The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

عن كثب-شهود: الدعم السريع السودانية تحتجز ناجين من حصار الفاشر للحصول على فدى

reuters_tickers

القاهرة/طينة ( تشاد) 3 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – قال شهود وموظفو إغاثة وباحثون إن قوات الدعم السريع السودانية شبه العسكرية التي حاصرت مدينة الفاشر في دارفور قبل اجتياحها في أواخر أكتوبر تشرين الأول الماضي تحتجز السكان بشكل منهجي وتطلب فدى لإطلاق سراحهم، وتقتل أو تضرب من لا تستطيع أسرته دفعها.

ولم يتسن لرويترز تحديد عدد من تحتجزهم قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفي محيطها لكن الروايات تشير إلى أن مجموعات كبيرة محتجزة في عدة قرى على بعد 80 كيلومترا من الفاشر وأن آخرين أعيدوا إلى المدينة حيث تطالب قوات الدعم السريع بدفع مبالغ مالية تقدر بآلاف الدولارات من أقاربهم.

ويُظهر احتجازهم المخاطر التي يواجهها أولئك الذين لم يتمكنوا من الخروج من الفاشر التي كانت آخر معقل كبير ضد قوات الدعم السريع في إقليم دارفور بغرب السودان قبل سقوطها. ووصف الشهود عمليات انتقام جماعية منذ سيطرة الدعم السريع والتي تضمنت الإعدام بإجراءات موجزة والعنف الجنسي.

ويسلط ذلك الضوء أيضا على محنة بعض من عشرات الآلاف من الذين ما زالوا في عداد المفقودين في الوقت الذي تسعى فيه وكالات الإغاثة إلى دخول منطقة الفاشر المنكوبة بالمجاعة وضواحيها والتي أصبحت نقطة محورية في الحرب المستمرة منذ عامين ونصف العام بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

وأجرت رويترز مقابلات مع 33 محتجزا سابقا و10 من موظفي الإغاثة والباحثين الذين قدموا تفاصيل لم يتم الإبلاغ عنها من قبل حول العنف الذي واجهه المحتجزون والمواقع التي احتجزوا فيها وحجم الاعتقالات.

وتحدث ناجون عن دفع فدى تراوحت بين خمسة ملايين جنيه سوداني (1400 دولار) و60 مليون جنيه سوداني (17 ألف دولار)، وهي مبالغ طائلة بالنسبة لسكان مثل هذه المنطقة الفقيرة.

وقال 11 ناجيا إن عددا من الذين لم يتمكنوا من الدفع تعرضوا لإطلاق النار من مسافة قريبة أو تم قتلهم في مجموعات في حين تعرض آخرون منهم للضرب المبرح. وشاهد مراسل رويترز ناجين فروا عبر الحدود إلى تشاد وعلى أجسادهم آثار إصابات بدا أنها ناجمة عن الضرب والطلقات النارية. ولم يتسن لرويترز التحقق من رواياتهم بالكامل.

وقال محمد إسماعيل، الذي تحدث إلى رويترز عبر الهاتف من طويلة، وهي مدينة قريبة من الفاشر لكنها تخضع لسيطرة قوات محايدة، إن قوات الدعم السريع تمهل أسرة المحتجز ثلاثة أو أربعة أيام وإذا لم ترسل تحويلا ماليا يقتلوه.

وأضاف أنه غادر الفاشر مع سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في 26 أكتوبر تشرين الأول لكن قوات الدعم السريع ألقت القبض عليه في قرية أم جلبخ ضمن مجموعة من 24 رجلا.

وأوضح أنه أُجبر هو وابن شقيقه على جمع 10 ملايين جنيه سوداني من أسرته قبل أن يُطلق سراحهما. وقال إن تسعة رجال آخرين قُتلوا أمامهما.

* عنف بدوافع عرقية

قال المستشار القانوني لقوات الدعم السريع محمد مختار، عندما طُلب منه التعليق، إن معظم حالات الاحتجاز والابتزاز التي تعرض لها أشخاص من الفاشر نفذتها مجموعة منافسة يرتدي أعضاؤها زيا يشبه قوات الدعم السريع.

