مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجيش الإسرائيلي يدخل منطقة خان يونس والأمم المتحدة تخشى “سيناريو أكثر رعبا”

دخان يتصاعد فوق أبنية في منطقة خان يونس بجنوب قطاع غزة في الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2023 afp_tickers

أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه يخوض اشتباكات في “قلب منطقة خان يونس” في جنوب قطاع غزة، ما يثير مخاوف من “سيناريو أكثر رعبًا” للمدنيين وفق الأمم المتحدة.

ووسّع الجيش الإسرائيلي الذي يشنّ منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر هجوما بريا في شمال القطاع المحاصر، نطاق عملياته البرية لتشمل قطاع غزة برمّته مع نشر دبابات قرب خان يونس التي أصبحت بؤرة التوترات الجديدة، وذلك بعد قرابة شهرين من بدء الحرب.

ومنذ استئناف القتال في 1 كانون الأول/ديسمبر بعد هدنة استمرت سبعة أيام، يقصف الجيش الإسرائيلي جنوب القطاع ما تسبّب في سقوط العديد من القتلى والجرحى في هذه المنطقة التي لجأ إليها مئات الآلاف من المدنيين منذ بداية الحرب حيث يعيشون في ملاجئ موقتة.

والثلاثاء قال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان “نحن موجودون في قلب منطقة جباليا، وفي قلب منطقة الشجاعية واعتبارًا من الليلة الماضية في قلب منطقة خان يونس أيضًا”، مضيفاً “نشهد أكثر الأيام كثافة (في القتال) منذ بدء العملية البرية”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “اهتزّت الأرض في خان يونس وجباليا”، وأشار إلى أنّ جيشه نفّذ الثلاثاء عمليات “بقوة هائلة”.*

وكان ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن حذّر في وقت سابق من أنّ الوضع في غزة “يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية”.

– “سيناريو أكثر رعبا” –

وواصل مدنيون كثر الثلاثاء الهروب سيراً على الأقدام، أو بواسطة دراجات نارية أو عربات محمّلة بأمتعتهم، من خان يونس التي أصبحت المحور الجديد للحرب.

وهم يتوجّهون إلى مدينة رفح المجاورة الواقعة إلى الجنوب والقريبة من الحدود المغلقة مع مصر، وفق ما أظهرت لقطات لفرانس برس.

وكان شهود قد أفادوا فرانس برس بشن القوات الإسرائيلية ليل الاثنين الثلاثاء قصفًا جويًا ومدفعيًا قرب خان يونس وعلى رفح المجاورة في الطرف الجنوبي من القطاع وكذلك على دير البلح إلى الشمال.

وأعلن المكتب الإعلامي لحركة حماس أن القصف الليلي خلّف عشرات القتلى في قطاع غزة. وأدّى القصف إلى مقتل 24 شخصًا في مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

ويُلقي الجيش الإسرائيلي يوميًا بمناشير على المدينة تحذر من قصف وشيك وتأمر السكان بترك أحيائهم. وتحدّثت الأجنحة العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي عن قتال ليلي في خان يونس ودير البلح.

ومنذ صباح الثلاثاء تكرّرت مشاهد الفوضى في مستشفى ناصر في خان يونس، وهو الأكبر في جنوب قطاع غزة، بعد عمليات القصف الليلية.

وأظهرت لقطات لفرانس برس وصول مصابين بسيارات إسعاف أو أوصلهم أقاربهم.

وبحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يؤوي هذا المستشفى المكتظ بالجرحى والذي يفتقر إلى الطواقم الطبية والإمدادات، أكثر من ألف مريض بالإضافة إلى 17 ألف نازح.

وقالت منسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز إنّ “سيناريو أكثر رعبا يوشِك أن تتكشّف فصوله، وهو سيناريو قد لا تملك العمليات الإنسانية القدرة على الاستجابة له”.

