The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

إسرائيل تريد وضع قضية الرهائن في صلب أجندة العالم مع مواصلة الحرب في غزة

afp_tickers

قالت إسرائيل الإثنين إن معاناة الرهائن المحتجزين في غزة يجب أن تحتل الصدارة على أجندة العالم، بعد أن نشرت فصائل فلسطينية مقاطع فيديو تُظهر رهينتين اسرائيليين في حالة هزال وسط انتشار الجوع في القطاع، في حين تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إصدار تعليمات محدّثة على صلة بالحرب المستمرة منذ 22 شهرا.

وفي مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة، قال نتانياهو الإثنين إنه سيوجّه في وقت لاحق من الأسبوع تعليمات للجيش حول كيفية “تحقيق أهداف الحرب الثلاثة التي حدّدناها: هزيمة العدو، تحرير رهائننا، وضمان ألا تشكّل غزة تهديدا لإسرائيل بعد الآن”. 

وأوردت القناة 12 وصحيفة جيروزالم بوست نقلا عن مسؤولين في مكتب نتانياهو قولهم إنّ “الاستراتيجية المحدّثة” ستنصّ على إعادة احتلال كامل قطاع غزة، بما في ذلك مناطق في مدينة غزة يعتقد الجيش أنّ الرهائن محتجزون فيها.

ومن المقرّر أن يجتمع مجلس الوزراء الثلاثاء للمصادقة على الخطة، وفق التقارير.

وفي حين لم يصدر على الفور أيّ تأكيد رسمي فوري، طالبت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية “الدول والمجتمع الدولي بالعامل بمنتهى الجدية مع تلك التسريبات والتدخل العاجل لوقف تنفيذها”.

من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قبل انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي مخصّصة للبحث في هذه المسألة إنّ “على العالم أن يضع حدّا لظاهرة اختطاف المدنيين، وأن تكون هذه القضية في صلب الاهتمام العالمي”.

ومن أصل 251 رهينة احتجزوا خلال هجوم حركة حماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أشعل فتيل الحرب المستمرة في غزة، ما زال 49 داخل القطاع، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم قُتلوا.

ودعا ساعر إلى انعقاد مجلس الأمن الدولي بعد ثلاثة أشرطة فيديو بثتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي ظهر فيها الرهينتان روم براسلافسكي وإفياتار دافيد نحيلين ومتعبين، الأمر الذي أثار ضجّة في الشارع الإسرائيلي وأجّج الدعوات للتوصّل إلى اتفاق في أسرع وقت للإفراج عن الرهائن.

وأعرب نتانياهو عن “صدمته” من صور الرهينتين، وقال الأحد إنه طلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تقدّم الغذاء والعلاج الطبي للرهائن الإسرائيليين في غزة.

وتشاور نتانياهو مساء الإثنين هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما أعلن مكتب الأول.

وأعلن الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ عبر منصة اكس أنه أثار مجدّدا الإثنين قضية الرهائن مع رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش. ورفضت اللجنة الدولية التي تطلب السماح لها بمقابلة الرهائن منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، الإدلاء بأيّ تعليق.

من جانبه، أعلن المتحدث باسم كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس أبو عبيدة، أنّ الحركة يمكن أن توافق على مطالب الصليب الأحمر مقابل ضمان إدخال دائم للمساعدات الغذائية والطبية إلى جميع أنحاء قطاع غزة الذي يتضور سكانه جوعا وعطشا في ظل الدمار والقصف المتواصل.

– “لا حل إلا عبر صفقة” –

وفي ظلّ الضغوط الدولية المتزايدة لوقف الحرب، تتهم عائلات الرهائن حكومة نتانياهو بعدم بذل جهود كافية للإفراج عن أبنائها.

وقال منتدى أهالي الرهائن والمفقودين في بيان إنّه “منذ 22 شهرا، تم إيهام الرأي العام بأن الضغط العسكري والقتال المكثف سيعيد الرهائن. … يجب قول الحقيقة: توسيع الحرب يُعرض حياة الرهائن للخطر، وهم بالفعل في خطر الموت المباشر”.

وأضاف البيان أن “نتانياهو يقود إسرائيل والرهائن إلى الخراب”.

والإثنين، دعا 550 من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين وبينهم رؤساء سابقون لأجهزة الاستخبارات، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الضغط على نتانياهو لوضع حدّ للحرب في قطاع غزة.

وكتب هؤلاء في رسالة مفتوحة “رأيُنا المهني أنّ حماس لم تعد تطرح تهديدا إستراتيجيا لإسرائيل… لقد حقّقنا جميع الأهداف العسكرية، وهذه الحرب لم تعد عادلة … إنها تؤدي بإسرائيل إلى فقدان أمنها وهويتها”.

– “نتضور جوعا” – 

وأدّى هجوم حماس عام 2023 إلى مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء وكالة فرانس برس بناء على بيانات رسمية.

أما الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة فقد أسفرت عن مقتل 60933 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وفي ظل انتشار الجوع وبلوغ سوء التغذية مستويات حادة وإعلان مستشفيات القطاع تسجيل وفيات جرّاءها، قالت وزارة الصحة في غزة الإثنين إن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مراكز توزيع  المساعدات ارتفع إلى 1516 شخصا منذ نهاية أيار/مايو.

وتتشكل طوابير طويلة يوميا قرب مراكز التوزيع القليلة التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة وتشكّك وكالات الإغاثة بطرق عملها ودوافعها. ويُسجّل يوميا سقوط العشرات بين قتلى وجرحى بالقرب من هذه المراكز، وفق جهاز الدفاع المدني في غزة. وهي أعداد تدعمها تقارير الأمم المتحدة.

وقال جهاز الدفاع المدني إن القصف الإسرائيلي الإثنين أودى ب19 فلسطينيا على الأقل، بينهم تسعة أشخاص كانوا ينتظرون تسلم مساعدات في وسط القطاع.

وفي مدينة غزة، قالت أم أسامة عماد وهي تبكي أحد أقاربها الذي قُتل أثناء محاولته الوصول إلى نقطة توزيع مساعدات “نحن نتضوّر جوعا… ذهب ليجلب الطحين لأسرته. الطحين مصبوغ بالدم الأحمر… لم نعد نريد الطحين، كفاية! لن أدع أيا من أولادنا يذهب مرة ثانية، حتى لو متنا من الجوع. الموت من الجوع أحسن”.

وفي دير البلح جنوب القطاع، قال الفلسطيني عبد الله أبو موسى لفرانس برس إن ابنته وعائلتها قُتلوا في غارة إسرائيلية.

وأضاف أن “الهجوم استهدف أطفالا صغارا… هذه أهدافهم، بقايا أطفال صغار، وربما يستيقظ العالم، ولكنهم (مشيرا للأطفال) والعرب والمسلمين لن يستيقظوا أبدا”.

وتنادي الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بفتح معابر قطاع غزة المحاصر أمام شاحنات المساعدات قبل أن تفتك المجاعة بسكان غزة النازحين بمعظمهم والذين يزيد عددهم على مليوني إنسان. ويقدر عدد الشاحنات التي يحتاجها القطاع بنحو 600 شاحنة يوميا. وهو أقل بكثير مما تسمح به إسرائيل التي تسيطر على كل معابر القطاع.

واعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الإثنين أنّ “رفض إيصال الغذاء الى المدنيين يمكن أن يكون بمثابة جريمة حرب وربما جريمة ضد الإنسانية”.

 وقال المكتب الإعلامي التابع لحماس الإثنين إن “الاحتلال سمح بإدخال 14% فقط من المساعدات المطلوبة خلال 8 أيام”. 

وأضاف في بيان “منذ يوم الأحد 27 تموز/يوليو، دخلت 674 شاحنة فقط إلى غزة من أصل نحو 4800 شاحنة كان يفترض دخولها لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية … في ظل استمرار عمليات النهب والسطو على معظمها نتيجة حالة الفوضى الأمنية التي يكرّسها الاحتلال بشكل ممنهج، في إطار سياسة هندسة الفوضى والتجويع”.

من جانبها، واصلت القوات المسلحة الأردنية العمليات التي بدأتها قبل نحو أسبوعين بإلقاء المساعدات الغذائية والإنسانية جوا. وشاركت عدة دول الإثنين في هذه العمليات ولا سيما الإمارات العربية المتحدة وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وكندا.

بور/لمى-ب ق-ود/بم

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية