مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أساقفة سويسريون يواصلون الحوار مع إيران

يحرص وفد الأساقفة السويسريين على الالتقاء أيضا بالأقليات المسيحية واليهودية في إيران ذات الأغلبية المسلمة الشيعية swissinfo.ch

يزور وفد من "مجموعة العمل حول الإسلام" التابعة لمؤتمر الأساقفة السويسريين إيران من 17 إلى 24 أبريل، استجابة لدعوة من "رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية" الإيرانية.

وأكد رئيس الوفد السويسري الأسقف بيير بورشير لسويس انفو أن هدف الرحلة، التي تأتي ردا على زيارة وفد من الرابطة الإيرانية إلى سويسرا العام الماضي، ليس سياسيا بل دينيا وثقافيا.

في شهر سبتمبر الماضي، استقبلت “مجموعة العمل حول الإسلام” التابعة لمؤتمر الأساقفة السويسريين وفدا من “رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية” الإيرانية ليتعرف على الواقع الديني في الكنفدرالية.

وبعد هذه الرحلة الاستكشافية، وجهت الرابطة الإيرانية بدورها دعوة إلى المجموعة السويسرية التي ستتوجه يوم الإثنين 17 أبريل الجاري إلى إيران حيث ستقضي أسبوعا كاملا لتعزيز الحوار الديني والثقافي بين الجانبين.

ويقود الوفد السويسري الذي يضم عشرة أعضاء الأسقف بيير بورشير، وهو الأسقف المُساعد في لوزان وجنيف وفريبورغ ونوشاتيل. سويس انفو اتصلت بالأسقف بورشير لتسليط الضوء على برنامج وأهداف الزيارة.

سويس انفو: ما هو برنامج الزيارة؟

الأسقف بـيير بورشير: الهدف ليس سياسيا بل دينيا وثقافيا. في الواقع، نحن نواصل الحوار الذي بدأ في سبتمبر الماضي مع “رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية” حول موضوع الأقليات الدينية وحقوق الديانات.

أما البرنامج المُفصل للزيارة، فيتكفل بها مُضيفونا الإيرانيون. لكننا طلبنا التمكن من لقاء سلطات الكنيسة الكاثوليكية في إيران وزيارة الجاليات المسيحية في البلاد.

كما نحرص أيضا على إقامة اتصالات مع ممثلي الجالية اليهودية في إيران.

سويس انفو: وبهذا الصدد، كيف تتعامل إيران مع أقلياتها المسيحية واليهودية؟

الأسقف بيير بورشير: للرد بموضوعية على هذا السؤال، أشير إلى أنني مازلت أجهل حقيقة هذه الأقليات، ولذلك يبدو لي أنه من الحكمة عدم بلورة استنتاجات سابقة لأوانها. سنتمكن من قول المزيد بعد عودتنا.

سويس انفو: في الغرب، يُنظر إلى إيران-إلى جانب أفغانستان- الدولة الأكثر رجعية وقمعا في المجال الدين. ومن هذا المنطلق، هل تمثل طهران الشريك الجيد لخوض حوار بين الديانات؟

الأسقف بـيير بورشير: إن إيران بلد ذو أهمية جوهرية اليوم، ليس فقط كدولة في حد ذاتها، بل أيضا على مستوى تأثيرها في الخارج. هذه الظروف هي التي وضعتنا على طريق الحوار مع هذا البلد.

ودون تجاهل التهديدات الأمريكية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني أو تقرير منظمة العفو الدولية الذي يقول إن “الأقليات الدينية والإثنية مُضطهدة” في إيران، يجدر بنا أن نكون زوارا متيقظين وأن نطبق شعار البابا يوحنا الثالث والعشرين، صاحب المبادرة في إطلاق مجلس الفاتيكان الثاني: “التقابل دون استفزاز الآخر، والتلاقي دون الخوف من الآخر والتحادث دون التعرض للشبهات”. ثم إن الحذر المُسبق مُرشد سيء بالفعل.

سويس انفو: يتمثل أحد أهداف الحوار مع الإسلام في المساعدة على حل قضايا تـُطرح في الإطار السويسري. لكن الغالبية الساحقة لمسلمي سويسرا سُنية، بينما تعتبر إيران منارة الشيعة…

الأسقف بـيير بورشير: سواء كان البلد ذا أغلبية شيعية أو سنية، فذلك لا ينتزع شيئا من حقيقة أن أساسه الديني، القرآن، هو نفسه. وبالتالي فإن العلاقات مع غير المُسلمين مُتشابهة.

يمكن أن يكون كافة المسلمين شركاء في حوار إسلامي – مسيحي. ومجموعة عملنا حول الإسلام، التابعة لمؤتمر الأساقفة السويسريين، تواصل بالفعل الحوار بين الديانات، لكن دون الانحصار داخل المجموعات التي تمثل الأغلبية. وسنهتم إذن في عين المكان وبشكل خاص بوضع الأقليات المسيحية واليهودية.

سويس انفو: إن الحوار أمر جيد جدا. لكن على أية أسس؟ ما هي المواضيع الرئيسية التي يمكن للمسلمين والمسيحيين التباحث بشأنها؟ في المقابل، ما هي نقط الخلاف التي لا يمكن تجاوزها؟ وهل هنالك محرمات لا يمكن التطرق إليها؟

الأسقف بـيير بورشير: إن هذا السؤال يشمل النقاط التي لا يمكن الالتفاف عليها في أي حوار بين الثقافات أو بين الأديان.

حاليا، مازلنا بصدد تطبيق البرنامج الذي وضعه مجلس الفاتيكان الثاني (بما يشبه النبوءة) قبل أكثر من أربعين عاما، والذي يحث المسيحيين والمسلمين على نسيان الماضي والعمل بجهد وصدق على التفاهم المتبادل، وعلى “حماية وتشجيع العدالة الاجتماعية والقيم الأخلاقية والسلام والحرية معا”.

ولا يتعلق الأمر فيما يخصنا بتحليل كافة صعوبات اللقاء بين الإسلام والمسيحية، ولكن ببناء جسور احترام وفهم للآخر.

وبدون التقليل من الأهمية الحالية للحوار على المستوى الثقافي والديني، أقول إن أجمل حوار بين المؤمنين سيظل دائما حوار الصداقة.

سويس انفو – أوليفيي بوشار

(ترجمته من الفرنسية وعالجته إصلاح بخات)

يرتفع عدد مسلمي سويسرا بشكل ملموس، فبعد أن كانوا يمثلون 2,2% من إجمالي سكان الكنفدرالية في عام 1990، بلغت تلك النسبة 4,3% في عام 2000، حسب الإحصاء الفدرالي للسكان.
وينحدر معظم مسلمي سويسرا من دول البلقان وتركيا، كما أن غالبيتهم سنية.
حسب معطيات المكتب الفدرالي للإحصاء، يوجد في سويسرا:
– 42% من الكاثوليك
– 35,2% من البروتيستانت
– 4,3% من المسلمين
– 1,8% من الأورثودوكس
– 0,2% من اليهود
– 11% ليس لديهم أي انتماء ديني

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية