سكان نيويورك ينتخبون رئيس بلديتهم والاشتراكي زهران ممداني المرشح الأوفر حظا
ينتخب سكان نيويورك الثلاثاء رئيسا جديدا لبلدية مدينتهم، والأوفر حظا في استطلاعات الرأي هو زهران ممداني، وهو مسلم من أصل هندي يبلغ 34 عاما من الجناح اليساري للحزب الديموقراطي ومعارض شرس للرئيس دونالد ترامب.
فتحت مراكز الاقتراع لهذه الانتخابات التي تجرى بدورة واحدة، في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (11,00 بتوقيت غرينتش)، على أن تتواصل عمليات التصويت حتى التاسعة مساء (02,00 ت غ الأربعاء).
تُمثل هذه الانتخابات أول اختبار انتخابي لترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.
ودأب الرئيس الأميركي على التعبير عن مواقفه خلال الحملة الانتخابية، ودعا مساء الاثنين إلى التصويت لمنافس ممداني الرئيسي، حاكم نيويورك السابق أندرو كومو البالغ 67 عاما والذي يترشح مستقلا.
وكتب ترامب مساء الاثنين على صفحته على منصة “تروث سوشال”، “سواءً كنتم تُحبون أندرو كومو أم لا، فليس لديكم خيار آخر. عليكم أن تصوّتوا له وتأملوا أن يُبلي بلاءً حسنا. هو قادر على ذلك، أما ممداني فلا!”.
وأضاف ترامب “إذا فاز المرشح الشيوعي زهران ممداني في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك، فمن المستبعد جدا أن أُساهم بالأموال الفدرالية، باستثناء الحد الأدنى المطلوب”.
ومنذ أشهر، تُظهر استطلاعات الرأي تقدّم ممداني في نوايا التصويت، وقد بيّن استفتاء حديث تقدم هذا المرشّح بما بين 4,5 و16 نقطة على أندرو كومو الذي يخوض الانتخابات كمرشح مستقل بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية لحزبه أمام ممداني.
أما مرشح الحزب الجمهوري كورتس سليوا (71 عاما) الذي جاء ثالثا في الاستطلاعات، فلديه ماض لافت فهو كثير الظهور في الإعلام ومؤسس مجموعة “الملائكة الحارسة” التطوعية ومحب للقطط.
واعتبر دونالد ترامب أن “التصويت لكورتيس سليوا يعني التصويت لممداني”.
وأدلى حوالى 735,300 ناخب بأصواتهم مبكرا، وهو عدد أكبر بأربع مرات مما كان عليه في الانتخابات البلدية الأخيرة عام 2021 والتي شارك فيها في المجموع 1,15 مليون شخص (نسبة المشاركة بلغت 23,3%).
ويجذب التصويت المبكر، وهو اتجاه حديث في نيويورك، ناخبين جددا، لكنه “قد يكون أيضا علامة على الحماسة الكبيرة لمرشح ما أو القلق بشأن نتائج الانتخابات”، وفق ما قال جون كاين من جامعة نيويورك.
ودُعي أكثر من خمسة ملايين ناخب، أكثر من 60% منهم ديموقراطيون، للتصويت لانتخاب رئيس البلدية الـ111 لأكبر مدينة في الولايات المتحدة، على أن يتولى منصبه في 1 كانون الثاني/يناير.
– هجمات ترامب –
وتتوافق طروحات زهران ممداني (خصوصا بشأن ضبط الإيجارات ومجانية حافلات النقل ودور الحضانة) أكثر مع المبادئ الديموقراطية الاشتراكية.
وفي حين نشر الرئيس الجمهوري الجيش في العديد من معاقل الديموقراطيين (بورتلاند وشيكاغو وواشنطن وممفيس ولوس أنجليس)، تعهّد ممداني بالتصدي “بشراسة” لسياساته المناهضة للهجرة وحربه القضائية ضد “أعدائه السياسيين”.
من جهته، دعا إيلون ماسك عبر منصته “إكس” إلى التصويت لصالح أندرو كومو بدلا من “مومدومي أو أيا كان اسمه”.
حتى داخل حزبه، لا يوجد إجماع على دعم المرشح. فالعديد من الشخصيات البارزة فيه من بينهم زعيم أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين تشاك شومر لا يبدون تأييدهم له علنا، ومن أعلن ذلك كان حذرا للغاية.
ورغم أنه تأخر في تأييد زهران ممداني، فإن زعيم الديموقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز لا يعتقد أنه سيكون “مستقبل” حزبهم، رغم الحماسة التي يثيرها في نيويورك.
ويتّفق الخبراء الذين تحدثت معهم وكالة فرانس برس مع جيفريز مشيرين إلى طبيعة الحياة السياسية في نيويورك مقارنة بسائر أنحاء البلاد.
– مجاملات أوباما –
من جهته، أشاد الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما بحملة الاشتراكي الشاب خلال مكالمة هاتفية السبت، وفق ما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”. وعلى غرار زهران ممداني، ندد أوباما بالهجمات “المعادية للإسلام” التي شنها بعض مؤيدي أندرو كومو.
وتختار ولاية نيوجيرزي المجاورة أيضا حاكمها المقبل، وهو منصب يتنافس عليه رجل الأعمال الجمهوري جاك سياتاريلي والديموقراطية التي تُعد أكثر اعتدالا ميكي شيريل.
وكانت الولاية تُعد معقلا للديموقراطيين خلال العقد الماضي. لكن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قلّص دونالد ترامب الفارق بشكل ملحوظ.
كذلك تستعد ولاية فيرجينيا لانتخاب أول حاكمة لها. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الديموقراطية أبيغيل سبانبرغر، العميلة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية، تتقدم بفارق ضئيل على الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز، وهي جندية سابقة في مشاة البحرية.
وفي الطرف الآخر من البلاد، يصوت سكان كاليفورنيا لصالح إعادة رسم الخريطة الانتخابية للولاية بما يخدم الحزب الديموقراطي، ردا على مبادرة مماثلة لترامب في تكساس.
بيل/الح-جك/دص