مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شراكة بين مايكروسوفت ومعهدين سويسريين في قطاع واعد

باحث في مايكروسوفت يشرح كيف تُمَكن تكنولوجيا "LucidTouch" (اللمس الشفاف) مستخدمي شاشات اللمس النوعية من إدارتها بأصابع اليد من خلف الشاشة Keystone

مرة أخرى، سيُعطي القطاع الخاص دفعة جـديدة للمجال البحثي في سويسرا، إذ ستدعم "مايكروسوفت" -أكبر شركة برمجيات في العالم - مشروعا للمعهدين الفدراليين التقنيين العاليين في "البرمجيات المضمنة"؛ وهو مجال يتوقع الأكاديميون والقطاع الصناعي أن ينمو بسرعة في السنوات القادمة.

ويفترض أن يستثمر العملاق المعلوماتي مايكروسوفت في معهدي زيورخ ولوزان مبلغا قد يصل إلى خمسة ملايين فرنك على مدى خمس سنوات.

لدى تقديم مشروع الشراكة بين مايكروسوفت والمعهدين الفدراليين التقنيين العاليين أمام الصحافة يوم الأربعاء 5 مارس الجاري في العاصمة الفدرالية برن، شدّد رئيس معهد لوزان، باتريك إيبيشر، ومعهد زيورخ، رالف إيشلير، على أهمية قطاع البرمجيات المضمنة.

وتسمح هذه التكنولوجيات بمراقبة ورصد أجسام وآلات من كل صنف ونوع بشكل مستقل؛ فبفضلها مثلا، أتيحت إمكانية برمجة آلة غسيل الملابس في المنزل.

ويعتزم المعهدان السويسريان بالتعاون مع مايكروسوفت إلى الذهاب أبعد من ذلك، إذ يأمل الباحثون إقامة أنظمة مراقبة للوقاية من الانهيارات الثلجية، أو تطوير ملابس واقية تحذر مُرتديها في حالة تجاوز حدود التحذير.

تعاون مُثمر

وذكـّر إيبيشر بأن “الحديث كثر عن المنافسة بين مؤسستيـْنا، لكن هذا المشروع يظهر بأننا نتعاون أيضا بشكل مُثمر”.

من جانبه، أضاف عميد كلية المعلوماتيات في معهد لوزان، ويلي زوينيبول، بأن هذه الشراكة تهدف أيضا إلى تعزيز الموقع الاقتصادي السويسري الذي يفتقر إلى علماء كمبيوتر مؤهلين.

وقال في هذا السياق: “علينا أن نظهر للشباب بأن علم الكمبيوتر لا يقتصر فقط على الحواسيب والكمبيوترات النقالة، بل يشمل أيضا الطائرات والسيارات أو آلات الغسيل”.

وسيتواصل مشروع التعاون بين مايكروسوفت والمعهدين السويسريين الذي يحمل اسم “مجموعة مايكروسوفت للابتكار في مجال البرمجيات المضمنة” على مدى خمس سنوات، سيساهم فيها العملاق المعلوماتي بمبلغ أقصاه مليون فرنك في العام، أي خمسة ملايين في المجموع.

ويفترض أن تنطلق المرحلة الأولى من مشاريع بحث الطلبة في يوليو القادم، حسب ما أعلنه مدير “مايكروسوفت سويسرا”، بيتر فاسر، خلال المؤتمر الصحفي. وأضاف في تصريح لسويس انفو: “إنه تطور مهم لنا. فالبرمجيات المضمنة تعتبر سوقا ضخمة بالنسبة لنا”، مشيرا إلى أن الشركة تتوقع أن تـُولد المبادرة أرباحا على المدى البعيد.

“مشكلة صورة”

وقد أعرب كل من مايكروسوفت والمعهدين السويسريين عن القلق من تراجع الاهتمام بميدان برمجة الحاسوب في أوساط الشباب.

