The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

الخطف مقابل فديات.. أكبر مصدر دخل للجهاديين في مالي

afp_tickers

تلقّى جهاديون على صلة بتنظيم القاعدة الساعي للإطاحة بالحكومة المالية وفرض الشريعة، 50 مليون دولار على الأقل لقاء إطلاق سراح شيخ إماراتي قبل أسبوعين.

وبالإضافة إلى الحصار على الوقود، جعلت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من خطف الأجانب الأثرياء مقابل فديات أساسا لاستراتيجيتها القائمة على “الجهاد الاقتصادي”.

ويتمثّل هدف الجماعة بإطاحة المجلس العسكري الذي حاول جاهدا  منذ توليه السلطة بعد انقلابين في 2020 و2021، السيطرة على التمرّد المتواصل منذ عقد في مالي. وهي تسعى في هذا السياق لتخويف المستثمرين والتسبب بشلل في اقتصاد الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.

هددت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في حزيران/يونيو باستهداف أي أعمال تجارية أو صناعات متمركزة في مالي، إضافة إلى أي شركة تتعامل تجاريا مع الحكومة المالية من دون “إذنها”.

ومنذ ذلك الحين، قامت الجماعة التي تأمل بترسيخ وضعها كالقوة الأكبر بين الجماعات الجهادية التي تتوسع في المنطقة باتّجاه سواحل المحيط الأطلسي، بتنفيذ ما توعّدت به.

وهاجمت وأحرقت ناقلات تحمل الوقود الضروري لمالي من سواحل السنغال أو ساحل العاج ومصانع ومناجم على حد سواء، وخطفت أجانب أكثر من أي وقت مضى.

وقال هيني نسايبة المحلل الكبير المتخصص في شؤون غرب إفريقيا لدى منظمة “أكليد” لمراقبة النزاعات لفرانس برس “بين أيار/مايو وتشرين الأول/أكتوبر 2025، خُطف حوالى 22 مواطنا أجنبيا، أي ما يعادل تقريبا ضعف العدد القياسي البالغ 13 في 2022”.

وأضاف نسايبة أن بين الضحايا صينيين وهنود ومصريين وإماراتيين وإيرانيين، إضافة إلى صربي وكرواتي بوسني.

– أعلى فدية –

طلبت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين فدية قيمتها 50 مليون دولار بعدما خطفت أحد أفراد أسرة حاكمة في الإمارات كان يعمل في تجارة الذهب قرب العاصمة باماكو في 26 أيلول/سبتمبر، بحسب مصدر مطلع على المفاوضات ومصدر أمني مالي آخر.

كما خُطف اثنان من شركائه التجاريين، هما إيراني وباكستاني.

وتم تحويل أول دفعة قدرها 400 مليون فرنك إفريقي (أكثر من 700 ألف دولار) إلى الجهاديين مقابل الحصول على دليل على أن الرهائن على قيد الحياة، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على المفاوضات.

وأضاف المصدر أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أطلقت بعد ذلك سراح الثلاثة في نهاية تشرين الأول/أكتوبر لقاء فدية قدرها “50 مليون دولار على الأقل”.

وقال نسايبة إن المبلغ “يشكّل أعلى فدية يعرف عنها في المنطقة ويمثّل دفعة مالية كبيرة” لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين.

ولم تتضح الجهة التي دفعت الفدية.

لكن مصدرا أمنيا في مالي أكد صحة المبلغ، قال إن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ضمنت كذلك “الإفراج عن حوالى ثلاثين من سجنائها” المحتجزين لدى أجهزة الاستخبارات المالية. 

وأضاف المصدر أنه “تم أيضا إطلاق سراح جنود ماليين في عملية التبادل ذاتها. إنه اتفاق مذهل لجهة حجمه والجهات المشاركة فيه، خصوصا في إطار السياق الحالي”.

بالنسبة للباحث لدى “مركز سياسات الجنوب الجديد” رضا لياموري، ستسمح الفدية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين بـ”المحافظة على مستواها الحالي من الانخراط العسكري، بما في ذلك الحصار الاقتصادي لباماكو، لمدة طويلة”.

– خزينة الحرب –

وأضاف لياموري أن “غنيمة كهذه لا يمكن إلا أن تعزز طموحات جماعة نصرة والإسلام والمسلمين للتوسع وتأسيس حضور دائم لها في الساحل ودول إفريقيا الساحلية”.

من جانبه، أشار المحلل لدى “معهد المشروع الأميركي” ليام كار إلى أن “هذه الأموال ستساعد الجماعة في الحصول على مزيد من الأسلحة على غرار المسيّرات التجارية والمتفجرات والأسلحة الصغيرة إلى جانب دفع رواتب المقاتلين”.

خلّف الانسحاب الفرنسي في أعقاب الانقلاب فراغا أمنيا استغله الجهاديون وفشل الشركاء الأمنيون الجدد للمجلس العسكري، بما في ذلك روسيا، في ملئه، بحسب لياموري.

وما زالت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تحتجز عددا من الرهائن، سيؤدي حصولها على فدية مقابل إطلاق سراحهم إلى تضخم خزينتها الحربية.

تتم معظم عمليات الخطف في غرب البلاد حيث يتم تعدين حوالى 80 في المئة من إنتاج الذهب في مالي، بحسب “مركز صوفان” الاستشاري.

خُطف 11 مواطنا صينيا على الأقل في غرب مالي في هجمات على سبعة مواقع صناعية، ستة منها تديرها شركات صينية، بحسب مركز “معهد المشروع الأميركي” للأبحاث.

والأسبوع الماضي، خُطف خمسة هنود يعملون في شركة للطاقة ومصري في المنطقة ذاتها.

وقال كار إن “استهداف المواطنين الأجانب يؤدي إلى هروب الاستثمارات الأجنبية ويقوّض مصدرا مهما للعائدات بالنسبة للمجلس العسكري المالي، لا سيما في قطاع التعدين.

ومع تشديد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين قبضتها، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قبل أسبوعين سحب جميع الموظفين غير الأساسيين من مالي، حيث حضّت العديد من السفارات مواطنيها على مغادرة البلاد.

لار-سد-ستر-بدي/لين/دص

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية