The Swiss voice in the world since 1935

أوباما يدخل على خط الحملة الانتخابية لدعم هاريس

afp_tickers

دعم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما حملة كامالا هاريس الانتخابية الخميس عبر حشد الأصوات لمصلحتها في بنسلفانيا التي تعد من الولايات الحاسمة بالنسبة إلى نتيجة الاقتراع.

ودخل أول رئيس للولايات المتحدة من أصول إفريقية على خط الحملة الانتخابية في مدينة بيتسبرغ المعروفة بصناعة الفولاذ غداة إقامة منافس هاريس الجمهوري دونالد ترامب تجمّعات انتخابية في الولاية التي يعد الفوز فيها مهما جدا.

وحضّ الرئيس الديموقراطي السابق الذي ما زال يتمتع بنفوذ قوي الناس على التصويت المبكر شخصيا أو بالبريد في وقت تسعى هاريس لجمع أكبر عدد ممكن من الأصوات في السباق الذي تتقارب فيه النتائج إلى حد كبير بين المرشحين.

في الولايات المتحدة التي لا تزال تعاني تضخم ما بعد مرحلة كوفيد-19، “هناك الكثير من الأميركيين الذين يعانون (…) لذلك أتفهم لماذا يريد الناس التغيير” حسبما قال أوباما في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا (شمال شرق).

وأضاف “ما لا أستطيع أن أفهمه هو كيف يمكن لأي شخص أن يصدق أن دونالد ترامب سيغير الأمور بطريقة جيدة بالنسبة لكم”.

وقدّم أوباما اتهامات مفصلة للملياردير الجمهوري، أمام حشدٍ أطلق صيحات الاستهجان في بعض الأحيان ضد ترامب. وعدد اوباما ما قال إنها أكاذيب حملة ترامب الانتخابية وخطاباته اللاذعة ضد المهاجرين وتهديداته التي تتعلق بتغطية الرعاية الصحية وزيادة الرسوم الجمركية التي اعتبر اوباما أنها تهدد برفع الأسعار بالنسبة الى المستهلكين.

وقال أوباما “لا تطلقوا صيحات الاستهجان! صوِّتوا!”، مشيدا بـ”الخطة” التي اقترحتها كامالا هاريس لمنح تخفيضات ضريبية للطبقة الوسطى ودعم إنشاء الشركات الصغيرة. وأصر على أن “هاريس مستعدة للقيام بهذه المهمة”، قائلا “نحن لسنا بحاجة إلى سنوات أربع أُخَر من الغطرسة والحماقات والانقسام. أميركا مستعدة لقلب الصفحة”. 

وأقام ترامب من جانبه تجمّعات انتخابية في مدينة سكرانتون حيث نشأ الرئيس جو بايدن في بنسلفانيا، وتوجّه الخميس إلى ديترويت، عاصمة قطاع صناعة السيارات في ميشيغن، وهي ولاية متأرجحة أخرى (أي تصوّت مرة للجمهوريين وأخرى للديموقراطيين).

وفي إطار سعيه لكسب أصوات الناخبين من الطبقة العاملة في مدينة تعدين الفحم السابقة سكرانتون، تعهّد ترامب “الحفر ثم الحفر” لاستخراج النفط وندد بسياسات هاريس المرتبطة بالاقتصاد.

وكشف ترامب في ميشيغن النقاب عن تفاصيل جديدة عن خططه الحمائية في ما يتعلق بصناعة السيارات الأميركية، بما في ذلك فرض رسوم جمركية على السيارات غير المصنوعة في الولايات المتحدة. 

وفي عاصمة صناعة السيارات ديترويت، ندد ترامب بسماح الولايات المتحدة للشركات الأجنبية “بغزو بلادنا”. وأمام نادي ديترويت الاقتصادي أضاف الرجل الذي اتبع سياسة اقتصادية حمائية للغاية في ظل رئاسته “يرسلون لنا سياراتهم كما لو كنا مجموعة من الحمقى. بي ام دبليو، مرسيدس، فولكس فاغن، الملايين والملايين والملايين والملايين. لن ننخدع بعد الآن، حسنا؟ الآن عليهم أن يلتزموا بقواعدنا”.

