
إسرائيل: مقتل 8 جنود في اشتباكات مع حزب الله في لبنان

من آري رابينوفيتش ومايا الجبيلي
القدس/بيروت (رويترز) – قالت إسرائيل يوم الأربعاء إن ثمانية من جنودها قتلوا في معارك عندما توغلت قواتها في الأراضي اللبنانية في حملة على جماعة حزب الله.
وخسائر الجيش الإسرائيلي البشرية هي الأفدح على جبهة لبنان في اشتباكات مستمرة منذ العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.
وقال حزب الله إن مقاتليه يشتبكون مع قوات إسرائيلية في لبنان، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها الجماعة عن وقوع اشتباكات برية منذ أن بدأت إسرائيل التوغل عبر الحدود. وأضاف حزب الله أنه دمر ثلاث دبابات ميركافا إسرائيلية بصواريخ قرب بلدة مارون الراس الحدودية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع فيديو لتقديم العزاء “نحن في ذروة حرب عصيبة على محور الشر الإيراني الذي يريد تدميرنا”.
وأضاف “لن يحدث هذا لأننا سنقف معا وبمساعدة الرب سنفوز معا”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن وحدات نظامية من المشاة والمدرعات انضمت إلى العمليات البرية في جنوب لبنان، وذلك بعد يوم من إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخا على إسرائيل، مما أثار مخاوف من صراع أوسع نطاقا في منطقة الشرق الأوسط المنتجة للنفط.
وقالت إيران إن هجومها على إسرائيل انتهى ما لم تحدث استفزازات أخرى، في حين توعدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على هجوم طهران.
وتم يوم الأربعاء دفن جثمان مواطن من غزة يبلغ من العمر 38 عاما هو القتيل الوحيد المعروف في الهجوم الإيراني على إسرائيل.
وكان سامح خضر حسن العسلي يقيم في مجمع لقوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة حين قُتل بحطام صاروخي متساقط خلال هجوم يوم الثلاثاء الذي قالت إسرائيل إن أنظمة دفاعها الجوي أحبطته إلى حد كبير.
وقالت الجماعة اللبنانية في بيان إن مقاتليها صدوا قوات إسرائيلية قرب عدة بلدات حدودية. وأضافت أنها أطلقت أيضا صواريخ على مواقع عسكرية داخل إسرائيل.
وقال مدير العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف يوم الأربعاء إن الجماعة “في الجولة الأولى فقط” وإن لديها ما يكفي من المقاتلين والأسلحة والذخيرة لصد إسرائيل.
ويشير انضمام وحدات من المشاة والمدرعات من الفرقة 36، بما في ذلك لواء جولاني واللواء المدرع 188 ولواء المشاة السادس، إلى أن العملية ربما تتجاوز التحركات المحدودة للقوات الخاصة.
وقال الجيش إن العملية البرية تهدف إلى حد كبير إلى تدمير أنفاق وبنية تحتية أخرى على الحدود وإنه ليس هناك خطط لعملية أوسع تستهدف بيروت أو مدنا كبرى في جنوب لبنان.
وأصدر الجيش أوامر إخلاء جديدة لنحو 24 بلدة على الحدود الجنوبية للبنان، مع توجيه السكان إلى الذهاب إلى شمالي نهر الأولي الذي يجري من الشرق إلى الغرب على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال من الحدود الإسرائيلية.
* اشتباكات على الحدود
جددت إسرائيل قصفها للضاحية الجنوبية لبيروت، معقل جماعة حزب الله المدعومة من إيران، بأكثر من 12 ضربة استهدفت ما قالت إنها أهداف تابعة للجماعة.
وقالت وسائل إعلام رسمية سورية يوم الأربعاء إن إسرائيل نفذت أيضا غارة جوية على مبنى سكني في ضاحية المزة في غرب العاصمة السورية دمشق، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين. وتشن إسرائيل هجمات على أهداف تقول إنها ذات صلة بإيران في سوريا منذ سنوات.
وكشفت إحصاءات للحكومة اللبنانية يوم الثلاثاء أن نحو 1900 شخص قُتلوا وأُصيب أكثر من تسعة آلاف آخرين، معظمهم في الأسبوعين الماضيين، في لبنان خلال عام تقريبا من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة.
وقال نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان إن نحو 1.2 مليون لبناني نزحوا بسبب هجمات إسرائيل.
واضطرت السودانية مليكة جمعة للاحتماء بكنيسة مار يوسف في بيروت بعد أن أُجبرت على الفرار من منزلها بالقرب من صيدا مع زوجها وطفليها.
وقالت “صار ما في أمان، الكنيسة احتوتنا، كنا بنضل بالطريق وين بدنا نروح، قعدنا تحت الجسر ما في أمان، إذا رجعنا للبيت ما في أمان القصف بكل مكان”.
وقالت إيران إن الهجوم الذي شنته استهدف فقط منشآت عسكرية إسرائيلية وكان ردا على عمليات القتل الإسرائيلية لقادة جماعات حليفة لها ومن بينهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وكذلك الهجمات في لبنان على حزب الله وفي قطاع غزة.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إن أي رد إسرائيلي سيقابل “بدمار ساحق”.
ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل ستوجه “ردا كبيرا” على الهجوم الصاروخي الإيراني في غضون أيام قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى.
وقال كيرت كامبل نائب وزير الخارجية الأمريكي إن إدارة جو بايدن تسعى إلى توفيق موقفها مع حليفتها المقربة إسرائيل حول أي رد محتمل على الهجوم الإيراني على إسرائيل، وأضاف أن الإدارة تدرك أن الشرق الأوسط على “حد سكين” وأن توسيع نطاق الصراع قد يعرض مصالح إسرائيل والولايات المتحدة للخطر. وجاءت تصريحاته خلال فعالية استضافها أحد مراكز البحوث في واشنطن.
وقال البيت الأبيض إن بايدن انضم إلى مكالمة مع زعماء مجموعة السبع يوم الأربعاء لتنسيق الرد، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة على طهران.
وورد في بيان أن زعماء المجموعة عبروا عن “قلقهم البالغ” إزاء أزمة الشرق الأوسط، لكنهم قالوا إن الحل الدبلوماسي لا يزال قائما وإن اندلاع صراع في المنطقة بأكملها ليس في مصلحة أحد.
* مخاوف من تصاعد العنف
على مواقع التواصل الاجتماعي، أبدى إيرانيون مخاوفهم من الرد الإسرائيلي وقالوا إن الحروب السابقة، مثل الصراع الذي استمر ثماني سنوات مع العراق في الثمانينيات والذي أسفر عن مقتل نحو مليون شخص، لم تجلب إلا المزيد من المعاناة.
وقالت نيما مختاريان، التي تعمل في منظمة غير حكومية “تدمير الأجيال وتحويل الشبان إلى وقود للمدافع وإثراء القادة العسكريين والنخبة وتمكين المتطرفين؟ لن يدفع القادة ثمن جر إيران إلى الحرب”.
ويعتقد بعض الإيرانيين أن حكومة البلاد لم يكن لديها خيار سوى إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل، لكنهم يخشون مما سيحدث بعد ذلك مع استعداد الجيش الإسرائيلي للرد.