وتحقق لجنة من قوات الدعم السريع في ما يزيد على 100 حالة انتهاك مزعومة يوميا في الفاشر حيث تم اعتقال عدد كبير من المشتبه بهم وأدين تسعة منهم، حسبما قال رئيس اللجنة أحمد النور الحلا لرويترز.

وكانت السيطرة على الفاشر بعد حصار دام 18 شهرا نقطة تحول في الحرب التي اندلعت بسبب صراع على السلطة بين الجيش والدعم السريع وتسببت فيما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويواجه الطرفان اتهامات بارتكاب جرائم حرب.

وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى ربع مليون شخص كانوا يعيشون في الفاشر عندما استولت قوات الدعم السريع على المدينة وأحكمت قبضتها على المنطقة. وفي تكرار للإبادة الجماعية في دارفور قبل 20 عاما، أُنحى باللائمة على القوات التي يهيمن عليها العرب وحلفائها بارتكاب عمليات قتل جماعي بحق غير العرب في وقت سابق من هذه الحرب في المنطقة.

وقال ناجون من احتجاز قوات الدعم السريع في الفاشر وما حولها لرويترز إنهم كثيرا ما سُئلوا عن القبيلة التي ينتمون إليها وهوجموا بألفاظ عنصرية.

وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 100 ألف شخص فروا من الفاشر منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها. وتقول وكالات الإغاثة إن أكثر من 15 ألفا منهم وصلوا إلى طويلة ونحو 9500 آخرين عبروا الحدود إلى تشاد لكن معظمهم ما زالوا في قرى تسيطر عليها قوات الدعم السريع في محيط الفاشر منها قرني وكورما وأم جلبخ وشقرة وحلة الشيخ وجبل وانا وطرة.

ولم يتضح للباحثين عدد من بقوا داخل الفاشر نفسها. وقالت منظمات الإغاثة إن بعض السكان لم يتمكنوا من الفرار لأنهم لم يستطيعوا دفع تكاليف الخروج من المدينة أو لأنهم مرضى أو مصابون لدرجة لا تسمح لهم بالسفر.

* انقطاع الاتصالات

قال ياسر حمد علي (36 عاما)، وهو متحجز سابق وصل إلى تشاد، إن أفرادا من قوات الدعم السريع ألقوا القبض عليه في 29 أكتوبر تشرين الأول مع 16 رجلا آخرين بعد فراره من الفاشر، مضيفا أنهم أوسعوه ضربا قبل المطالبة بمبلغ 150 مليون جنيه سوداني للإفراج عنه.

وفي حديثه لرويترز من مستشفى في طينة بالقرب من حدود تشاد مع السودان، قال إن القوات استخدمت جهازا للإنترنت عبر الأقمار الصناعية من ستارلينك مثبتا على سيارتهم من طراز تويوتا لاند كروزر للاتصال بأسرته عبر فيسبوك ماسنجر.

وتعاني مساحات شاسعة من الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع من انقطاع الاتصالات منذ بداية الحرب، مما أدى إلى انتشار أجهزة ستارلينك. ولم ترد ستارلينك على طلب للتعليق.

وقال علي إن أسرته تفاوضت معهم حتى وصلوا بالمبلغ إلى خمسة ملايين جنيه قاموا بتحويلها عبر محفظة (بنكك) الافتراضية السودانية، وفقا لإيصالات تحويل اطلعت عليها رويترز.

وقال رجل آخر في طينة يدعى إبراهيم كيتر ( 30 عاما) إن أسرته اقترضت بضمان منزلها في مدينة عطبرة لدفع فديته التي بلغت 35 مليون جنيه معبرا عن اعتقاده بأنهم لن يتمكنوا من سداد هذا القرض.

