The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

فيديو يظهر الدقائق الأخيرة لمسعفين قتلوا في غزة بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني

afp_tickers

نشر الهلال الأحمر الفلسطيني مقطع فيديو عثر عليه على هاتف محمول لمسعف قُتل في قطاع غزة مع زملاء له في آذار/مارس، ويُظهر سيارات إسعاف تحمل شارات واضحة وقد أضاءت مصابيحها مع دوي إطلاق نار كثيف.

في 23 آذار/مارس، قتل 15 مسعفا وعاملا إنسانيا بنيران إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة الذي يشهد حربا منذ نحو 18 شهرا بين حركة حماس وإسرائيل، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني والأمم المتحدة التي اعتبرت العملية “مروّعة”.

والضحايا هم ثمانية مسعفين في الهلال الأحمر وستة عناصر في الدفاع المدني في غزة وموظف في وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا). وعثر في 30 آذار/مارس على جثثهم مدفونة في رفح في جنوب القطاع، في ما أسمته الأمم المتحدة “مقبرة جماعية”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته أطلقت النار على “إرهابيين” ومركبات اعتبرها “مشبوهة” كانت تتحرك نحوها، من دون أن تخطر السلطات الاسرائيلية مسبقا، مشيرا إلى أن مصابيحها كانت مطفئة.

ولكن الفيديو الذي وزّعه الهلال الأحمر السبت يظهر سيارات إسعاف تسير بمصابيح مضاءة.

وتبدو في الفيديو الذي صُوّر على ما يبدو من داخل مركبة خلال سيرها، شاحنة إطفاء حمراء وسيارات إسعاف تسير في الظلام.

 – إطلاق نار كثيف وشاشة سوداء –

ثم تظهر سيارة متوقفة خارج الطريق، ويشاهد رجلان يخرجان من سيارة إسعاف أخرى توقفت قربها، أحدهما يرتدي زيّ مسعف والآخر سترة إسعاف.

ويسمع صوت يقول “يا ربّ أن يكونوا بخير”، ويقول آخر “يبدو أنه حادث”.

بعد لحظات، يسمع إطلاق نار كثيف وتصبح الشاشة سوداء.

وخلال مؤتمر صحافي في الأمم المتحدة في نيويورك الجمعة، قال نائب رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني مروان الجيلاني أن الفيديو صوّره رفعت رضوان، أحد المسعفين القتلى بواسطة هاتفه المحمول الذي عثر عليه الى جانب جثته.

وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس السبت إنه يدرس المسألة، وأن “جميع الادعاءات، بما في ذلك التوثيق المتداول حول الحادث، ستخضع لفحص دقيق وعميق من أجل فهم تسلسل الأحداث وكيفية التعامل مع الموقف”.

وصرح مسؤول عسكري للصحفيين في وقت لاحق السبت أن حادثين منفصلين وقعا في الساعات الأولى من يوم 23 آذار/مارس. 

وقع الأول في الساعة الرابعة صباحا عندما أطلق الجنود النار على مركبة استقلّها أعضاء من قوة الأمن الداخلي التابعة لحماس، مما أسفر عن مقتل اثنين واعتقال واحد.

ووقع الحادث الثاني بعد ساعتين. “في الساعة 6,00 صباحا، تلقوا تقريرا من المراقبة الجوية يفيد بأن هناك قافلة تتحرك في الظلام بطريقة مشبوهة نحوهم”، وفق المسؤول.

أوضح المسؤول أن الجنود الذين كانوا في المنطقة شعروا بأن هذا كان حادثا مشابها للحادث السابق عندما شاهدوا بعض الأشخاص ينزلون من القافلة. 

وقال “أطلقوا النار عن بعد. ما نراه من أشرطة المراقبة هو أنهم يطلقون النار عن بعد”، حسبما أضاف. “لم تكن هناك أصفاد، ولا إطلاق نار من مسافة قريبة… لا تحاول القوات إخفاء شيء. كانوا يعتقدون أنهم يواجهون إرهابيين”، مشيرا إلى أن حوادث مشابهة قد حدثت على هذا الطريق من قبل.

وندّدت حركة حماس في بيان ب”محاولة متعمّدة لإخفاء الجريمة عبر دفن الضحايا في مقابر جماعية وتغييب الحقيقة”.

واعتبرت أن “توثيق المسعف الفلسطيني جريمة إعدام طواقم الإسعاف في رفح يكشف الوجه الحقيقي للاحتلال ويفنّد رواياته المضلّلة”، متحدثة عن “جريمة إعدام ميداني بشعة”.

وجدّدت مطالبة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر “بالتحرّك العاجل لتوثيق هذه الجريمة وسائر الجرائم، وإحالتها إلى المحاكم الدولية، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب”.

وقالت الناطقة باسم الهلال الفلسطيني الأحمر نبال فرسخ السبت في مقابلة مع وكالة فرانس برس في رام الله إن الفيديو “جاء ليفنّد بشكل واضح وصريح رواية الاحتلال الذي يستهدف بشكل متعمد مركبات الإسعاف والطواقم الطبية والصحية، ويقوم أيضا بتسويق رواية كاذبة”.

وطالبت “المجتمع الدولي بضرورة إجراء تحقيق مستقل وفوري وعاجل يضمن العدالة للضحايا ويضمن محاسبة كل المتورطين في جريمة استهداف الطواقم التابعة للجمعية”، مشددة على ضرورة “وضع حدّ لهذا المسلسل المتواصل من الانتهاكات المستمرة والاستهداف المتواصل للعاملين في المجال الطبي والصحي”.

وتحدثت فرسخ عن عنصر بين الطواقم “مصيره مجهول”، مشيرة الى انه قد “يكون اعتُقل”.

وكان مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك قال أمام مجلس الأمن الدولي الخميس “روّعني مقتل 15 من العاملين في المجال الصحي وموظفي الإغاثة، وهو أمر يثير مخاوف جديدة بشأن ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب”.

– “جاء اليهود” –

في الفيديو، ينطق المسعف الذي صوّر الفيديو بالشهادة بصوت مرتجف مكرّرا من دون توقف “لا إله الا الله محمد رسول الله”.

ويقول “سامحونا يا شباب. يا أمي سامحيني لأنني اخترت هذا الطريق، أن أساعد الناس”.

ويضيف “يا رب تقبلنا، نتوب اليك ونستغفرك. تقبلني شهيدا، الله أكبر”.

وفي اللحظات الأخيرة من الفيديو، يُسمع وهو يقول “جاء اليهود، جاء اليهود”. ويستخدم الفلسطينيون إجمالا كلمة اليهود للإشارة الى الجنود الإسرائيليين.

وبينما كان إطلاق النار متواصلا، يُسمع صوت رجل يتحدث باللغة العبرية يقول “انتظروا، نحن قادمون. نحن لسنا مسؤولين، أنتم المسؤولون”. ولم تُعرف هوية المتحدث وإلى من يتوجه بالكلام.

واثار مقتل المسعفين صدمة حول العالم.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنّ “فريقا أول من المسعفين قتل بنيران القوات الإسرائيلية في 23 آذار/مارس، وإن فرق طوارئ وإسعاف أخرى تعرّضت للهجوم الواحدة تلو الأخرى على مدى ساعات أثناء بحثها عن زملائها المفقودين”. 

وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن المسعفين كانوا أصلا متوجهين لتلبية نداءات مدنيين حاصرهم القصف في رفح.

وروى مدير مكتب “أوتشا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان ويتال في مداخلة عبر الفيديو من دير البلح، أنه لدى العثور عليهم، كان المسعفون “لا يزالون يرتدون زيهم الرسمي، ويضعون القفازات”، متحدثا عن “مقبرة جمماعية”.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة فرانس برس إنه “تمت تغطية الجثث بالرمال وملاءات من القماش من أجل حفظها” حتى تنسيق عملية إجلائها.

بور-لمى/ريم-لمى/ود

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية