The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

اشبورن الأميركية عاصمة الخدمات السحابية تشهد نموا مذهلا لمراكز البيانات

afp_tickers

في المرحلة الأخيرة من هبوطها في مطار دلس في واشنطن، تمر الطائرات فوق بلدة اشبورن المعروفة باسم “تجمع مراكز البيانات” التي تتعامل مع ما يقدّر بنحو 70% من حركة الإنترنت العالمية.

ينتشر التوسع العمراني ببطء منذ عقود في المساحة الواسعة من الأراضي الفارغة والغابات والمزارع في شمال فيرجينيا.

ثم جاء الإنترنت وجذب شركات بناء مراكز البيانات مع وعود بإيرادات ضريبية واستثمارات مقابل بناء هياكل قد لا تبدو جذابة لكنها شكلت العمود الفقري لعالم متصل رقميا.

لماذا اختير هذا المكان؟ يمكن تفسير ذلك لأسباب منها موقعه الاستراتيجي والبنية التحتية المتينة والسياسات الداعمة للأعمال وتوافر الطاقة بأسعار معقولة. ويضاف إلى ذلك قربه من البنتاغون ومؤسسات الحكومة الأميركية ووجود مقر شركة إيه أو إل، عملاق الإنترنت في بداياته.

ولا يمكن إنكار الفوائد التي جلبتها هذه المباني غير اللافتة لأشبورن خلال العقدين الماضيين.

تنتشر بين هذه المراكز الضخمة متاجر جديدة وأحياء سكنية وحلبة للتزلج على الجليد ومرافق عامة، في مشهد يعكس بوضوح أن هذه المدينة لا تعاني شحّا في الموارد المالية.

تقع أشبورن في لودون، أغنى المقاطعات الأميركية من حيث نصيب الفرد، وتنظر إليها مدن عديدة حول العالم باعتبارها نموذجا لتحقيق مكاسب مستقبلية، حتى لو رآها آخرون مثالا تحذيريا.

وبينما لا يتجاوز عدد سكانها 40 ألف نسمة، تحتضن أشبورن 152 مركز بيانات على مساحة تبلغ 40 كيلومترا مربعة بالإضافة إلى مراكز جديدة قيد الإنشاء في خضم طفرة استثمارية يقودها الذكاء الاصطناعي وتُطلق سباقا لبناء هياكل ضخمة دون توقف. 

ووصل إنفاق الشركات الخاصة في 2025 إلى نحو 40 مليار دولار شهريا على بناء مراكز بيانات في الولايات المتحدة، وفقا لمكتب الإحصاء الأميركي، مع توجيه الحصة الأكبر لمشاريع عملاقة تقودها شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى مثل غوغل وأمازون ومايكروسوفت وأوبن إيه آي.

وللمقارنة لم يتجاوز هذا الإنفاق 1,8 مليار دولار شهريا قبل عقد واحد فقط.

– حظر الدخول –

أجرى مراسلو وكالة فرانس برس جولة داخل مركز بيانات نموذجي تابع لشركة ديجيتال ريالتي، وهي شركة عقارية متخصصة تُدير 13 مركز بيانات في أشبورن. 

وقال الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في ديجيتال ريالتي كريس شارب “نحن لا نوفر المساحة التي ترونها هنا فحسب، بل أيضا الطاقة والتبريد وخدمات الاتصال”. 

وتلعب الخوادم في أي مركز بيانات دورا حيويا في كل ما نفعله على الإنترنت.

وغرف الحواسيب هنا، المحظورة على الغرباء مليئة برفوف خوادم مخصصة لزبون واحد، أو مقسّمة إلى “أقفاص” لخدمة عملاء أصغر حجما.

ومع بروز الذكاء الاصطناعي، دخل قطاع مراكز البيانات مرحلة جديدة مليئة بالتحديات، إذ تتسابق شركات التكنولوجيا الكبرى عالميا لبناء مراكز مجهزة لتقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة.

وتستلزم هذه المباني الحديثة مستويات غير مسبوقة من الطاقة وتقنيات التبريد والهندسة، فالخوادم المزودة بوحدات معالجة الرسومات من شركة إنفيديا اللازمة لتدريب الذكاء الاصطناعي، ثقيلة جدا فتحتاج إلى هياكل أكبر وأكثر متانة وتستهلك كميات هائلة من الكهرباء.

وقالت نائبة مدير برنامج أمن الطاقة وتغير المناخ في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية  ليزلي أبراهامز “إذا نظرنا إلى ولاية فيرجينيا وحدها، فإن مراكز البيانات استهلكت العام الماضي ما يعادل تقريبا استهلاك مدينة نيويورك بأكملها من الكهرباء”. 

وتعمل خوادم البيانات المماثلة لتقنيات شبيهات شات جي بي تي عند درجات حرارة مرتفعة جدا فتحتاج إلى تبريد سائل متطور، إذ لم يعد تكييف الهواء التقليدي كافيا وفي معظم الحالات، يعني ذلك الحاجة إلى مصادر المياه المحلية.

وليس من المستغرب أن تشكّل هذه المتطلبات الجديدة عقبة أمام الترويج لمشاريع البناء الحديثة.

وقالت ماكيلا إدموندز البالغة 24 عاما والتي نشأت في اشبورن “عندما كنا صغارا كنا نرى بعض مراكز البيانات، لكن بصراحة لم تكن بهذا الوتيرة السريعة. فهي الآن منتشرة في كل مكان”

ويقع منزل عائلتها ضمن مشروع تطوير ضاحية يجاور موقع بناء ضخم. 

وتكمن مشكلة أخرى في أن الوظائف في مراكز البيانات غالبا ما تكون في مرحلة البناء. فالعمال ينشطون واضعين خوذات واقية على مدار الساعة في المواقع. وبعد تشغيل المراكز يقل النشاط البشري فيها كثيرا. 

وقالت أبراهامز “فوائد مراكز البيانات غالبا ما تكون إقليمية ووطنية وعالمية أكثر منها محلية”.

– “نمو هائل” – 

في تحول واضح بدأ السياسيون في شمال فيرجينيا بإطلاق حملات تهدف إلى إبطاء التوسع بدلا من الوعد بجذب مزيد من المشاريع الإنشائية. 

وبالنسبة لشركات مثل ديجيتال ريالتي، يكمن التحدي في التنسيق مع المجتمعات المحلية وإعدادها لمتطلبات مراكز البيانات. 

ورغم كل الشكوك، فإن الطلب لا يزال مستمرا.

وقال شارب إن “النمو والطلب في هذا السوق هائلان”.

بور-ارب/غد/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية