الجيش الإسرائيلي يهدد بتوسيع الهجوم على غزة بعد غارات أسفرت عن 55 قتيلا

أسفرت غارات جوية إسرائيلية على غزة عن 55 قتيلا على الأقل منذ فجر الخميس، وفق ما أفاد الدفاع المدني ومصادر طبية في القطاع الفلسطيني، في حين أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لسكان في القطاع استعدادا لشنّ هجوم.
واستأنفت إسرائيل عمليتها العسكرية في غزة في 18 آذار/مارس بعد انهيار هدنة استمرّت شهرين سمحت بوقف المعارك في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وخلال جولة لتقييم الوضع في غزة الخميس، هدّد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية إيال زامير بـ”توسيع” الهجوم على القطاع في حال لم يحرز تقدم بشأن الرهائن المحتجزين.
وقال “في حال لم نر تقدما في إعادة المحتجزين في الفترة المقبلة، سنوسع نشاطاتنا إلى عملية أوسع وأكثر أهمية”.
وتزامن هذا التهديد مع إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان منطقتين في شمال غزة استعدادا لشنّ هجوم.
وفي وقت سابق الخميس، أفاد الدفاع المدني في غزة بأن ستة أفراد من عائلة واحدة هم زوجان وأربعة من أطفالهما، لقوا حتفهم جراء غارة جوية دمّرت منزلهم في شمال مدينة غزة.
وقال أحد أقربائهم إن الغارة استهدفتهم خلال نومهم.
وصرّح نضال الصرافيتي لوكالة فرانس برس “ماذا عساني أقول؟ لم يسلم أحد”.
وقُتل تسعة أشخاص وأصيب آخرون في غارة استهدفت مركزا سابقا للشرطة في منطقة جباليا في شمال القطاع، بحسب ما أفاد المستشفى الإندونيسي.
وقال عبد القادر صباح (23 عاما) من جباليا “راح الجميع يركضون ويصرخون من فظاعة القصف وشدّته”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه استهدف “مركز قيادة” لحماس في المنطقة، من دون تحديد إن كان المقصود مركز الشرطة.
وفي هجوم دامٍ آخر، انتُشلت 12 جثّة بعد استهداف منزل عائلة الحاج علي في جباليا أيضا، وفق ما كشف الدفاع المدني.
وقُتل 28 شخصا في ضربات استهدفت مناطق مختلفة في القطاع، وفق ما أفادت مصادر إسعافية واستشفائية.
وأتت هذه الضربات فيما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان منطقتي بيت حانون والشيخ زايد في شمال غزة تمهيدا لهجوم.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية أفيخاي أدرعي في منشور على اكس “إلى جميع المدنيين القاطنين في منطقتي بيت حانون والشيخ زايد، هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم”، داعيا إياهم إلى التحرك غربا في اتجاه مدينة غزة.
وبحسب منشور أدرعي فإن “عمليات قنص وأنشطة إرهابية تنفذ من المنطقة المذكورة ضد قوات جيش الدفاع”.
وحذّرت الأمم المتحدة من أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتزايدة لسكان في مختلف أنحاء غزة تؤدّي إلى “تهجير قسري” في منطقة مساحتها آخذة في التقلّص.
وتؤكّد وكالات إغاثة أن السواد الأعظم من سكان غزة المقدّر عددهم بحوالى 2,4 مليون قد نزحوا مرّة واحدة على الأقلّ منذ اندلاع الحرب.
– نيران اسرائيلية –
أظهرت مشاهد مصوّرة التقطتها كاميرا وكالة فرانس برس في أعقاب غارة على خان يونس جثثا على الأرض، بينها جثتا شابة وفتى وضعتا في كيسين يحيط بهما أقارب يبكون.
ومنذ استئناف إسرائيل حملتها العسكرية على غزة، قُتل 1978 شخصا على الأقل، ما رفع حصيلة القتلى الإجمالية منذ اندلاع الحرب إلى 51355، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
الى ذلك، أقرّ الجيش الإسرائيلي الخميس بأن النتائج الأولية لتحقيق أجراه بشأن مصرع موظف في الأمم المتحدة في وسط قطاع غزة الشهر الماضي خلصت إلى مقتله بنيران إحدى دباباته.
وقال الجيش في بيان بشأن الحادثة التي وقعت في 19 آذار/مارس “وفقا للتحقيق حتى الآن، تشير المراجعة التي أجريت إلى أن الموت ناتج من نيران دبابة لقوات من الجيش الإسرائيلي كانت تعمل في المنطقة”.
وكان مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أعلن الشهر الماضي مقتل أحد موظفيه جراء “ذخيرة” قد تكون انفجرت أو أسقطت على موقع المجمع الأممي في مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة.
يومها، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن ظروف الحادث قيد التحقيق لكنه أكد أن الفحص الأولي لم يجد أي علاقة على الإطلاق بين الأنشطة العسكرية الإسرائيلية والحادثة.
وفي بيانه الخميس، قال الجيش الإسرائيلي إنه “يأسف لهذا الحادث الخطير ويواصل عمليات مراجعة دقيقة… لمنع وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل”.
ولفت الجيش الى إنه شارك نتائج التحقيق الأولية مع الأمم المتحدة. وقالت بلغاريا إنها “تلقت اعتذارا رسميا من جانب إسرائيل”.
وصدرت النتائج الأولية لهذا التحقيق بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي الأحد نتائج تحقيق منفصل في مقتل 15 مسعفا فلسطينيا في غزة أقرّ فيه بأن هؤلاء قتلوا “خطأ”، معترفا بارتكاب عناصره “إخفاقات مهنية” و”انتهاكات للأوامر” ومعلنا عن عزل القائد الميداني.
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنته حركة حماس في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخطف خلال الهجوم 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 منهم قتلوا.
ويؤكّد مسؤولون سياسيون أن الحملة العسكرية الحالية ضرورية لضمان إعادة الرهائن المتبقين، في حين تنتقد عائلات الرهائن وآلاف المتظاهرين موقف الحكومة الإسرائيلية التي تمضي في هجومها بدلا من السعي للتوصّل إلى صفقة.
ستر-لمي-اسس/م ن/ب ق