
اسرائيل تعلن أن حماس “فقدت السيطرة على غزة” وبايدن يدعو الى “حماية” مستشفى الشفاء

اكدت اسرائيل الاثنين ان حماس “فقدت السيطرة على غزة”، في اليوم الثامن والثلاثين من حربها مع الحركة الاسلامية مع استمرار محاصرة آلاف النازحين الذين يعانون ظروفاً “غير انسانية” في العديد من مستشفيات القطاع المنكوب.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الاثنين أن حماس “فقدت السيطرة على غزة” ومقاتلوها “يفرون الى الجنوب”، وذلك في مقطع مصور بثته العديد من قنوات التلفزة.
ولم تعلق حماس حتى الآن على هذا التصريح.
وفي وقت سابق، حذر مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة الإثنين من “توقف العمليات الإنسانية خلال 48 ساعة لعدم السماح بدخول الوقود إلى غزة” في وقت أصبحت فيه معظم المستشفيات خارج الخدمة فيما يتواصل القتال بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في محيطها وفي نقاط أخرى.
ويعاني مستشفى الشفاء الأكبر في قطاع غزة من انقطاع الماء والكهرباء منذ أيام، ويأمل العالقون فيه مغادرته لكن القتال يحتدم في محيطه. وتواجهه مستشفيات أخرى الوضع نفسه بينما يقول الجيش الإسرائيلي إن المستشفيات تضم بنى تحتية استراتيجية لحماس التي يتهمها باستخدام الغزيين “دروعًا بشرية” رغم نفيها.
ودعا الرئيس الاميركي جو بايدن الاثنين اسرائيل الى “حماية” مستشفى الشفاء، الأكبر في قطاع غزة، في وقت تستمر المعارك العنيفة بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي حماس حول هذا المجمع.
وقال بايدن للصحافيين في المكتب البيضوي حين سئل عما إذا كان اعرب عن قلقه لاسرائيل بالنسبة الى هذه القضية، “ينبغي حماية المستشفى”، مضيفا أنه “على تواصل مع الإسرائيليين” حول هذا الموضوع.
وكانت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس اعلنت ارتفاع حصيلة الوفيات في مستشفى الشفاء بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ السبت إلى 34 بينهم 27 مريضًا في العناية المكثفة و7 من الأطفال الخدج.
وتفرض إسرائيل حصارًا مطبقا على قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر المنصرم.
ودفع الحصار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى الطلب من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي “إنزال المساعدات على قطاع غزة، وخاصة الشمال بالمظلات كما حصل في تجارب مختلفة في العالم … وفتح ممرات إغاثة لغزة وعدم حصرها بمعبر رفح فقط”.
وفي شأن مستشفى الشفاء، تؤكد إسرائيل أنها فتحت “ممرا آمنا” لخروج المدنيين منه والاتجاه نحو الجنوب. وتقول إن حماس تمنع المدنيين من الخروج، بينما أفاد شهود داخل المستشفى أنهم عاجزون عن الخروج بسبب إطلاق النار الكثيف في محيط المستشفى.
من جانبه، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أن 20 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة خرجت عن الخدمة.
– الأهداف الإسرائيلية –
وقال الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه “يواصل قصف أطراف مخيم الشاطئ في قطاع غزة، مستهدفا بنى تحتية تابعة للإرهابيين موجودة في مؤسسات حكومية مركزية، بما فيها مدارس وجامعات ومساجد ومساكن إرهابيين”.
وأضاف أن قوات برية دخلت الاثنين “منزل أحد كبار إرهابيي (حركة) الجهاد الإسلامي وعثرت على عدد كبير من الأسلحة داخل غرفة الأطفال في المنزل. وخلال عملية إضافية في منطقة بيت حانون (جنوب)، عثرت قوات الجيش الإسرائيلي على فتحة نفق ومواد استخباراتية وأسلحة”.
وأعلن الجيش الاثنين مقتل جنديَين في شمال غزة ليرتفع إلى 44 عدد القتلى الإجمالي في صفوفه منذ بدء عملياته البرية في 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وشنت حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوما غير مسبوق على أراض إسرائيلية أوقع قرابة 1200 قتيل، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم، وفق آخر أرقام للسلطات الإسرائيلية.
ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن نحو 240 شخصا اقتيدوا رهائن الى قطاع غزة بعد الهجوم، وبين هؤلاء 30 طفلا على الأقل، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وتردّ إسرائيل منذ 38 يوما بقصف مكثّف على قطاع غزة أوقع، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، 11 الفا و240 قتيلا فلسطينيا، وفق آخر حصيلة لها الاثنين.
وبين القتلى 4630 طفلا و3130 امرأة، وفق المصدر نفسه. وأحصيت إصابة 29 الفا آخرين. واكدت وزارة الصحة التابعة لحماس أن شوارع شمال القطاع تضيق بعشرات الجثث، ويستحيل إحصاؤها لأن الجيش الإسرائيلي يستهدف سيارات الإسعاف وطواقم الإغاثة التي تحاول الاقتراب منها.
وترفض إسرائيل أي وقف لإطلاق النار، معتبرة أنه سيفيد حماس.
لكن وزير الخارجية الاسرائيلي رأى الاثنين أن الضغط الدولي على بلاده سيزداد بالنسبة الى العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وقال الوزير ايلي كوهين بحسب تصريحات نقلها المتحدث باسمه لوكالة فرانس برس “أمامنا اسبوعان او ثلاثة قبل أن يتنامى الضغط الدولي في شكل فعلي، لكن وزارة الخارجية تجهد لتوسيع هامش المشروعية، والمعارك ستتواصل طالما كان ذلك ضروريا”.
– تنكيس الأعلام –
وذكر الجيش الإسرائيلي السبت أن مئتي ألف فلسطيني نزحوا خلال ثلاثة أيام من الشمال الى الجنوب، عبر “ممرات” يفتحها يوميا لبعض الوقت.
ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة إكس الوضع في مستشفى الشفاء بأنه “خطير” بعد “ثلاثة أيام بلا كهرباء وماء”. وقال “تبادل إطلاق النار والقصف المتواصل في المنطقة القريبة (من المستشفى) يفاقم الظروف الصعبة أصلا”، مضيفا أن منظمته تمكنت من الاتصال بعاملين طبيين في مستشفى الشفاء.
وأعلنت واشنطن أنها تعارض القتال في محيط مستشفيات غزة “حيث يجد أبرياء ومرضى يتلقون رعاية طبية أنفسهم عالقين وسط تبادل إطلاق النار”. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان لشبكة “سي بي إس”، “أجرينا مناقشات مكثّفة مع جيش الدفاع الإسرائيلي حول هذا الأمر”.
ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس” لحماية المدنيين، ودان استخدام حماس “المستشفيات والمدنيين دروعا بشرية”.
الإثنين، وصلت سفينة مساعدات تركية تحمل مستشفيات ميدانية لقطاع غزة الى ميناء العريش (مصر) القريب من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، بحسب ما أفاد مسؤول في الميناء وكالة فرانس برس.
وبحسب “أوتشا” عبرت 76 شاحنة من مصر إلى غزة الأحد وبالتالي يرتفع عدد الشاحنات التي دخلت إلى القطاع منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر إلى 981 شاحنة.
ونكّست الاثنين الأعلام على مقار الأمم المتحدة في كل أرجاء العالم، ودعي الموظفون إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح زملائهم الذين قضوا في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وعددهم أكثر من مئة.
– توسع النزاع؟ –
وتزداد المخاوف من اتّساع رقعة الحرب إقليميا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنّ طائراته قصفت “بنى تحتيّة إرهابيّة” في سوريا بعد عمليّة إطلاق صواريخ استهدفت الجزء المحتل من الجولان.
كما تَواصل تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، وأكدت شركة الكهرباء الوطنية الإسرائيلية الإثنين مقتل أحد موظفيها متأثرا بجروح أصيب بها جراء صاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان الأحد بعد إصابة عشرة مدنيين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ثمانية مقاتلين موالين لإيران في ضربات أميركية في شرق سوريا بعدما أعلنت واشنطن عن تنفيذ غارات الأحد ردا على هجمات على القوات الأميركية.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة شنّت ضربات في سوريا الأحد “على منشآت في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني وجماعات مرتبطة بإيران، ردا على الهجمات المستمرة ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا”.
وهي المرة الثالثة في أقل من ثلاثة أسابيع التي يستهدف فيها الجيش الأميركي مواقع في سوريا يقول إنها مرتبطة بإيران.