وقال شقيقه الحاج التيجاني كيتر (31 عاما) إن المقاتلين وضعوا مسدسا على رأسه وضربوه ضربا مبرحا في أثناء محادثة فيديو مع أسرته، وهو أسلوب مشابه لما تستخدمه العصابات على طرق تهريب المهاجرين في ليبيا المجاورة، والتي يتصل أفرادها بأقارب المهاجرين المحتجزين ويظهرون إساءة معاملتهم في محاولة لانتزاع فدى أعلى.

وكثيرا ما جندت قوات الدعم السريع مقاتلين أو فصائل مسلحة على وعد بالنهب بدلا من الحصول على راتب ثابت، وتقع عمليات نهب واسعة النطاق في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

غير أن موظفي إغاثة قالوا إن طلب فدى ضخمة مثل تلك التي تُطلب في محيط الفاشر يمثل ظاهرة جديدة.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية لقرية قرني في 28 نوفمبر تشرين الثاني مئات الملاذات المؤقتة الجديدة التي تم تشييدها خلال الشهر الماضي. وقال اثنان من موظفي الإغاثة إن ذلك يشير إلى إمكانية احتجاز الناس هناك لفترة طويلة.

* الاحتجاز في الفاشر

ذكرت وكالة رويترز في وقت سابق أنه كان يتم الفصل بين الرجال والنساء عند وصولهم إلى قرني. لكن النساء يحتجزن هناك أيضا. وقالت إحدى النساء إنها تعرضت لعصب عينيها واغتصابها هناك لعدة أيام في حين قالت امرأة أخرى إنها كانت شاهدة على عمليات اغتصاب بهذا الأسلوب.

وقالت المرأة الثانية وهي تبكي خلال حديثها عبر الهاتف من طويلة إن أفراد قوات الدعم السريع هددوها بالقتل عندما حاولت التدخل.

وتحدث ثمانية من المحتجزين السابقين عن إعادتهم إلى الفاشر قائلين إنهم احتُجزوا مقابل فدى في مبان من بينها منشآت عسكرية ومساكن جامعية.

وقال رجل يعمل معلما ويبلغ من العمر 62 عاما، طالبا عدم الكشف عن هويته، إنه وجد نفسه في مستشفى الفاشر للأطفال مع مئات الرجال الآخرين.

وأوضح أنهم كانوا مكدسين في صفوف ولم يكن لديهم ما يشربونه، فأخذوا الماء من بركة راكدة في المستشفى واكتشفوا فيما بعد أنها كانت مياه صرف صحي. وقال المعلم إن نحو 300 رجل لاقوا حتفهم. وقدم باحثان في مجال حقوق الإنسان، تحدثا إلى شهود، تقديرات مماثلة لرويترز.

وقال مجاهد الطاهر (35 عاما) الذي كان محتجزا في الفاشر إنه تم إطلاق سراحه بعد تعرضه للضرب بفدية قدرها 30 مليون جنيه، ليتم احتجازه مرة أخرى في زالنجي حيث أجبر خاطفوه أسرته على دفع ستة ملايين جنيه أخرى.

وأضاف لرويترز في نجامينا بتشاد أنه رأى في الطريق جثث سبعة رجال كان قد فرّ معهم، وقد أصيبوا بطلقات نارية في رؤوسهم وصدورهم. وعرض الطاهر صورة لقدميه وقد أصابتهما التقرحات بسبب المشي حافيا بعد أن أخذت قوات الدعم السريع حذاءه.

ومنذ سيطرتها على الفاشر، تنشر قوات الدعم السريع مقاطع مصورة وتبث على الهواء لقطات لأشخاص يتلقون الطعام والرعاية الطبية في المدينة.

وقالت ممرضة، قالت إنها كانت محتجزة لدى قوات الدعم السريع، لرويترز إن أفراد القوات صوروها وهي تتلقى الطعام وتقول إنها تلقى معاملة حسنة. لكنها أضافت أنهم يعذبون الناس ثم يظهرونهم في اللحظة التالية على الهواء.

(تغطية صحفية نفيسة الطاهر وريدي ليفينسون – شارك في التغطية الطيب صديق وخالد عبد العزيز – إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية