
إسرائيل تعلن توزيع حمولة 120 شاحنة من المساعدات الإنسانية في قطاع غزة

أعلنت إسرائيل الاثنين توزيع حمولة أولى شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة بعد بدء “الهدن الإنسانية”، في وقت قالت الأمم المتحدة إن معدلات سوء التغذية في القطاع الفلسطيني المحاصر وصلت إلى “مستويات مقلقة جدا”.
ودخلت الأحد عبر معبر رفح الحدودي مع مصر شاحنات محمّلة بمساعدات بعد إعلان إسرائيل “تعليقا تكتيكيا” يوميا لعملياتها في بعض مناطق غزة لتسهيل توزيع المساعدات في القطاع المدمّر جراء الحرب المتواصلة منذ 21 شهرا وحيث يتضور السكان جوعا. كما دخلت شاحنات أخرى محمّلة بالطحين عبر معبر زيكيم الإسرائيلي.
كذلك استؤنفت الأحد عمليات إنزال المواد الغذائية جوا فوق القطاع الذي تفرض إسرائيل عليه حصارا مطبقا منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأسقطت طائرات أردنية وإماراتية الأحد ثلاث حمولات.
وأثار ذلك بعض الأمل لدى سكان القطاع الذين يعانون من جوع مسشتر ونقص في كل المواد الأساسية.
وقال جميل الصفدي (37 عاما) الذي يقيم في تل الهوى في شمال قطاع غزة إنه حصل على طحين للمرة الأولى منذ زمن. وأضاف “حصلت على طحين، حوالى خمسة كيلوغرامات، تقاسمتها مع جاري”.
وأضاف “لا أعرف مصدرها… المهم أن نحصل على طعام، لأن الجوع يكاد يقتل الجميع”.
وفرضت إسرائيل التي شدّدت حصارها على قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حظرا كاملا اعتبارا من آذار/مارس. ثم أعلنت في أيار/مايو تخفيف الحظر جزئيا، وأقامت بالتنسيق مع واشنطن نظام توزيع مساعدات عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” المثيرة للجدل لاقى انتقادا من المنظمات الدولية.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ “مستويات مقلقة جدا”، مشيرة إلى أن “الحظر المتعمد” للمساعدات أودى بحياة كثر وكان من الممكن تفاديه.
وأكد مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) الاثنين أن الأمم المتحدة ومنظمات دولية وزّعت الأحد حمولة 120 شاحنة مساعدات في قطاع غزة.
وقال مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فلتشر في بيان الأحد “يبدو أن القيود (على المساعدات) خُفّفت بعض الشيء، مع تقارير عن تسلّم أكثر من 100 شاحنة”.
وأضاف “هذا تقدّم، إلا أن هناك حاجة الى كميات كبيرة لتجنب المجاعة وأزمة صحية كارثية”.
– “لم أحصل على طحين” –
ورحّبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الاثنين بتعليق العمليات العسكرية الإسرائيلية الجزئي وتخفيف القيود على دخول المساعدات.
وأكدت في بيان أن “500 إلى 600 شاحنة من المواد الأساسية مطلوبة يوميا”.
في هذا الوقت، تواصل مؤسسة غزة الإنسانية توزيع المساعدات بدورها، وتتواصل الفوضى وعمليات إطلاق النار بالقرب من مراكزها.
وقال أمير الرشّ الذي يقيم في منطقة الحساينة غرب مخيم النصيرات (وسط) “لم أحصل على أي مواد غذائية أو طحين”.
وأضاف “عندما وصلت صباح اليوم الى شارع صلاح الدين للتوجه الى نقطة المساعدات الاميركية (قرب جسر وادي غزة)، أطلقوا النار على الجميع ورجعت الى البيت، رأيت مصابين وشهداء”.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 17 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات في عدة ضربات إسرائيلية.وبين القتلى واحد سقط في منطقة جسر وادي غزة قرب مركز لتوزيع المساعدات.
وتنفي إسرائيل وجود مجاعة في غزة، كما تنفي أن تكون مسؤولة عن الجوع المستشري. وتتهم حماس بسرقة المساعدات، الأمر الذي تنفيه الحركة الفلسطينية.
وتؤكد المنظمات الإغاثية فرض إسرائيل قيودا مفرطة تمنعها من أداء عمليها داخل القطاع.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد إن على الأمم المتحدة أن تتوقف عن إلقاء اللوم على حكومته بشأن الوضع الإنساني في غزة، بعد إعلان الجيش فتح طرق آمنة لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.
– احتياجات “هائلة” –
وعبّرت الأونروا عن أملها في أن يسمح لها “بإدخال آلاف الشاحنات المحمّلة بـالطعام والدواء واللوازم الصحية والتي تنتظر حاليا في الأردن ومصر للحصول على الضوء الأخضر”.
وقالت إن البيانات تظهر “أن واحدا من كل خمسة أطفال في غزة يعاني من سوء التغذية، وهناك تقارير عن وفاة مزيد من الأطفال جوعا”.
أما المتحدثة باسم اليونيسيف روزاليا بولين فقالت “المساعدة التي تحتاج إليها العائلات الغزية هائلة، وهي تتجاوز بكثير مجرد طرود الطعام”.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وردّت إسرائيل بشن حرب مدمّرة قتل فيها 59821 فلسطينيا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس.
بور-ها/رض