The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

أزمة تمويل تهدد تعليم الملايين من الأطفال في العالم

أطفال المدارس في ساحل العاج ينظرون إلى كتاب مدرسي.
وفقًا لليونيسيف، سيكون الأطفال في أفريقيا من الأكثر تضررًا من تخفيضات تمويل التعليم. ففي ساحل العاج، تمول مؤسسة جاكوبس برنامجًا لتحسين جودة التعليم لأربعة ملايين تلميذ Malte Jäger / Laif

تتجه بلدان مانحة، كالولايات المتحدة وسويسرا، إلى خفض مساعداتها الإنمائية. لذلك، يهدد تقليص منح التعليم الأساسي في البلدان الفقيرة جودة التعلّم. فهل تضمن المؤسسات الخيرية استمرار البرامج التعليمية الحيوية؟

تُدرِّس ديانا زكاريا في مدرسة ابتدائية في مدينة أروشا، القريبة من جبل كليمنجارو في تنزانيا. وتعترف بأنّ تدريس 90 تلميذًا وتلميذة في الفصل يجعل تلبية احتياجات كلّ طفل، مهمة صعبة. ولكنها تعلّمت التعامل مع هذا التحدَّي، بمساعدة منظمة هيلفيتاس (Helvetas) السويسرية الإنمائية.

بدورها، قدّمت المنظمة غير الحكومية لزكاريا، وغيرها، تدريبًا استمر عامين. وطرحت مجموعة أساليب جديدة، منها إشراك التلامذة في إعداد الدروس، ومساعدة بعضهم.نّ البعض. وهكذا، ساهمت في تعزيز التفاعل داخل الفصل الدراسي، وإضفاء الحيوية على المعرفة النظرية.

وتقول زكاريا قد عزّزت الدورة ثقتها بنفسها. وتضيف:”لقد غيّرتني تمامًا، وقرَّبتني من التلامذة، ما ساعدني على فهمهم.نّ بصورة أفضل”.

ويعود هذا التدريب بالفائدة على التلامذة أيضًا. إذ ثبت ارتفاع فرص حصول تلامذة الكوادر التدريسية، مجتازي.ات الدورة التدريبية، على أعلى الدرجات في الرياضيات.

ورغم إحراز دول، مثل تنزانيا، تقدمًا في التحاق الأطفال بالمدارس خلال العقود الماضية، ما تزال الصورة العالمية مقلقة. إذ يبلغ عدد الأطفال والطفلات غير الملتحقينرابط خارجيرابط خارجي.اترابط خارجيرابط خارجي بالمدارسرابط خارجي 272 مليون طفل وطفلة. وبينما تكتظ قاعات التدريس بالطلاب والطالبات، يفتقر كثير من المعلّمين والمعلّمات إلى التدريب.

واليوم، مع اتجاه الدول الغنية لتقليص ميزانيات المساعدات الخارجية، بات تحقيق مكاسب إضافية في مهارات القراءة، والكتابة، والحساب الأساسية مهدّدًا. وتتوقّع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيفرابط خارجي) انخفاض منح التعليم بقيمة 3،2 مليار دولار أميركي، بنهاية عام 2026، مع تحويل الدّول المانحة جزءًا من ميزانيات المساعدات إلى بند الإنفاق على الدفاع. وقد يحرِم هذا العجز نحو ستة ملايين طفل وطفلة من فرصة الالتحاق بالمدرسة.

وسبب أزمة التمويل هو إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، بأمر من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعدما كانت أكبر جهة مانحة في مجال التعليم الأساسيرابط خارجي في العالم. كما تنوي سويسرا، بعدما خفّضت ميزانية مساعداتها لعام 2025 بنحو 315 مليون دولار أميركي، إيقاف دعم التعليم الأساسي في الدول الفقيرة. وبحسب بيان رسمي، تخطط المملكة المتحدة أيضًا لخفض مساعداتها بنحو رابط خارجي6 مليارات جنيه إسترلينيرابط خارجي، ما سيؤثررابط خارجي في برامج تعليمية عدة في أفريقيا.

تعليق الآمال على المؤسسات الخيرية

وسط هذه التخفيضات الجذرية، تتوجه الأنظار نحو مصادر التمويل النقدي البديلة، مثل المؤسسات الخيرية، من أجل الحفاظ على العمل الأساسي. ففي عام 2020، قدّمترابط خارجي مؤسسات خيرية في كافة أنحاء العالم مساعدات إنمائية بقيمة 9،6 مليار دولار أميركي. وفي سويسرا، تنشط نحو 1،000 مؤسسة في هذا المجال.

ويقول فريتز بروغر، رئيس مركز التعاون العالمي والتنمية المستدامة (NADEL) في المعهد التقني الفدرالي العالي بزيورخ: “بينما يسأل الجميع عن مصادر تمويل إضافية، تبرز المؤسسات الخيرية كمصدر رئيسي”.

محتويات خارجية

ولم تكن الشراكات مع المؤسسات الخيرية وليدة اللحظة. ففي عام 2023، عقدت الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC) شراكاترابط خارجي مع نحو 50 مؤسسة مانحة حول العالم. أمَّا مؤسسة هيلفيتاس، التي خفَّضت الوكالة ميزانيتها الأساسية بنسبة 10%، فقد تلقّت تمويلًا من مؤسسة ميديكور، ومقرّها ليختنشتاين، لتدريب المعلّمين والمعلّمات في تنزانيا.

وتتطلّع الحكوماترابط خارجي والمنظمات غير الحكومية حاليًّا إلى هذه المؤسسات الخيرية لتحمّل عبء أكبر.

وتقول سابرينا وورملي، رئيسة قسم المهارات والوظائف والدخل في منظمة هيلفيتاس:”ثمة توقعات متزايدة بسدِّ المؤسسات الخاصةبعض الثغرات الناتجة عن خفض المساعدات الإنمائية الرسمية. وسيكتسب دورها في مجال التعاون الدولي أهمية أكبر”.

أمَّا مؤسسة غيتس، الأغنى في العالم، فتقولرابط خارجي يتعين على المؤسسات الخيرية زيادة تمويلها الموجّه لتحقيق أقصى قدر من التأثير. ومن جهتها، تعمل على ضخّ أكثر من 240 مليون دولار أميركي على مدى أربع سنوات في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والهند، بما يضمن حصول 15 مليون طفل على التعليم الأساسي.

المؤسسة الخيرية هي ملكية منشأة لغرض معيّن بإدارة مجلس أمناء. وفي سويسرا، يشترط امتلاك المؤسسة الخيرية حدَّ رأسمالٍ لا يقلّ عن 50،000 فرنك سويسري. وقد تمّ تسجيل أكثر من 13،000 مؤسسة فيها.

وتشرحرابط خارجي شركة الاستشارات “برايس ووترهاوس كوبرز” (PWC) أنّ المؤسسات المانحة “لا تعتمد على هبات أو جمع التبرعات لتمويل أنشطتها”. أمَّا المؤسسة الإنفاقية، فتعتمد على الدخل الناتج عن أصولها، وكذلك الأصول نفسها. وتُعفى المؤسسات الخيرية السويسرية من الضرائب.  

المصدر: برايس ووترهاوس كوبرز / المؤسسات الخيرية في سويسرا.

وبدوره، أكَّد سيمون سومير، المدير التنفيذي المشارك لمؤسسة جاكوبس في زيورخ، مستثمرة أكثر من مليار فرنك سويسري في تعليم الأطفال منذ 1989، أنَّ منظمته “ملتزمة بتوسيع نطاق الشراكات والتعاون مع الجهات الفاعلة الأخرى”.

مهارات أساسية تعزّز نمو الاقتصاد العالمي  

وقال سومر: ”مهارات القراءة، والكتابة، والحساب الأساسية لتحقيق المزيد من التعلم في المستقبل. ودونها، يواجه الأطفال صعوبات في التقدم في المدرسة، وفي حياتهم لاحقًا”.

ووفقًا لمنظمة اليونيسفرابط خارجي، يقدم التعليم الأساسي أعلى عائد على الاستثمار. وقدّرت دراسةرابط خارجي لصندوق النقد الدولي عام 2022، زيادة توفير المهارات التعليمية الأساسية لجميع الأطفال الناتج الاقتصادي العالمي بقيمة 700 تريليون دولار أمريكي خلال بقية هذا القرن.

رغم ذلك، قرّرت الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون وقف تمويل التعليم الأساسي بعد خفض الميزانية. وقال متحدث باسمها، إنّها تركّز الآن بشكل أكبر على التدريب المهني والتعليم في حالات الطوارئ، مثل مناطق النزاع، حيث تتمتّع “بميزة تنافسية” ويمكنها “تحقيق أكبر تأثير ممكن”.

زيادة التمويل مقابل إعادة توجيهه

مع تراجع التدفقات المالية من الجهات المانحة التقليدية، تظلُّ المؤسسات الخيرية غير قادرة على سدّ الفجوة. فلا يتجاوز إجمالي المنح، من جميع المؤسسات الخيرية حول العالم، 6% من المساعدات الإنمائية الحكومية.

محتويات خارجية

وفي مايو، أعلنرابط خارجي بيل غيتس تبرُّعَه خلال العقدين القادمين بكلّ ثروته تقريبًا، عبر مؤسسته حاملة اسمه، وتسريعه من خطط توزيع ثروته قبل إغلاق المؤسسة عام 2045.

ومع ذلك، قالرابط خارجي مارك سوزمان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة غيتس، لصحيفة “فاينانشيل تايمز”، مازالت ميزانية المؤسسة السنوية المقاربة لنحو 9 مليار دولار أميركي، “أدنى بكثير من مستوى الأربعين مليار دولار أميركي، التي كانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تنفقها سنويًا”. و لن توسّع المؤسّسة، حسب قوله، إنفاقها على التعليم الأساسي ليتجاوز منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، والهند.