وواصل ترامب البالغ 78 عاما أيضا إثارة الجدل في ما يتعلق بإدارة الأعاصير الأخيرة، متهما الحكومة بعدم مساعدة المناطق ذات الغالبية الجمهورية من دون أن يقدم دليلا على ذلك.

وخلال تجمع انتخابي في أريزونا (جنوب غرب) الخميس، أوضحت نائبة الرئيس كامالا هاريس أنها شاركت في اجتماع عن بُعد مع البيت الأبيض لتنسيق الاستجابة للاعصار ميلتون. وقالت “تحدثتُ الى مسؤولين محليين، من الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء، لإعلامهم بأننا سنكون إلى جانبهم طوال عملية التعافي وإعادة الإعمار”. 

كما أعربت الديموقراطية عن أسفها لأن منافسها استبعد بشكل نهائي إجراء مناظرة رئاسية ثانية معها. وقالت “أعتقد أن هذا إساءة للناخبين”، معتبرة ذلك “علامة ضعف”.

وستتوجّه هاريس إلى ولاية متأرجحة أخرى هي نيفادا لمناشدة الناخبين اللاتينيين لكن البيت الأبيض لفت إلى أنها ستبقى على اطلاع على آخر التطورات المرتبطة بالإعصار ميلتون.

ضرب الإعصار الضخم فلوريدا ليل الأربعاء فيما حذّر بايدن من أنه قد يكون “إعصار القرن”.

وتعد زيارة أوباما لبنسلفانيا أول محطة في إطار شهر من الحملات الداعمة لهاريس في الولايات السبع المتأرجحة التي يرجّح أن تحسم نتيجة انتخابات العام 2024.

وما زالت الاستطلاعات تظهر تعادل ترامب وهاريس في الأصوات سواء على الصعيد الوطني أو في الولايات الحاسمة بما في ذلك بنسلفانيا.

وتعتمد حملة هاريس على أوباما (63 عاما) الذي تولى الرئاسة من العام 2009 حتى كانون الثاني/يناير 2017 لحشد الناخبين السود والشباب فيما تسعى للتفوق على ترامب في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.

– “كل ما في وسعه” – 

لكن رسالة أوباما الرئيسية الخميس ستتمثل في إقناع الناخبين بالتصويت مبكرا.

ولطالما فضّل الديموقراطيون التصويت المبكر مقارنة بالجمهوريين.

في الأثناء، ندد ترامب مرارا بأي عمليات تصويت لا تتم في يوم الانتخابات إذ ألقى باللوم مرارا على التصويت عبر البريد في هزيمته عام 2020 أمام جو بايدن والتي ما زال يرفض القبول بها.

وشكك المرشح الجمهوري مرات عدة في التصويت المبكر رغم جهود حملته للترويج للخطوة.

وقال إريك شولتس، المستشار البارز لأوباما، في بيان إن “الرئيس أوباما يعتقد أن تداعيات هذه الانتخابات لا يمكن أن تكون أكبر ولذا فإنه يبذل كل ما في وسعه لدعم انتخاب نائبة الرئيس هاريس”.

وألقى أوباما والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما خطابات قوبلت بحماسة بالغة في دعمهما لهاريس أثناء “المؤتمر الوطني الديموقراطي” في مدينته شيكاغو في آب/اغسطس.

وصوّر هاريس، أول امرأة وأول شخصية من أصول إفريقية وجنوب آسيوية تتولى منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة، على أنها الوريثة السياسية للمسار الذي بدأه هو.

وقاد أوباما الحشد الذي هتف “نعم، إنها قادرة” في استعارة لشعار حملته عام 2008 “نعم، نحن قادرون”، لكنه حذّر من أن نتائج انتخابات العام 2024 ستكون متقاربة جدا “في بلد يعاني انقسامات شديدة”.

وجمع الرئيس السابق أكثر من 76 مليون دولار من أجل الديموقراطيين في انتخابات هذا العام الرئاسية.

ودعم هاريس (59 عاما) بعدما انسحب بايدن فجأة من السباق في تموز/يوليو.

دك/لين/الح-جص 

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية