
الأوروبيون يختبرون استعداد إيران للتوصل إلى تسوية نووية مع اقتراب موعد العقوبات

من باريسا حافظي وجون أيريش
باريس (رويترز) – قال دبلوماسيون إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستجري محادثات مباشرة مع إيران يوم الجمعة للمرة الأولى منذ الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية في يونيو الماضي، بهدف قياس مدى استعداد طهران للتوصل إلى حل وسط لتجنب العقوبات.
الدول الأوروبية الثلاث المعروفة باسم الترويكا الأوروبية هي الأطراف المتبقية في اتفاق عام 2015 إلى جانب الصين وروسيا. وانسحبت الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق الذي رُفعت بموجبه العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وتنعقد محادثات يوم الجمعة بين دبلوماسيين كبار من الترويكا الأوروبية وفريق التفاوض الإيراني في إسطنبول.
وعقدت الولايات المتحدة خمس جولات من المحادثات مع إيران قبل الضربات الجوية التي شنتها في يونيو حزيران، والتي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها “قضت” على برنامج تقول واشنطن وحليفتها إسرائيل إنه يهدف إلى امتلاك قنبلة نووية. وتنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي.
ويقول دبلوماسيون أوروبيون وإيرانيون إنه لا يوجد احتمال لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن.
لكن الأوروبيين ينادون بضرورة معاودة إحياء المفاوضات في ظل توقف تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المنشآت النووية ومع قرب انقضاء الموعد النهائي لاتفاق 2015 في 18 أكتوبر تشرين الأول.
كما أنهم يريدون إجابات عن مكان 400 كيلوجرام من اليورانيوم عالي التخصيب لدرجة تقارب المستخدمة في صنع الأسلحة النووية، والذي لم يعرف مكانها منذ ضربات الشهر الماضي.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في مؤتمر صحفي في باريس في 18 يوليو تموز “نحن مصممون على بذل كل ما في وسعنا للتوصل إلى حل دبلوماسي”.
* إعادة أم تمديد؟
بموجب شروط قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنصوص عليها في الاتفاق المبرم عام 2015، يمكن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة قبل انتهاء سريان الاتفاق، وهي عملية ربما تستغرق نحو 30 يوما.
وحذرت الترويكا الأوروبية، التي لا تريد أن تفقد نفوذها من خلال ترك سريان الاتفاق ينتهي، من أنه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، فإنها ستطلق “آلية إعادة فرض العقوبات” التي من شأنها إعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة السابقة على إيران، ومنها العقوبات على قطاعات النفط والبنوك والدفاع.
ومع تولي روسيا حليفة إيران رئاسة مجلس الأمن في أكتوبر تشرين الأول، أشارت الدول الأوروبية الثلاث إلى أن آخر فرصة لإعادة تفعيل العقوبات ستكون في أواخر أغسطس آب.
وقال ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين وآخر من الشرق الأوسط وخامس إيراني إن الاجتماع في إسطنبول سيركز في المقام الأول على مسألة آلية إعادة فرض العقوبات.
وأضافوا أن الترويكا الأوروبية ستطرح على إيران إمكان تمديد آلية إعادة فرض العقوبات لمدة تصل إلى ستة أشهر.
وفي المقابل سيتعين على إيران تقديم التزامات حول قضايا رئيسية منها إجراء محادثات مع واشنطن في نهاية المطاف والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقديم معلومات عن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، الذي سيكون في إسطنبول، إن طهران وافقت على السماح لفريق فني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارتها في الأسابيع المقبلة، وذلك خلال حديثه مع صحفيين في الأمم المتحدة يوم الأربعاء.
وحذر من أن تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات ستقابله طهران برد قوي. وسبق لطهران التهديد بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بسبب هذه المسألة.
وذكر غريب آبادي أنه سمع عن إمكان التمديد.
وأضاف “من السابق لأوانه الآن مناقشة مسألة التمديد. أمامنا نحو ثلاثة أشهر تقريبا في الواقع، حتى انقضاء المهلة في 18 أكتوبر”.
وقال مسؤول في إدارة ترامب، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة “تنسق” مع الترويكا الأوروبية، وذلك عندما سئل عما إن كانت واشنطن تناقش إعادة فرض العقوبات معها. لكنه رفض الخوض في تفاصيل.
وقالت أربعة مصادر إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر موجود يوم الخميس في باريس حيث من المقرر أن يلتقي مع مسؤولين فرنسيين لإجراء محادثات حول موضوعات مختلفة، منها ملف إيران.
وشنت إسرائيل الهجمات على إيران قائلة إنها تريد القضاء على أي فرصة لتطوير خصمها اللدود أسلحة نووية.