وقال الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين يان إيغلاند إن “إفناء غزة هو الآن من بين أسوأ الهجمات على المدنيين في عصرنا”.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الثلاثاء ارتفاع حصيلة القتلى إلى 16248 شخصا، 70 في المئة منهم نساء وأطفال ومراهقون، جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأدى هجوم حماس الى مقتل 1200 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا بغالبيتهم في اليوم الأول للهجوم في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وفق السلطات الإسرائيلية.

وحدّثت إسرائيل حصيلة الرهائن المحتجزين في غزة ارتفاعا إلى 138 وفق ما أفادت السلطات وكالة فرانس برس الثلاثاء، بعدما أضافت للقائمة شخصا كان اعتُبر منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر في عداد المفقودين.

وخلال هدنة استمرت سبعة أيام في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر تم الإفراج عن 80 رهينة في مقابل إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، كما تم الإفراج خارج إطار الهدنة عن 25 رهينة.

ودعت عائلات الرهائن الثلاثاء مجددا إلى تعبئة دولية لتأمين الإفراج عنهم بعد نحو شهرين على خطفهم، وقد التقوا مرة جديدة نتانياهو جدّد التأكيد على أنه يعمل “من أجل عودة الجميع”.

والثلاثاء قالت مسؤولة في وزارة الصحة الإسرائيلية إنّ حماس أعطت أدوية مخدّرة للرهائن، بما في ذلك المهدئات من نوع ريفوتريل، قبل الإفراج عنهم لكي يظهروا “هادئين وسعداء”.

ويشتدّ القصف والقتال في شمال قطاع غزة أيضًا حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “سيطر على مواقع مهمة” لحماس.

ونفّذ الجيش الإسرائيلي الذي يسيطر حاليًا على عدة مناطق في شمال قطاع غزة، عمليات “في منطقة جباليا”، وهي أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في القطاع ومحاصر حاليًا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء ارتفاع حصيلة الجنود القتلى إلى 82 منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.

وبحسب شهود، استهدفت عشرات الضربات عدة أحياء في مدينة غزة، ما أجبر آلاف المدنيين على الفرار.

وفي تصريح لتلفزيون فرانس برس روت ماريا أبو عاصي (14 عاما) وهي من سكان غزة بعدما نجت من ضربة إسرائيلية، كيف استفاقت قبل ان يتم انتشالها بعدما بقيت عالقة تحت الأنقاض أربعة أيام.

وقالت “رفعت يدي فأحسست بحائط. شعرت بألم كبير أفقدني الوعي مجددا”.

– مساعدات أميركية إضافية –

وباتت الاحتياجات هائلة في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي مطبق، حيث نزح وفق الأمم المتحدة 1,8 مليون شخص بسبب الحرب، من أصل إجمالي سكان القطاع البالغ 2,4 مليون نسمة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية بعد ظهر الثلاثاء أنها أخلت بشكل شبه كامل معداتها الطبية من مستودعين في خان يونس بجنوب قطاع غزة، مؤكدة أن إسرائيل نصحتها بذلك.

وباستثناء أيام الهدنة السبعة تدخل المساعدات ببطء شديد إلى القطاع من مصر بعد نيل موافقة إسرائيلية.

وتمتدّ الأعمال القتالية إلى الضفة الغربية المحتلة والحدود الإسرائيلية اللبنانية ومواقع مختلفة في الشرق الأوسط حيث تستهدف القوات الأميركية.

وقُتل شاب فلسطيني فجر الثلاثاء في مخيم قلنديا شمال القدس بعد مداهمة الجيش الإسرائيلي منزل عائلته فيما أصيب أربعة في مواجهات وقعت في مخيم الدهيشة للاجئين في بيت لحم وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 255 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، على ما تفيد وزارة الصحة الفلسطينية.

وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها سترفض منح تأشيرات للمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين الذين ينفذون هجمات ضد الفلسطينيين، مكثفة الضغط للحد من موجة عنف تشهدها الضفة الغربية على وقع حرب غزة.

وفي جنوب لبنان، قُتل شخصان أحدهم عسكري في ضربات إسرائيلية، وفق ما أعلن الجيش ووكالة الأنباء الرسمية.

وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين إسرائيل وحزب الله منذ شنّت حماس هجومها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية