The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات

كيف استخدم أسطول الصمود الكاميرات والبيانات لجذب اهتمام العالم

reuters_tickers

من أدوارد مكاليستر وآنا أوراس

أثينا (رويترز) – عندما اعتلى جنود إسرائيليون مسلحون مساء الأربعاء الماضي قوارب تابعة لأسطول الصمود العالمي، الذي حاول توصيل الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، سارع اثنان من مطوري الإنترنت في جلاسكو إلى تتبع القوارب بينما كان الملايين في جميع أنحاء العالم يتابعون مصيرها.

وعندما كانت الكاميرات الموجودة على متن القوارب تبث لقطات حية غير واضحة للمداهمات عبر موقع الأسطول على الإنترنت، أجرى المطوران تحديثا لحالة القوارب في الوقت الفعلي، ونشرا مقاطع مصورة قصيرة لكل مداهمة تعرضت لها القوارب. وقالا إن عدد الزيارات كان غير مسبوق إذ سجل الموقع 2.5 مليون زيارة يوم الأربعاء و3.5 مليون زيارة يوم الخميس.

وقالت ليزي مالكولم، المديرة المشاركة لشركة ريكتانجل، وهي استوديو لتصميم وتطوير البرمجيات ساعد في تتبع القوارب لصالح منظمي الأسطول “لم أر قط أرقاما كهذه، ليس على موقع إلكتروني أنشأته على الإطلاق”.

* أسطول جديد في الطريق في حملة واسعة

سعى أسطول الصمود العالمي إلى كسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة المدمر جراء حملة إسرائيل العسكرية المستمرة منذ نحو عامين.

وضم الأسطول أكثر من 40 قاربا مدنيا تحمل على متنها حوالي 500 من البرلمانيين والمحامين والناشطين، منهم الناشطة السويدية في مجال المناخ جريتا تونبري.

ولم ينجح الأسطول في الوصول إلى غزة، واعترضت البحرية الإسرائيلية القوارب واقتادتها إلى إسرائيل. لكن على مدى 10 أيام برز الأسطول بكونه أقوى رمز لرفض الحصار الإسرائيلي. وبفضل هذه الدعاية، أبحر أسطول آخر بالفعل مكون من 11 قاربا.

وعن طريق حملة متطورة على وسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا محدثة لتتبع القوارب وتصميم ماهر لموقع على شبكة الإنترنت وتنظيم شعبي، اكتسبت المهمة اهتماما ودعما هائلين لتنشأ حركة عالمية تطالب برفع الحصار.

وعلى الرغم من أن إسرائيل تقول إن حصارها البحري قانوني لأنها تقاتل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في القطاع الساحلي، حظي الأسطول بدعم واسع النطاق.

وهاجم مسؤولون إسرائيليون مرارا الأسطول ووصفوه بأنه استفزازي.

وأجج احتجاز إسرائيل لأسطول الصمود يوم الأربعاء احتجاجات في مدن أوروبية وكذلك في الأرجنتين والمكسيك وباكستان، وأثار انتقادات من السياسيين والقادة من كولومبيا إلى ماليزيا.

* تأسيس حركة

فرضت إسرائيل حصارا على غزة منذ عام 2007 عندما سيطرت حماس على مقاليد الحكم في القطاع، لكن جهود النشطاء لرفع مستوى الوعي اكتسبت زخما منذ اندلاع الحرب في أكتوبر تشرين الأول 2023 في أعقاب هجوم حماس على بلدات في جنوب إسرائيل.

وحظيت أحدث حملة، أي أسطول الصمود، باهتمام أكبر من أي وقت مضى.

وقال دان ميرسيا أستاذ التغيير الرقمي والاجتماعي في جامعة لندن إن الأسطول استفاد من تحول سياسي أوسع منذ يونيو حزيران وساهم فيه، وشهد ذلك التحول اعتراف بلدان منها فرنسا وبريطانيا بدولة فلسطينية ردا على الحملة الإسرائيلية.

وأضاف “بدأ التأثير الثقافي يظهر. وهذا لا يقتصر على الأسطول فحسب، لكنهم يحدثون فرقا”.

وتعطلت محاولة لمجموعة “المسيرة العالمية إلى غزة” في يونيو حزيران، والتي كان من المقرر أن يسير فيها النشطاء إلى معبر رفح الحدودي المصري مع غزة، عندما رحلت مصر عشرات النشطاء. وحاولت أساطيل أخرى أصغر حجما كسر الحصار البحري، لكن جهودها نالت اهتماما أقل.

ثم في يونيو حزيران، عقدت منظمات وحركات منها (المسيرة العالمية إلى غزة) اجتماعا في تونس ناقشت فيه فكرة توحيد الجهود.

وقال أنتونيس فاراس، من الفريق اليوناني المشارك في المسيرة إلى غزة “كانت الفكرة هي أن هناك حاجة إلى شيء أكبر. كانت هناك مناقشات حول كيفية التواصل مع الناس وتبادل المعلومات”.

* دعم كبير منذ البداية

نشأ أسطول الصمود العالمي وكانت مهمته واضحة: كسر الحصار الإسرائيلي.

حظيت المنظمة بدعم كبير منذ البداية. وقال فاراس إنه عندما انطلقت دعوات للمشاركة، تلقت المنظمة 20 ألف طلب. وفي إيطاليا، بدأت مؤسسة خيرية اسمها “موسيقى من أجل السلام” جمع تبرعات للمساعدات، وكان الهدف هو 40 طنا. وفي غضون خمسة أيام جمعت أكثر من 500 طن.

وفي أنحاء أوروبا، بدأت المهمات في الاستعداد. وحصل الفريق اليوناني على 25 قاربا من مختلف الدول الأوروبية. وعندما طلب التبرعات، تلقى أكثر مما يستطيع نقله.

وفي إيطاليا، وطد المنظمون المحليون الروابط مع النقابات التي دعمت الأسطول بالإضرابات والاحتجاجات في مختلف الموانئ. وظهر نتاج تلك العلاقات الشعبية يوم الأربعاء الماضي، ففي غضون ساعات من اعتراض إسرائيل للقوارب، خرج الناس إلى الشوارع احتجاجا ودعت النقابات إلى إضراب عام يوم الجمعة.

وانقسمت الحركة إلى مناطق لكل منها المتحدث الرسمي باسمها.

وقالت ماريا إيلينا ديليا المتحدثة باسم الوفد الإيطالي “ينبع نجاح الاحتجاجات من حقيقة أن كل منطقة عملت بدقة على أراضيها… وأثبت هذا الهيكل نجاحه”.

* بث مباشر للعالم

حرص الأسطول على إرسال تحديثات منتظمة عبر إكس وتيليجرام وإنستجرام وعقد مؤتمرات صحفية عبر تطبيق زوم مع الناشطين على متن القوارب. وشارك حفيد نيلسون مانديلا في الأسطول وأجرت تونبري مقابلات من على سطح القارب.

ونقل الأسطول بثا مباشرا من القوارب وكان لديه أجهزة تتبع جيدة لها. وفي جلاسكو، استفادت مالكولم وشريكها دانيال باورز، الذي تعاون مع مجموعة (العمارة الجنائية) البحثية ومقرها لندن، من طبقات إضافية من قدرات التتبع، بما في ذلك النسخ الاحتياطية من أجهزة شركة جارمين وحتى الهواتف المحمولة في حال تعطل الوسائل الأخرى.

وأتاحت الكاميرات الموجودة على متن القوارب متابعة بث حي نادر مساء الأربعاء عندما طالبت البحرية الإسرائيلية قائدي القوارب بوقف المحركات بينما كان الجنود يصعدون على متنها حاملين أسلحة وواضعين نظارات الرؤية الليلية. وفي إطار بروتوكول السلامة المتفق عليه، جلس النشطاء مرتدين سترات النجاة رافعين أياديهم عاليا.

راقبت مالكولم وباورز الصور من الاستوديو في جلاسكو مع مرور الليل، وأجريا تحديثا لقائمة القوارب ووضعها واحدا تلو الآخر من “إبحار” إلى “اعتراض”.

وقالت مالكوم “رأينا مدى رغبة الناس في مشاهدة ذلك. إنه يفعل شيئا ما. هناك شيء إيجابي في هذا الأمر، فأنت تريدهم حقا أن يصلوا إلى هناك”.

(إعداد مروة سلام ورحاب علاء للنشرة العربية)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية