صحيفة لوتون السويسرية… شهادات مروّعة حول المقابر الجماعية في غزة
سلّطت الصحف السويسرية الضّوء هذا الأسبوع على مستقبل التمويل السويسري للأونروا، بعد تقرير يُبرّئها من الاتّهامات الإسرائيلية، ناقلةً شهادات أهالي القطاع إثر اكتشاف المقابر الجماعية.
نبدأ بصحيفة تاغيس أنتسايغير التي توقّفت عند الجدل الأخير، المتعلّق بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين.ات الفلسطينيين.ات (الأونروا). فعلى الرغم من أن تقريراً مستقلاً قد برّأ ساحة الأونروا “جزئياً” بتعبير الصحيفة، تشير هذه الأخيرة إلى رغبة السياسيين والسياسيات السويسريين والسويسريات في قطع التمويل عن الوكالة.
وبيّنت تاغيس أنتسايغير أنّ إجراء التحقيق كان ردًّا على ادّعاءات إسرائيلية خطيرة، والتي زعمت أن بعض موظفي وموظفات الأونروا أعضاء وعضوات في حركة حماس. ومع ذلك، لم يجد التحقيق، الذي قادته وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، أي دليل يدعم هذه الادّعاءات، لكنه أشار إلى بعض المشكلات المتعلقة بالحياد في أنشطة الأونروا.
غير أنّ نتائج التقرير لم تخفّف من مطالب التيار اليميني المحافظ ومخاوفه، وهو الذي يهيمن على اللجان المعنية، بشأن استمرار تمويل الأونروا، وفق الصحيفة.
(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 23 أبريل 2024، بالألمانية)
تمويل الأونروا ضرورة إنسانية ملّحة
وفي مقال رأي في الصحيفة نفسها، انتقد الصحفي، ماركوس هيفليغر، الموقفَ الذي تتّخذه بعض القيادات السياسية في سويسرا بقطع التمويل عن الأونروا، معتبرًا أن هذا الإجراء سيزيد من المعاناة الإنسانية في غزة، خاصة في ظل الحرب الدائرة.
وأشار الكاتب إلى الانتقادات الموجّهة للمنظمة الأممية، مثل الادّعاء بوجود نصوص معادية للسامية في الكتب المدرسية، وتصرّفات مناهضة لإسرائيل من بعض الموظفين.ات ، مؤكداً على ضرورة إجراء إصلاحات في الوكالة، مع الحفاظ على بقائها، وذلك لدورها الحيوي في تقديم الإغاثة الإنسانية لسكان غزة.
وأوضح هيفليغر أنه رغم الانتقادات والتحديات، فإنه لدى الأونروا قدرة فريدة على تقديم الدعم للسكان، نظرًا لحجم وجودها الكبير في القطاع، حيث تملك المنظمة أكبر عدد من الموظفين.ات، مقارنة بأي منظمة أخرى، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كما تناول الضرورة الملحّة للتركيز على المعاناة الإنسانية الحالية للسكان المدنيين.ات العالقين.ات وسط النزاع، ومعالجة الاحتياجات الفورية مثل الرعاية الصحية والغذاء والمأوى لآلاف المتضررين .ات والنازحين.ات، بدلاً من التركيز على الجدل السياسي حول مسائل التمويل. وختم الكاتب بالقول إن القرارات السياسية التي تؤثر سلبًا على هذه الجهود تعتبر غير مسؤولة وغير إنسانية.
(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 23 أبريل 2024، بالألمانية)
“لو خرجنا من المستشفى، لكنّا قُتلنا”
“كل يوم، منذ ثلاثة أسابيع، تختلط مها سويلم، وهي ممرّضة تبلغ من العمر 38 عامًا، مع الأهالي والمسعفين والمسعفات، خلال التنقيب في التلال الرملية بباحة مستشفى الشفاء والأنقاض المحيطة به. فبعد أربعة عشر يومًا من الحصار، انسحبت قوات الجيش الإسرائيلي من المنطقة في الأوّل من أبريل، مخلّفة وراءها مشهداً من الدمار ورائحة نفّاذة للجثث المتحلّلة. وحتى اليوم، يواصل الفلسطينيون.ات استخراج الجثث. حيث أفاد الدفاع المدني لوسائل إعلام أمريكية، بأنه تم العثور على 381 جثة داخل مستشفى الشفاء وحوله. فيما تشير تقديرات إلى أن حوالي 160 جثة ما تزال تحت أنقاض المباني”.
“على مدار الساعة، كنّا نخدم شعبنا”
مها سويلم، ممرّضة فلسطينية في غزّة
بهذا الوصف المروّع، افتتحت مراسلة صحيفة لوموند، كلوتيلد مرافكو، مقالَها، الذي نشرته صحيفة لوتون السويسرية، حول الآثار المدمّرة للهجوم الإسرائيلي على مستشفى الشفاء في غزة، أكبر مستشفيات القطاع والذي دُمّر بالكامل إثر هجوم إسرائيلي. وسلّطت الضوء على تجارب الفلسطينيين.ات، بما في ذلك قصّة مها سويلم، وهي ممرضة تبحث عن زوجها وسط الأنقاض.
وأشارت مرافكو إلى أنه تم اكتشاف مقبرتين جماعيتين، تضمّان 30 جثة بالمجموع، فيما تمّ التعرف على اثنتي عشرة جثة فقط من بينها. حيث يتعرّف الأقارب على حذاء هنا، وعلى قطعة ملابس هناك. وكتبت: “الأسبوع الماضي، عثر أحد زملاء مها، الذي كان يعتقد أن ابنه قد اعتُقل، عليه أخيرًا بين الجثث. ‘لقد صُدمتُ’، تقول الممرضة، التي كانت تعيش منذ أن تم قصف منزلها، مع زوجها، سائق سيارة الإسعاف، وابنتيهما البالغتين من العمر 2 و 6 سنوات، داخل مستشفى الشفاء. كان الزوجان ينغمسان في عملهما، ‘على مدار الساعة، كنّا نخدم شعبنا’، تقول مها وهي تواصل البحث عن جثّة زوجها”.
كما نوّهت المراسلة إلى الاتّهامات الموجّهة إلى حماس بزعم استخدامها المستشفى كقاعدة عسكرية، وهو ادّعاء تنفيه الحركة، مذكّرةً في الوقت ذاته، بالتأثير المأساوي للحرب على المدنيين.ات والمرافق الطبية، والتي يفترض أن تكون محمية بموجب القانون الدولي.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 24 أبريل 2024، بالفرنسية)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ من سوريا إلى سويسرا… عندما لا تقتل الحربُ الحلمَ بالأولمبياد!
+ تقرير كولونا… هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
+ مخدّر الكراك يجتاح المدن السويسرية
+ زولجينسما السويسري… ماذا حدث لأغلى دواء في العالم؟
+ كارلو روبيا ومركز سيرن السويسريّ… مسيرتان متشابكتان
+ هل يجب حظر القفز القاعدي المزدوج في جبال الألب السويسرية؟
+ ما مدى استعدادك لدفع المزيد من أجل شراء الشوكولاتة السويسرية؟
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 3 مايو مع عرض صحفي جديد.
تحرير: أمل المكّي
المزيد
للاشتراك في العرض الصحفي الأسبوعي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.