مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حزب الشعب السويسري يواجه عدة شكاوى بتهمة العنصرية

ركز حزب الشعب السويسري معظم حملته للانتخابات الفدرالية، التي تم إجراؤها في 22 أكتوبر، على موضوع مكافحة الهجرة. © Keystone / Laurent Gillieron

تقدّم العديد من الجمعيات والأفراد بشكاوى ودعاوى قضائية ضد حزب الشعب السويسري، متهمين إياه بالعنصرية والتحريض على الكراهية. جاء ذلك على خلفية  ملصقات للحزب خلال حملته الانتخابية الأخيرة، والتي استهدفت الأجانب غير الأوروبيين على وجه التحديد.

أدانت اللجنة الفدرالية لمناهضة العنصرية أكبر حزب في سويسرا، وانضمت منظمتان آخريان ، ليكرا- سويس (Licra-Suisse) وجمعية هادار (l’association Hadar) والتي تجمع أشخاصاً من أصول أفريقية، إلى الدعوى يوم الخميس 2 نوفمبر الجاري.

ملصق لحزب الشعب السويسري
ملصق لحزب الشعب السويسري “لا لسويسرا يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة!” RTS-SWI

يتمثّل الملصق الرئيسي المثير للجدل في دعاية وُزّعت في جميع أنحاء البلاد كجزء من مبادرة “لا لعشرة ملايين ساكن في سويسرا”، ويجمع الملصق بين صورة لعائلة من أصول أوروبية في الريف السويسري مقابل صورة التُقطت في منتصف شهر سبتمبر الماضي وتظهر مهاجرين من أصول أفريقية ينتظرون في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية مع الصليب الأحمر.

يربط هذا الملصق قضية الهجرة بـ “الجريمة المستوردة” أو “المشاجرات العنيفة” أو “كثرة البناء” أو “الاختناقات المرورية”.

 حملة تنشر “إيدلوجية عنصرية”

وفي رد فعل على هذه الحملة، أعربت منظّمتَا ليكرا  سويس وهادر عن غضبهما، وأدانتا “رسالة الكراهية” التي تم توزيعها في كل صندوق بريد في البلاد، والتمييز الذي يمارسه حزب الشعب ضد الجالية الأفريقية التي تعيش في سويسرا. كما أعلنت المنظمتان أنهما ستتقدمان بإدانة وشكوى جنائية.

وأكد فيليب كينيل، رئيس منظمة ليكرا – سويس، في وقت سابق في برنامج منتدى (Forum)، الذي يٌبث يوميا على قناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالفرنسية (RTS)،  أنه “من الواضح أن الحزب، في هذه الحالة، ينشر أيديولوجية عنصرية وتمييزية”. ومن وجهة نظره، فإن القضية ليست ما إذا كان حزب الشعب السويسري- أو الأشخاص الذين يصوتون للحزب- عنصريين في جوهرهم أم لا. ولكن بسبب هذه الحملات، “لم يعد من الممكن الاستماع إلى نائب الرئيس (حزب الشعب السويسري) مع أخذ معايير الكرامة والقيم الأخلاقية بعين الاعتبار”، كما يقول.

 وفي سؤال عن وجود علاقة ملموسة بين مهاجري لامبيدوزا والمشاكل المثارة حول الدعايا الانتخابية، تجنب رئيس حزب الشعب في كانتون فاليه، كيفين غرانجييه، الخوض في القضية، مشيرًا إلى أن حزبه أطلق مبادرة ضد الهجرة الجماعية، وقد أيّدها الناخبون والناخبات في فبراير 2014. وقال غرانجييه إن المبادرة “نددت بالفعل بكل ما يحدث الآن”، مضيفًا بالقول “إنها المشكلة نفسها ولا يريد أحد حلها”، في إشارة إلى أنه “الواقع الذي لا تغفله العين”.

 >> النقاش بين فيليب كينيل وكيفن غرانجيه في برنامج منتدى (  Forum) على قناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالفرنسية (RTS):

محتويات خارجية

الحزب يتمسك بمبدأ حرية التعبير

يُذكر أن ملصقات أخرى كانت أيضاً محل جدل في البلاد، بما في ذلك صور استُخدمت خلال حملة “هل هو الوضع الطبيعي الجديد؟”، حيث ربط الحزب مرة أخرى سياسة اللجوء بالجريمة. وتظهر ملصقات الحزب خلال الحملة صورا لرجال يلوحون بالسلاح للإشارة إلى الاعتداءات أو المعارك التي يشارك فيها أجانب، مصحوبة بشعارات تنتقد ما وصفته بـ”فوضى اللجوء”.

ملصق لحزب الشعب السويسري خلال حملة الوضع الطبيعي الجديد.
ملصق لحزب الشعب السويسري خلال حملة “الوضع الطبيعي الجديد”. SRF-SWI

واعتبرت اللجنة الفدرالية لمناهضة العنصرية الحملة تمييزية ومعادية للأجانب، وطلبت الشهر الماضي من حزب الشعب السويسري وقفها، لكن عبثًا حاولت، حيث رد الحزب بأن هذا الطلب بمثابة رقابة واعتداء على حرية التعبير.

وأشار كيفن غرانجييه في البرنامج الإذاعي: “لقد قمنا ببساطة بحملة لتدقيق الحقائق. لقد توقّفنا عند ما حدث خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وجميع الحقائق توضّح حقيقة الجريمة المستوردة إلى سويسرا”، مضيفًا أن هذا مجرد “غيض من فيض”.

وقدمت جمعيتان مناهضتان للعنصرية شكوى جنائية الأسبوع الماضي، حيث قام الاشتراكي عضو مجلس بلدية لوزان سامسون يماني، وهو نفسه من أصل إريتري، بتقديم الشكوى.

صدمة بين ركّاب الحافلات في جنيف

ملصق لحزب الشعب السويسري في مدينة جنيف.
ملصق لحزب الشعب السويسري في مدينة جنيف. RTS-SWI

هذا وتم فتح تحقيق عقب شكوى جنائية قدمها أحد المحامين في جنيف بسبب ملصق آخر استخدمه حزب الشعب السويسري في مدينة جنيف خلال انتخابات الكانتونات الأخيرة في شهر أبريل، كجزء من حملة حول الأمن والدفاع عن الشرطة. ويظهر في صورة الملصق رجلاً أسود مقنّع يقوم بتكبيل يدي شرطي.

وتم نشر الملصق في وسائل النقل العام في جنيف قبل أن تتمّ إزالته بسبب العديد من الشكاوى من الركاب، وفقًا لبيان من شركة النقل العام في مدينة جنيف.

ترجمة: مي المهدي

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية