لوضع إطار سياسي لعملية إعادة إعمار أوكرانيا في مدينة لوغانو، جنوب البلاد في شهر يوليو 2022.

وأشاد كاسيس بـ”الخبرة الطويلة في مجال تعزيز السلام”، كعامل مهم سمح لسويسرا بالمشاركة في تنظيم المحادثات في دافوس. 

كما تشارك سويسرا في ثلاثة فِرق عمل مرتبطة بما يسمّى بصيغة السلام، بما في ذلك السلامة النووية، والأمن الغذائي، وإيقاف الحرب.

وفضلاً عن مشاركتها النشطة في محادثات السلام، قدّمت سويسرا حوالي 400 مليون فرنك كمساعدات إنسانية لأوكرانيا. وتم تخصيص حوالي 100 مليون فرنك، من ضمن هذا المبلغ، لأنشطة إزالة الألغام. والتزمت الكنفدرالية بتقديم ما لا يقل عن 1.5 مليار فرنك لأوكرانيا بحلول عام 2026. فيما لا يسمح الحياد الذي تلتزم به سويسرا، بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا.

وفي شهر ديسمبر، أعلنت الحكومة السويسرية أنها جمّدت نحو 7.7 مليار فرنك، هي عبارة عن أصول مالية تعود ملكيتها لمواطنين.ات روس، وذلك في إطار حزمة العقوبات المسلّطة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.

المزيد
أوبن أيه آي

المزيد

هل يستطيع منتدى دافوس كسرَ الجمود بشأن الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي؟

تم نشر هذا المحتوى على تدعو الحكومات إلى ذكاء اصطناعي جدير بالثقة، لكنها تفتقر إلى القواعد العالمية. فهل يمكن تحقيق انفراجة في دافوس؟

طالع المزيدهل يستطيع منتدى دافوس كسرَ الجمود بشأن الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي؟

ترجمة: عبد الحفيظ العبدلي

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية