تراجع أرباح غلينكور خلال النصف الأول من العام بنسبة 50% جرّاء انخفاض أسعار السلع

بلغت أرباح غلينكور نصف الرقم القياسي الذي سجلته قبل عام. Glencore

أعلنت شركة غلينكور العملاقة للتعدين والسلع تسجيلَها انخفاضًا حادّا في أرباح النصف الأول من العام وتقليصَها أرباحَ مساهميها، ذلك أنّ الطلب الصيني المخيّب للآمال يُلقي بثِقله على أسعار السلع. يأتي هذا في الوقت، الذي تراجعت فيه التقلبات بشكل كبير منذ العام الماضي.

وكشفت غلينكور ومقرّها مدينة تسوغ السويسرية عن أرباحها الأساسية للنصف الأول من العام والتي بلغت 9.4 مليار دولار (8.22 مليار فرنك سويسري)، وهو نصف الرقم القياسي الذي سجلته قبل عام، وإن بقي أداء الشركة من بين الأفضل على مدار السنوات الماضية على الإطلاق. وكانت الشركة قد شهدت ارتفاعًا في الأرباح العام الماضي حيث أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى بلوغِ أسعار الطاقة مستويات قياسية وحدوثِ خلل في سلسة التوريدات التجارية العالمية، لكن العديد من هذه الضغوط خفت الآن، في حين أن التعافي الاقتصادي المتعثر في الصين، أكبر مستهلك للسلع الأولية، تسبب في انخفاض الأسعار وبالتالي تقليص الربحية في قطاع التعدين.

كما أبلغت الشركة عن تراجع حاد في أرباح قسم التجارة بالسلع الأولية خلال النصف الأول من العام، في مؤشر إلى تراجع العوائد القياسية التي شهدتها هذه الصناعة في العام الماضي.

وانخفضت أرباح الشركة التجارية البالغة 1.8 مليار دولار بنسبة 52٪ على أساس سنوي، ولكنها ما تزال أعلى من النطاق المستهدف من 1.1 إلى 1.6 مليار دولار خلال نصف العام.

وقال الرئيس التنفيذي جاري ناغل (Gary Nagle) في تصريح له: “بعد عام 2022، والّذي تميّز بالاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية الشديدة، والتي أدت إلى حدوث اضطراب غير عادي في سوق الطاقة وتقلبات وانقطاعات في الإمداد وبلوغ أسعار الفحم والغاز مستويات قياسية، شهد أغلب عام 2023 إعادة توازن في تجارة الطاقة.”

وأفادت غلينكور بأنها ستزيد أرباحها بمقدار مليار دولار وتعيد شراء 1.2 مليار دولار أخرى من أسهمها وهو مبلغ أقل بكثير من العام السابق ويرجع ذلك جزئيًا إلى احتفاظ الشركة بسيولة مالية أثناء عطاءاتها لشراء شركة تيك ريسورسيس لأعمال الفحم.

وانخرطت الشركتان في معركة شرسة هذا العام بعد أن رفضت شركة “تيك ريسورسيس ليميتد” (Teck Resources Ltd) مراراً وتكرارًا عرض استحواذ من شركة غلينكور، التي أعربت عن رغبتها في تأسيس شركتين جديدتين أكثر تخصصًا في مجال الفحم والمعادن.

وقد جاء أحدث تطور في هذه الملحمة في شهر يونيو الماضي، عندما اقترحت شركة غلينكور شراءَ قطاع أعمال الفحم في صناعة الصلب لشركة تيك ريسورسيس مقابل حوالي 8 مليارات دولار كبديل لعرضها للاستحواذ الكامل. وقالت شركة غلينكور يوم الثلاثاء إن الشركة تحتجز ملياري دولار نقدًا لدفعها في حالة نجاحها في الاستحواذ على الشركة.

وأضافت غلينكور أن أرباح مناجمها تضرّرت بسبب انخفاض أسعار الفحم والكوبالت على وجه الخصوص، فضلاً عن تضخم التكلفة في جميع أنحاء العالم وانخفاض مستويات الإنتاج في بعض العمليات.