The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

مخاوف من انتهاكات واسعة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر بغرب السودان

afp_tickers

تزايدت الثلاثاء المخاوف على مصير المدنيين في السودان الغارق في الحرب، بعد اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب عمليات تطهير عرقي في مدينة الفاشر الاستراتيجية التي سيطرت عليها في غرب البلاد، ومقتل خمسة متطوعين من الهلال الأحمر في إقليم كردفان.

واتهمت القوة المشتركة، حليفة الجيش السوداني، قوات الدعم السريع الثلاثاء بـ”إعدام أكثر من ألفي مدني أعزل” منذ الأحد في مدينة الفاشر “معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن”، وسط تواصل فرار السكان بحسب ما أفاد مراسل من وكالة فرانس برس.

وبعيد ذلك، أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مقتل خمسة متطوعين في الهلال الأحمر السوداني أثناء تأدية واجبهم في بارا بولاية شمال كردفان، فيما هناك ثلاثة في عداد المفقودين.

وأصدر الاتحاد بيانا قال فيه أنه كان واضحا أنهم عاملون في المجال الإنساني “من خلال ارتدائهم سترات الهلال الأحمر التي يفترض أنها توفر لهم حماية كاملة”، معتبرا أن “أي هجوم على الفرق الإنسانية أمر غير مقبول”.

وبعد أكثر من 18 شهرا من حصار دامٍ، سقطت الفاشر الأحد بيد قوات الدعم السريع، وكانت آخر معقل للجيش في إقليم دارفور، ما أتاح لتلك القوات بسط سيطرتها الكاملة على الإقليم الشاسع الذي يشكل نحو ثلث مساحة السودان.

وقالت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين الثلاثاء إنها تلقت تقارير عن “إعدامات مروّعة” و”عنف جنسي استهدف النساء والفتيات” ارتكبته “مجموعات مسلّحة أثناء الهجمات وعلى المجموعات الفارّة”.

وأعربت المفوضية عن قلقها من “تصاعد أعمال العنف الوحشية” منذ سقوط المدينة، مشيرة إلى “الخوف الشديد الذي يعيشه السكان بعد صمودهم طوال 500 يوم من الحصار”.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، لا يزال نحو 177 ألف مدني في المدينة ومحيطها.

ولجأ عدد كبير من الفارين من الفاشر إلى مدينة طويلة على مسافة 70 كيلومترا من الفاشر، وبدا العديد منهم مصابين بالصدمة وبجروح، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. وقد تحدثوا عن “مشاهد إبادة جماعية” في الفاشر.

– “عمليات قتل جماعية” –

وفي موقف منسجم مع الأمم المتحدة، دان الاتحاد الإفريقي الثلاثاء “الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك جرائم الحرب المشتبه بوقوعها وعمليات القتل التي طالت مدنيين بسبب انتمائهم العرقي”.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت الاثنين من “تزايد خطر الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع العرقيّة”، مشيرة بذلك إلى الفظاعات التي ارتكبتها في دارفور مطلع القرن الحالي ميليشيا الجنجويد التي انبثقت منها قوات الدعم السريع.

وفي مواجهة تدفق الصور العنيفة المنتشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أعلنت الذراع السياسية لقوات الدعم السريع تشكيل لجنة للتحقق من صحة الادعاءات والفيديوهات، مؤكدة أن كثيرا منها مفبرك من قبل الجيش وحلفائه.

ودانت وزارة الخارجية السودانية على إكس “مشاهد صادمة يوثقها مرتكبوها بفخر ووقاحة”.

وأفاد تقرير لمختبر البحوث الإنسانية (هيومانيتاريان ريسيرتش لاب) في جامعة ييل الأميركية، مدعوم بمقاطع فيديو وصور بالأقمار الاصطناعية، بوقوع “عمليات قتل جماعية” بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

وتحدث المختبر عن “مسار منهجي من التطهير العرقي المتعمّد” يطال الجماعات القبلية غير العربية: الفور والزغاوة والبارتي.

ووفقا للتقرير، أظهرت صور حلّلها المختبر “أجساما بحجم جسم الإنسان” قرب مواقع الدعم السريع، وحولها “آثار حمراء” على الأرض يشتبه بأنها آثار دم.

ولوحظ أيضا وجود جثث في أطراف المدينة، ما يعزز صحة المقاطع المصورة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأحد عن إعدامات جماعية للمدنيين أثناء فرارهم. وتظهر صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية حركة نزوح كثيفة للسكان باتجاه الجنوب.

– “الاختباء مستحيل” –

وقال ناثانيال رايموند مدير المختبر لفرانس برس إن “مستوى العنف وعدد الحوادث في دارفور يتجاوز كل ما شاهدته حتى الآن”. وأوضح أن امتلاك قوات الدعم السريع معدات جوية يجعل “من المستحيل على أي شخص الاختباء، فهم قادرون على رؤية كل شيء من الجو”.

وقال مختبر البحوث الإنسانية “ينبغي على العالم أن يتحرك فورا لممارسة أقصى الضغوط على قوات الدعم السريع وداعميها، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة، لوقف القتل”، مشيرا إلى أن هذه الأحداث الموثّقة تشكّل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وتعليقا على التطورات الميدانية، كتب المستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش على أكس “خسارة الجيش السوداني لمدينة الفاشر بعد حصار طويل تمثل محطة تستوجب التعقّل والواقعية، وإدراك أن المسار السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية”.

ودعا قرقاش إلى التزام بيان “الرباعية” التي تضم الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، والذي ينصّ على تشكيل حكومة مدنية انتقالية يُستبعد منها الجيش وقوات الدعم السريع على حد سواء.

ويزيد من تعقيد الأوضاع في السودان ارتباط أطراف النزاع بالخارج وحصولهم على إمدادات من داعميهم.

فقد تلقت قوات الدعم السريع أسلحة ومسيّرات من الإمارات، بحسب تقارير الأمم المتحدة، الأمر الذي تنفيه أبوظبي. أما الجيش، فحصل على دعم من مصر والسعودية وإيران وتركيا.

ونددت السعودية وقطر الاثنين بارتكاب قوات الدعم السريع “انتهاكات” في الفاشر، وشددتا على ضرورة قيامها بواجبها في حماية المدنيين، وضمان تأمين وصول المساعدات الإنسانية.

والاثنين، أقر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بانسحاب قواته من مدينة الفاشر. وقال في خطاب بث عبر التلفزيون الوطني “وافقنا على انسحاب الجيش من الفاشر لمكان آمن”، مؤكدا أن قواته “ستقتص لما حدث لأهل الفاشر”.

وأسفر النزاع المتواصل في السودان منذ نيسان/أبريل 2023 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 12 مليونا، في ما تصفه الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.

ندا/خلص-ع ش/الح

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية