
أسر لبنانية مذعورة تفر من القصف الإسرائيلي المكثف للجنوب

من عبد العزيز بومزار ومايا الجبيلي
صيدا (لبنان) (رويترز) – ازدحمت الطرق السريعة المؤدية إلى شمال لبنان يوم الاثنين بالأسر المغادرة بسبب القصف الإسرائيلي المكثف على جنوب البلاد، واحتضن الآباء والأمهات أبناءهم وفروا حاملين أمتعتهم في حقائب على أسطح السيارات بينما كان الدخان الأسود يتصاعد من خلفهم.
كانت أعداد لا حصر لها من السيارات والشاحنات الصغيرة والبيك آب محملة بالأمتعة ومكتظة بالركاب. وشوهدت سيارات تحمل عدة أجيال من عائلة واحدة. وفرت أسر أخرى بسرعة دون أن تأخذ معها سوى الضروريات الأساسية التي جمعتها بينما كانت القنابل تتساقط من فوقهم.
وقال عبد العفو الذي تعرضت قريته ياطر لقصف كثيف فجر يوم الاثنين “لما صارت الغارات اليوم الصبح على البيوت، حملت كل الأوراق المهمة وطلعنا. غارات وين ما كان حولاينا، شي مخيف”.
وتتبادل إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية إطلاق النار عبر الحدود منذ بدء الحرب في غزة العام الماضي بهجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) حليفة حزب الله، لكن إسرائيل كثفت حملتها العسكرية بسرعة خلال الأسبوع المنصرم.
ومع تصاعد القصف ليشمل أنحاء أخرى من لبنان يوم الاثنين، تلقى السكان مكالمات هاتفية مسجلة مسبقا من الجيش الإسرائيلي تأمرهم بمغادرة منازلهم من أجل سلامتهم.
وقال العفو، الذي بقي في ياطر منذ بدء القتال على الرغم من أنها تبعد نحو خمسة كيلومترات فقط عن الحدود الإسرائيلية، إنه قرر المغادرة عندما بدأت القنابل تسقط على المنازل في المنطقة.
وقال “كان عندي ايد على ظهر ابني (وضعت يدي على ظهره) وعم قل له ما يخاف”. والآن تقطعت السبل بأسرة العفو على الطريق السريع بينما كانت حركة المرور تتجه شمالا. وتضم أسرته ثلاثة أبناء تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و13 عاما، فضلا عن عدد من الأقارب الآخرين.
وقال العفو إنهم لا يعرفون أين سيقيمون لكنهم لا يريدون سوى الوصول إلى بيروت.