وقال زوينيبل: “لقد أصبح استخدام الحاسوب موجودا في كل مكان في المدارس عبر مختلف أرجاء سويسرا”. لكنه أشار إلى أن قلة قليلة من الطلبة تفهم كيف تُكتب البرامج المعلوماتية رغم أنهم يتعلمون بشكل افتراضي كيف تعمل الحواسيب؛ قبل أن يضيف في تصريحاته لسويس انفو أن “علم الحاسوب يعاني من مشكلة صورة”.

وبصرف النظر عن الصور النمطية للـشبان “المهووسين بالحاسوب”، ومنذ الانهيار التكنولوجي في بداية هذا العقد، قل اهتمام الشباب بهذا الميدان؛ ويعتقد زوينيبل أن هذه الظاهرة قد تسيء لسويسرا إذا ما تُركت على حالها.

ولا توجد في سويسرا عموما سوى نسبة ضئيلة من مشاريع التعاون المماثلة بين الشركات والمؤسسات الأكاديمية، لكن مايكروسوفت تشتهر بالانخراط في المجتمعات الأكاديمية في بلدان أخرى، مثلما يُذكر الدكتور ديرك مايسنر، من مركز الدراسات العلمية والتكنولوجية في برن (الذي يعد هيئة استشارية).

أهداف على المدى البعيد

ولا ينكر أحد أن هذا التحرك لن يكون مربحا للعملاق العالمي مايكروسوفت، بحيث يقول مايسنر “يمكن للمرء أن يتصور أنهم (مايكروسوفت) سيخلقون على المدى البعيد مركز موارد بشرية لتوظيف الخريجين لاحقا”.

وتعتقد شركة مايكروسوفت أن المبادرة، التي من المتوقع أن تُمول جملة من المشاريع النظرية والعملية، ستعود بالفائدة على صناعة الحوسبة بأكملها. وأشار مدير “مايكروسوفت سويسرا” في هذا الصدد إلى أنه لِكُل موقع عمل مايكروسوفت جديد، تنشأ 23 مواقع أخرى في هذا القطاع.

من جهته، يتفق زوينيبل على أن الفوائد من هذا التعاون طويلة المدى، إذ قال “إن الأهداف تكمن في إنجاز دراسات علمية جيدة وإنتاج تكنولوجيا جيدة وتكوين مهارات جيدة في سويسرا كي يتسنى لنا حقا العمل في تكنولوجيا المُستقبل هاته”.

سويس انفو مع الوكالات

هي أي نوع من الحوسبة التي تتم خارج الكمبيوتر التقليدي. ويمكن استخدام البرمجيات المضمنة في ملابس واقية “ذكية” تحذر مرتديها، على سبيل المثال، من زيادة السخونة، أو في مجال مراقبة الانهيارات الثلجية والوقاية منها، أو لمراقبة وبرمجة آلات من أنواع مختلفة مثل آلة غسيل الملابس…

ويأمل الباحثون في استخدام هذه التكنولوجيا لتحسين الكفاءة داخل الشركات وجودة الحياة، ولتمكين الآلات من إصلاح نفسها.

ويوجد حاليا زهاء 200 مليون حاسوب تقليدي مقابل أكثر من 8 مليار من البرمجيات المضمنة المزودة برقائق الكمبيوتر.

قالت مايكروسوفت، أكبر شركة برمجيات في العالم، إن حقوق الملكية الفكرية للمشاريع التي ستتعاون فيها مع المعهدين السويسريين ستناقش وفقا لمضمون كل مشروع على حدة، وستعتمد على مستوى مشاركة مايكروسوفت فيها.

ويقول الخبراء إنه طبقا للقانون السويسري، عادة ما يكون للجامعة الحقوق الأولى في مجال الابتكارات التي تتم داخل جدرانها، لكن ذلك يعتمد أيضا على الظروف التي يتم فيها كل مشروع.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية