
شبكة حقاني… اكثر فصائل المتمردين اثارة للرعب في افغانستان

حمّلت افغانستان السبت مسؤولية الاعتداء الانتحاري الذي اوقع 95 قتيلا على الاقل و158 جريحا، لشبكة حقاني التابعة لطالبان، والتي تعاونت سابقا مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، وباتت تعتبر احدى اخطر الفصائل التي تقاتل قوات حلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة في افغانستان.
يقود شبكة حقاني سراج الدين حقاني، وهو ايضا نائب قائد طالبان. ونفذت شبكته عدة عمليات في قلب كابول وتعتبرها السلطات الافغانية مسؤولة عن العديد من التفجيرات الدامية التي شهدتها البلاد منذ الاجتياح الاميركي.
وكان قائد اركان الجيش الاميركي الاسبق مايك مولن اعتبر في ايلول/سبتمبر 2011 ان شبكة حقاني هي “الذراع العسكرية الحقيقية” لباكستان في افغانستان، موجها اصابع الاتهام الى اجهزة الاستخبارات الباكستانية التي تتمتع بنفوذ قوي.
ويقول المحلل في مركز ويلسون في واشنطن مايكل كاغلمان “عندما تسمعون مسؤولين اميركيين يتحدثون، حتى بعيدا عن الاعلام، عن التنظيمات الاكثر اثارة للقلق، فهم يشيرون دائما الى شبكة حقاني”.
– من هي شبكة حقاني؟ –
تأسست المجموعة على يد جلال الدين حقاني القيادي الافغاني الذي حارب الغزو السوفياتي لبلاده في ثمانينيات القرن الماضي بمساعدة الولايات المتحدة وباكستان.
تميّز جلال الدين حقاني بقدراته التنظيمية وشجاعته ما لفت انتباه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي ايه” وزاره آنذاك تشارلي ويلسون أحد أعضاء الكونغرس الاميركي.
وأقام حقاني، الذي يتقن العربية، علاقات وثيقة مع جهاديين عرب من بينهم أسامة بن لادن الذي انتقل الى افغانستان خلال الحرب. كما شغل لاحقا منصب وزير في نظام طالبان.
تعرف المجموعة بانها غالبا ما تلجأ الى انتحاريين وقد ادرجتها الولايات المتحدة على قائمتها للمجموعات الارهابية.
واتُّهمت المجموعة بالوقوف وراء تفجير شاحنة مفخخة أدى الى سقوط 150 قتيلا في قلب كابول في ايار/مايو الاخير، الا ان سراج الدين حقاني نفى ذلك في تسجيل صوتي نادر.
كما تحمّل السلطات الافغانية الشبكة مسؤولية اغتيال شخصيات حكومية افغانية كبيرة وخطف اجانب بهدف الحصول على فديات مالية.
من بين هؤلاء الرهائن الكندي جوشوا بويل، الذي أفرج عنه الاسبوع الماضي مع زوجته الاميركية كيتلين كولمان وابنائهما الثلاثة الذين ولدوا في الاسر، وايضا العسكري الاميركي بوي بيرغدال الذي اطلق سراحه في 2014.
– اين مواقعهم؟-
بعد الغزو الاميركي لافغانستان في العام 2001، انتقل عدد كبير من مقاتلي طالبان الى باكستان حيث اعادوا رص صفوفهم قبل ان يباشروا هجماتهم على الاميركيين.
وكانت شبكة حقاني تنظم الهجمات ضد الحلف الاطلسي من معقلها في ميرانشاه (كبرى مدن وزيرستان) المنطقة القبلية النائية في باكستان.
وردت الولايات المتحدة بشن غارات عديدة عبر طائرات بدون طيارعلى عناصر شبكة حقاني، كما شن الجيش الباكستاني حملات عدة عليهم، لكن المسؤولين الافغان كانوا دائما يشككون في جدية الضربات التي توجهها باكستان الى عناصر هذه الشبكة.
لكن باكستان كثفت عملياتها على منطقة وزيرستان عام 2014 ما أرغم العديد من المقاتلين على الاختباء او الفرار الى افغانستان، بحسب معلومات ادلى بها متمردون لوكالة فرانس برس، تعذّر التثبت من صحتها.
– ما هي علاقاتهم مع باكستان؟-
تعتبر باكستان الهند المجاورة تهديدا وجوديا لها، وتعتقد بأن طالبان وشبكة حقاني تساعدان في التصدي لنفوذ الهند في افغانستان.
وغالبا ما تُتّهم شبكة حقاني باستهداف مصالح هندية في افغانستان ما يعزز الشكوك بانها تعمل لصالح الاستخبارات الباكستانية.
ويشدد كاغلمان على ان “كل الحسابات في باكستان تتمحور حول الهند”، مضيفا “يرون في شبكة حقاني وحركة طالبان الافغانية وسيلة تساعد على التصدي للوجود الهندي في افغانستان”.
ويقر سياسيون وعسكريون سابقون في اسلام اباد سرا بان ابقاء باكستان قنوات الاتصال مفتوحة مع شبكة حقاني يكتسب اهمية حيوية بالنسبة اليها.
ويشدد البعض على تحديد طبيعة هذه العلاقة، فيقول محمود شاه القائد العسكري السابق الذي عمل في المناطق القبلية لفرانس برس، إن “هناك فارقا بين ابقاء اتصالات وبين الدعم او الانتماء”.
– ماذا تريد الولايات المتحدة من باكستان ؟
تمارس واشنطن منذ زمن ضغوطا على باكستان لحثها على قمع الحركات المتمردة وفي مقدمتها شبكة حقاني.
وزاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الضغوط في الصيف الماضي عندما اتهم اسلام اباد بانها تلعب دورا مزدوجا في افغانستان، وبانها تؤوي “عناصر مثيرين للفوضى” على أراضيها.
وتنفي باكستان هذه الاتهامات بشدة، وتتهم الولايات المتحدة في المقابل بتجاهل ارواح آلاف الباكستانيين الذين قتلوا خلال الحملة من اجل القضاء على الارهاب.
وجاء توقيت الافراج عن الرهينة الكندي بويل مع زوجته بعد ذلك باسابيع، وقد مارست باكستان دورا في اطلاق سراحهم في محاولة لاقناع الاميركيين بانها تقوم بافضل ما يمكنها.
ويقول المحلل السياسي الباكستاني امتياز غول إنه، وبصرف النظر عن سعي باكستان الى تأمين عمق استراتيجي لها، لن يكون من السهل على اسلام اباد ان تشن حملة ضد شبكة حقاني في مناطق قبلية حيث تكتسب العلاقات الاجتماعية اهمية كبيرة.