The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

شغف ترامب بالاستعراض يطغى على قمة شرم الشيخ حول غزة

afp_tickers

شكلت القمة الخاطفة التي حل عليها دونالد ترامب في مصر بهدف ترسيخ وقف إطلاق النار في غزة، مناسبة للاحتفاء بشخصية الرئيس الأميركي الذي يروّج لنفسه كصانع سلام من دون أن تسجل خرقا كبيرا في المفاوضات السياسية، وفق دبلوماسيين.

فقد وقّع ترامب وقادة مصر وقطر وتركيا – الدول الضامنة للاتفاق بين إسرائيل وحماس – وثيقة الاثنين وصفها أحد الدبلوماسيين بأنها “أقرب إلى بيان يعبر عن رؤية من أي شيء آخر”.

في غزة المدمّرة، لا يزال وقف إطلاق النار صامدا إلى حد كبير، وإن سُجلت أعمال قصف وسقوط قتلى فلسطينيين بالقرب من مواقع انتشار الجيش الإسرائيلي. لكن معظم تفاصيل خطة ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة لم تشق بعد طريقها إلى التنفيذ النهائي.

وتعترض هذا التنفيذ عقبات كبيرة، بينها نزع سلاح حماس وطبيعة الحكم والهيئة التي ستحكم القطاع الفلسطيني ودور ما يُسمى “مجلس السلام” المستقبلي الذي يضم خبراء دوليين مكلفين الإشراف على تطبيق الاتفاق برئاسة ترامب.

وفيما كان ترامب يشارك في ما يشبه الاحتفال بالنصر في الكنيست الإسرائيلي الاثنين، انتظر أكثر من عشرين من قادة العالم ساعات طويلة في مدينة شرم الشيخ الساحلية، وبينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

– “يوم غريب” –

في اجتماع عقدوه قبل وصول ترامب، كان المشاركون في القمة يعتزمون الضغط على الرئيس الأميركي بشأن المساعدات والحوكمة، وفق أحد المشاركين.

لكن عندما وصل متأخرا أربع ساعات عن الموعد المحدد، اصطفوا في طابور طويل حول القاعة لتحية الرجل الذي يدّعي أنه قادر على “إحلال السلام في الشرق الأوسط”.

وقد تقاطروا واحدا تلو الآخر على السجادة الحمراء لمصافحة ترامب المبتسم، فوق لافتة عملاقة كُتب عليها “السلام 2025”.

قال دبلوماسي لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته “كان يوما غريبا للغاية… مجرد العرض والخطاب وكل هؤلاء القادة المصطفين … كان المشهد بأكمله خارجا عن المألوف”.

وأضاف “لم أرَ شيئا كهذا من ذي قبل، وأعتقد أن كثيرين أيضا لم يسبق أن شاهدوا مثيله”.

بينما كان ترامب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي يلقيان خطابيهما، وقف معظم القادة خلفهما يستمعون بإصغاء، في وضعية غير تقليدية أثارت تساؤلات حتى لدى ترامب.

وقد رفض البعض المشاركة في هذا المشهد، إذ بقي الرئيس الفرنسي ماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقاعدهم.

قال دبلوماسي فرنسي كان يرافق ماكرون الذي رافق بدوره عباس على المنصة لمصافحة لم يكن مخططا لها كانت من أطول مصافحات ترامب مع قادة العالم “لن يقف خلف قائد وهو يتحدث”.

– “الوحيد القادر” –

لم يتوانَ القادة المصريون في مناسبات شتى عن الإشادة بترامب بوصفه “الوحيد في العالم القادر على تحقيق السلام”، كما لم تألُ القاهرة أي جهد لإنجاح “قمة شرم الشيخ للسلام”.

فقد غطت المدينة المصرية الساحلية لوحات إعلانية لترامب والسيسي تعلو وجهيهما ابتسامة عريضة إلى جانب شعارات السلام.

وعندما دخلت طائرة الرئاسة الأميركية المجال الجوي المصري، رافقتها مقاتلات مصرية من طراز إف-16 أميركية الصنع قال ترامب إن القاهرة “دفعت ثمنها مبالغ طائلة … لكنها حصلت على صفقة جيدة”.

وأعلن السيسي منح ترامب “قلادة النيل”، أرفع وسام مدني مصري، بعد ساعات من نيله الوسام المعادل له في إسرائيل.

وقال مصدر مصري إن وثيقة الاثنين تهدف ببساطة إلى الإشادة بـ”جهود السلام” التي تنسب القاهرة الفضل فيها إلى ترامب.

لكن الميل الظاهر لدى ترامب، نجم تلفزيون الواقع سابقا، إلى الاستعراض كاد يفسد الأجواء.

ففي مكالمة ثلاثية مفاجئة أثناء وجوده في إسرائيل، دفع ترامب بالسيسي إلى دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى القمة، متغاضيا عن القادة الذين كانوا ينتظرونه في مصر والذين لا تربط بعض حكوماتهم أي علاقات بإسرائيل.

وبحسب مصدر دبلوماسي، أتت موافقة السيسي على الدعوة ليؤكد من خلالها دوره كحليف “ناجح” للولايات المتحدة.

وقال دبلوماسيون إن دولا عدة استاءت من فكرة المشاركة في قمة تجمعها مع رئيس وزراء إسرائيل، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس طائرة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تجري تحليقا دائريا مرتين فوق شرم الشيخ بعد علمه بالدعوة، وفق تقارير إعلامية تركية.

وبين إصدار نتانياهو بيانا أعلن فيه التغيّب عن القمة بسبب عطلة دينية يهودية، وهبوط طائرة ترامب، كان الأوان قد فات لكثير من القادة لتغيير موقفهم.

وأمام احتمال أن يضطروا للإسراع إلى طائراتهم من دون الإدلاء بتصريح للإعلام، وجد قادة ألمانيا وإيطاليا وهولندا أنفسهم مضطرين لمغادرة قاعة اجتماعاتهم المغلقة لمقابلة الصحافيين في الموقع.

وقال دبلوماسي آخر في أعقاب ذلك “لقد كان يوما سخيفا”، معربا عن استغرابه الذي شاركه فيه جميع الدبلوماسيين الذين تحدثت إليهم وكالة فرانس برس.

وأضاف الدبلوماسي “لكن في النهاية، وضعُنا اليوم أفضل مما كنا عليه بالأمس. السؤال هو: هل سيواصل (ترامب) هذا النهج مستقبلا ويحافظ على هذا الموقف الحازم مع نتانياهو؟”

بها/جك/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية