مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أولويات سويسرا في أفغانستان

الدمار الشامل الذي حل على افغانستان منذ عقود يدعو إلى برنامج تنمية وإعادة اعمار طويل المدى شريطة توفر استقرار سياسي في البلاد Keystone

على الرغم من أن المساعدات السويسرية إلى أفغانستان تذهب في أغلبها إلى الشؤون الإنسانية العاجلة إلا أن الهدف البعيد المدى يتركز على إعادة إعمار ما دمرته الحروب المتوالية.

في حديث مع “سويس انفو” أوضح السيد فيللي لينهير رئيس قسم الدول الآسيوية في دائرة التعاون الاقتصادي والتنمية التابعة لوزارة الخارجية السويسرية أن المساهمة في إعادة اعمار أفغانستان ستستغرق ما لا يقل عن عشرين عاما، وذلك حتى يتسنى للدول المانحة تقييم الموقف والاحتياجات الضرورية لأفغانستان، وهذا لا ينفصل عن المساعدات الحالية التي تمكن المواطنين الأفغان من العودة تدريجيا إلى الحياة اليومية العادية في أسرع وقت ممكن.

وتعول دائرة التعاون الاقتصادي والتنمية على مشاريع مكافحة الأمراض والرعاية الصحية بصفة عامة مثل مشروع المركز الصحي في شمالي أفغانستان الواقع تحت سيطرة قوات تحالف الشمال، إلى جانب مشاريع متعددة في الجانب الاجتماعي.

فضلا عن هذا، تعمل الهيئة السويسرية على التنسيق بين الاحتياجات الضرورية المتمثلة في المساعدات العاجلة والمشاريع طويلة الأجل وذلك مع الدول المانحة الأخرى، حتى لا تتضارب المشاريع وتوحيدا لجهود تلك الدول بهدف رفع المعاناة عن المواطنين، إلا ان هذه المشاريع حسب قول السيد لينهير تحتاج إلى استقرار سياسي سينعكس إيجابيا على الحياة الاجتماعية وبالتالي يهيئ المناخ الملائم للعمل والإنتاج.

مساعدات مالية وخبراء

وتبلغ المساعدات السويسرية المقدمة إلى أفغانستان عشرين مليون فرنك (15 مليون دولار)تبرعت بها في مؤتمر الدول المانحة الذي استضافته العاصمة اليابانية طوكيو في الشهر الأول من هذا العام، كما أضاف وزير الخارجية السويسري جوزيف دايس مليون فرنك أثناء زيارته القصيرة إلى أفغانستان قبل أسبوع والتي لم تستغرق سوى تسع ساعات، إلا أنها كانت بناءة للغاية.

ونظرا للحالة المتردية التي تعاني منها أفغانستان، فقد استهلكت المساعدات الإنسانية العاجلة خمسة عسر مليون فرنك، بينما تحتاج خطة برنامج الغذاء العالمي إلى دعم سويسري إضافي يقدر بعشرة ملايين فرنك، حيث يسعى البرنامج إلى التعجيل بعودة المزارعين اللاجئين إلى قراهم وحقولهم للبدء في الزراعة أملا في تحسين مردود المحاصيل الزراعية في الموسم القادم، فالتأخير يعني البقاء دون غذاء لموسم آخر، حسب السيد لينهير، الذي قدر عدد هؤلاء اللاجئين بسبعة ملايين أفغاني.

عشرة خبراء سويسريين يعملون في منظمات الأمم المتحدة المختلفة التي تزاول نشاطها في أفغانستان، حيث يعملون كمستشارين في مشاريع بناء الطرق والجسور وتنقية المياه والاتصالات.

الواقعية أحد عوامل النجاح

مشاريع دائرة التعاون الاقتصادي والتنمية في أفغانستان ليست وليدة أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما نتج عنها من حرب، بل كانت قبل ذلك بوقت غير بعيد، لاسيما في مجال رعاية الطفل والمرأة بمشاركة عدد من المنظمات غير الحكومية السويسرية على الرغم من العراقيل التي كانت تضعها حركة طالبان.

ويشير السيد لينهير في حديثه إلى “سويس انفو” إلى أن عددا كبيرا من النساء أعربن عن استعدادهن في المشاركة في هذه المشاريع التي تحقق نوعا من الاعتماد على النفس والاكتفاء الذاتي لا سيما في مجال التغذية، إلا أن الاغلبية منهن بحاجة لمزيد من الدعم فيما يتعلق بالشؤون الصحية كرعاية الرضع والصغار، وهو ما يعتبره السيد لينهر عاملا هاما في بناء المجتمع.

الابتعاد تدريجيا عن برامج المساعدات العاجلة والاعتمادا على الموارد الداخلية والتركيز على المشاريع طويلة الأجل، هو ما يعطي الإحساس بأن برامج إعادة تعمير وبناء افغانستان تسير في الطريق الصحيح، وتحاول دائرة التعاون الاقتصادي والتنمية السويسرية أن تعمل في أفغانستان بشكل أقرب إلى الواقعية منه إلى العاطفة أو الخيال، وهو ربما سر نجاح مشاريعها المختلفة لا سيما في المناطق المتضررة من الحروب مثلما هو الحال في البلقان.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية