
الديموقراطيون يواجهون انتقادات على خلفية ردهم غير الفعال على ترامب

منذ عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض، يشعر العديد من الأميركيين بالحاجة لمواجهة اندفاعه لتقليص حجم الحكومة وتعديل سياستها الخارجية، لكن رد فعل خصومه الديموقراطيين يبقي مخيبا للآمال.
لم يرَ الأميركيون حتى الآن من الديموقراطيين سوى مشرّعين يرفعون شعارات في الكونغرس ويظهرون في مقاطع فيديو راقصة قوبلت بالسخرية، ومؤتمرات صحافية باهتة أمام مباني مؤسسات حكومية في واشنطن.
ويقول ريتشارد غوردون الخبير الاستراتيجي الذي قدم المشورة لسياسيين ومرشحين من مختلف المستويات لأكثر من 35 عاما إن “الديموقراطيين يحتاجون الى خطة، وليس لافتات في قاعة مجلس النواب أو الصراخ في وجه الرئيس، أو مقاطع فيديو سخيفة”.
يضيف “إنهم بحاجة إلى خطة بشأن كيفية تحسين حياة الأميركيين. وإلى أن يفعلوا ذلك، فإن كل الصراخ والاحتجاجات لن تجد آذاناً صاغية”.
في أحدث حلقة من سلسلة الأخطاء التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، احتج ديموقراطيون على خطاب ترامب أمام الكونغرس بتحركات مختلفة فاتت مشاهدي التلفزيون الى حد كبير.
وطُرد عضو الكونغرس عن تكساس آل غرين لمقاطعة الرئيس، ولكن الكاميرات تجاهلت الديموقراطيين بدرجة كبيرة عندما لوحوا بشعارات مناهضة لترامب.
– تمثيل –
وبالنسبة لمنتقدي الرد الديموقراطي على الأسابيع الأولى لترامب في البيت الأبيض، أظهرت المواقف افتقار الحزب للانضباط والاستراتيجية ضد الجمهوري.
وقال ماثيو إن. كلينك، الخبير في الاستراتيجية السياسية والاتصالات إن “هذه التمثيليات جعلت الديموقراطيين يبدون تافهين، وبالتالي عاجزين عن التأثير على النقاش”.
في الأسابيع الستة الأولى العاصفة لتوليه منصبه، أصدر ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية المثيرة للجدل، وأعطى الحلفاء سببا للخشية من أن تكون الولايات المتحدة قد غيرت الجهة التي تدعمها في حرب أوكرانيا، وأطلق العنان للملياردير إيلون ماسك لصرف آلاف الموظفين الفدراليين والبدء بتفكيك وكالات حكومية.
في المقابل، ردّ أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيون بإيماءات التعاون، فصوّتوا لصالح تأكيد تعيينات ترامب الوزارية، ولم يبذلوا جهودا تذكر للجم اندفاعه، بل ضموا صوتهم للجمهوريين في تمرير تشريع الهجرة.
ويمكن للمعارضة أن تكون صعبة على أي حزب بلا زعيم فعلي بعد خسارة الكونغرس والبيت الأبيض، لكن المحللين يرون عثرات يمكن للديموقراطيين تجنبها.
ويقول براد تشيس الذي عمل في مجال الاتصالات وإدارة الأزمات لأكثر من 20 عاما، إن الديموقراطيين لا يتحدثون لغة الناخبين بتركيزهم على فروق دقيقة و”مثلٍ عُليا نبيلة”.
ويضيف لفرانس برس “ترامب و(الجمهوريون) يبالغون في البساطة (ويقولون) +آل بايدن عائلة مجرمين+. هذا أمر لا يُنسى وسهل الفهم”.
ويوضح أن “الديموقراطيين يتصرفون كمحامين ويبذلون قصارى جهدهم لشرح ما هو +مزعوم+ أو لشرح الأمور بدلا من مجرد إخبار الناس”.
– الكثير من القضايا –
يرى تشيس إن الاحتجاجات التي أعقبت خطاب ترامب أمام الكونغرس سلطت الضوء على مشكلة أخرى، وهي عدم وجود انضباط في توجيه الرسائل.
ويقول إن “الديموقراطيين انقسموا حول مواضيع مختلفة. كان آل غرين متحمسا للقتال لدرجة أنه اندفع… من أجل القضية العادية المسماة +تفويض+ ترامب، وليس بشأن بعض الأكاذيب الصارخة حول روسيا أو الاقتصاد”.
ويضيف أن “الشعب الأميركي لا يريد 50 قضية. يريد قضية أو اثنتين”.
وبالنسبة لمايك فاهي الذي أدار حملة مرشح مستقل للرئاسة لعام 2024، فإن إصرار الديموقراطيين على ممارسة سياسات ما قبل ترامب يجعلهم يتخلفون عنه.
ويقول “لا يتعلق الأمر بمناقشة طوال الليل في الكونغرس. الناس يريدون رؤية تحرك. وبصراحة، هذا ليس الحال”.
ويرى مراقبون أن التحرك الجدي يجب أن يكون في المجال الاقتصادي.
ويقول أندرو كونيستشوسكي، المساعد السابق لزعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر “إذا كانت الانتخابات الأخيرة تدور في المقام الأول حول التضخم وأسعار المواد الغذائية، فهناك فرصة أمام الديموقراطيين للتركيز هذه القضية”.
ويشدد على أن “أسعار المواد الغذائية لن تنخفض، بل سترتفع. يجب أن يكون بجانب كل ديموقراطي أمام الكاميرا ملصق ضخم… عليه السعر الحالي للبيض”، في إشارة الى ارتفاع أسعاره بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية.
فت/غد/كام