وقال بروغر من مركز NADEL: “تبقى قدرة المؤسسات على سدّ النقص الناجم عن تخفيض ميزانيات المساعدات افتراضية نسبيًّا، ولن تحقق أي أثر تعويضي إلا إذا زادت إنفاقها الإجمالي. وإلَّا، فلن تستطيع سوى إعادة توجيه الأموال نحو أغراض أخرى”.

في المقابل، تأمل مؤسسة جاكوبس زيادة حجم الأموال المتاحة. فهذا العام، أصبحت تتحكّم في جميع أصولها، واعتمدت، وفقا لسومر، استراتيجية استثمارية ستتيح لها “توسيع التزاماتها الخيرية في العقود المقبلة”.

وحاليًا، تدعم المؤسسة برامجرابط خارجي تهدف إلى تعزيز أنظمة التعليم الأساسي في غانا، وساحل العاج، وكولومبيا.

ضمان مخرجات تعليمية عالية الجودة

وعلاوة على ذلك، يتوقف أثر العمل الخيري على ما تملكه المؤسسات من قدرة ومعرفة. ويشير بروغر إلى إمكان إحداث المؤسسات الكبرى، مثل مؤسسة ياكوبس، تحسينات جوهرية على مستوى المنظومة التعليمية. ويؤّكد أهمية هذه التحسينات، “إذا أرادت الحكومات النهوض بالتعليم الأساسي على المستوى الوطني”. وفي المقابل، تقتصر قدرة المؤسسات الأصغر على تمويل مشاريع محدودة، مثل تشغيل مدرسة بعينها.

معلمون وتلاميذ في ساحة المدرسة يعملون في مشروع في أروشا، تنزانيا.
يقول بروغر: “لطالما كان تركيز مجتمع المانحين منصباً على إلحاق الجميع بالمدارس الابتدائية دون إيلاء الاهتمام الكافي لجودة التعليم”. تحاول هيلفيتاس معالجة هذا الأمر في تنزانيا. Helvetas

لذلك، لا تقلّ كيفية إنفاق الأموال أهمية عن تأمينها.

ويتابع بروغر: ”لا يضمن تأمين الأموال للقطاع نتائج [تعليم] جيدة. فثمة مسائل مهمة تتعلّق بجودة التعليم، وحجم الصفوف، ونسبة التغيب عن المدرسة”.

ووفقًا لتقرير رابط خارجينُشر في 2019، نجح أقلّ من نصف الأطفال والطفلات في تنزانيا، بين 9 إلى 13 سنة، في اختبارات القراءة، والكتابة، والحساب. وكشف ارتفاع معدّلات التسرب من المدرسة أيضًا.

وتقول وورملي، من مؤسسة هيلفيتاس، إنّ تدريب المعلّمين والمعلّمات في المنظمات غير الحكومية “لا يمكن أن يحلّ كافة مشاكل المدارس، ولكن يمكن أن يقدّم مساهمة كبيرة”. وكشف تقييم الأثر عام 2022 تفوُّق نتائج تلامذة الكوادر التدريسية مجتازة التدريب، على نظرائهم.نّ في الصفوف الأخرى في الامتحانات الرسمية في الرياضيات. كذلك، ارتفعت احتمالات حصولهم.نّ على درجة أعلى بما يصل إلى ست نقاط مئوية.

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: كاورو أودا

هل ينبغي على الدول زيادة الإنفاق على المساعدات الخارجية أم أن تقليصه مبرر؟

تقوم العديد من الدول بتقليص إنفاقها على المساعدات الخارجية، وسويسرا من بينها. برأيك، هل هذا القرار مبرر؟

2 إعجاب
6 تعليق
عرض المناقشة

وأضافت وورملي أنّ التخفيضات المستمرة “تؤكد أهمية الحفاظ على قاعدة تمويل متنوعة وواسعة” للمنظمات غير الحكومية مثل هيلفيتاس، المساعدة على تدريب الأساتذة في 160 مدرسة في تنزانيا، والساعية إلى توسيع نطاق هذا العمل.

وفي أروشا، تسعى زاكاريا، المعلّمة في المدرسة الابتدائية، إلى تحقيق أقصى استفادة ممّا تعلّمته للحفاظ على تفاعل التلامذة في الصف.

وتقول: ”إذا عرف الأطفال والطفلات أنّنا نجري اليوم تجربة معينة، فسيرغبون.ن في المجيء إلى المدرسة بدلًا من البقاء في المنزل. يستمتعون.ن بذلك كثيرًا، وتثبت الدروس في الذاكرة”.

تحرير: طوني بانيت /ب ف دبليو / تي اس.

بمشاركة: سامانتا سيغفرايد 

ترجمة: ناتالي سعادة

مراجعة: ريم حسونة

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

المزيد
النشرة الإخبارية للشؤون الخارجية

المزيد

شؤون خارجية

نشرتنا الإخبارية المتخصصة في الشؤون الخارجية

سويسرا في عالم متغير. راقب معنا السياسة الخارجية السويسرية وتطوراتها. نقدم لكم حزمة من المقالات الدسمة لتتكون لديكم خلفية جيّدة حول المواضيع المتداولة.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية المتخصصة في الشؤون الخارجية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية