The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

بنيامين نتانياهو من الهيمنة على المشهد السياسي في إسرائيل الى متهم أمام المحكمة الجنائية الدولية

هيمن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على المشهد السياسي في إسرائيل لعقود، لكنه يجد نفسه اليوم متهما أمام المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة الذي يتمسّك بمواصلة الحرب فيه متحديا كل الدعوات الدولية لوقفها.

في الثالثة والسبعين من عمره، أصبح نتانياهو الذي لطالما قدّم نفسه على أنه المدافع الأول عن الشعب اليهودي، مؤكدا أن ذلك يمثل “مهمة حياته”، محطّ انتقادات من الداخل بسبب إدارته للحرب مع حركة حماس ولمسائل أخرى سياسية وشبهات الفساد التي تطاله، ومن الخارج حيث تتصاعد الضغوط من أجل وقف لإطلاق النار، لا سيما لوقف معاناة المدنيين في القطاع المحاصر.

قضى نتانياهو اكثر من 15 عاما كرئيس للوزراء، وهي أطول مدة لزعيم إسرائيلي في منصبه

في ظل حكمه، توقفت عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي بدأت في تسعينات القرن الماضي، في مقابل ازدياد النشاط الاستيطاني بشكل لافت ما جعل تحقيق حلم الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية حلما بعيدا. 

وبدأت آخر ولاية له في كانون الأول/ديسمبر 2023 على رأٍس أكثر الحكومات الإسرائيلية يمينية وتطرفا.

ويحمّله العديد من الإسرائيليين، وبينهم مسؤولون معارضون، مسؤولية الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية وتسبّب بمقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام إسرائيلية رسمية.

لكنه قال بعد بدء الحرب إن وقت المحاسبة مؤجل، ويتمسّك بالهدف الذي أعلنه حينها ب”القضاء” على حركة حماس. علما أن الردّ الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة بالقصف والغارات والعمليات العسكرية على الأرض تسبّب بمقتل أكثر من 35562 شخصا في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وطلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان الإثنين إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم تشمل “التجويع” و”القتل العمد” و”الإبادة و/أو القتل”.

– محطات في حياته –

ولد نتانياهو في 21 تشرين الأول/أكتوبر 1949 في تل أبيب، وورث عن والده المؤرخ عقيدة متشددة، إذ كان الأخير المساعد الشخصي لزئيف جابوتنسكي، زعيم تيار صهيوني يقدّم نفسه على أنه “تصحيحي” ويسعى الى تأسيس “إسرائيل الكبرى”.

في العام 1976، كان شقيقه يوناتان الجندي الإسرائيلي الوحيد الذي قتل أثناء مشاركته في عملية عسكرية نفذتها وحدة كان يشرف عليها لتحرير رهائن محتجزين في طائرة خطفتها منظمتان فلسطينية وألمانية في أوغندا.

وقال نتانياهو في مذكرات نشرها العام الماضي، إنه “لن يتعافى أبدا” من مقتل شقيقه.

نشأ نتانياهو في جزء من حياته في الولايات المتحدة، وتخرّج من معهد ماساتشوستس العريق للتكنولوجيا.

بفضل طلاقته باللغة الانكليزية، ركّزت القنوات التلفزيونية الأميركية عليه أثناء كلامه عن إسرائيل بين أواخر ثمانينات ومطلع تسعينات القرن الماضي، وهو ما ساهم في صعود نجمه كشخصية سياسية على الصعيدين المحلي والدولي.

في الثمانينات، شغل منصبا دبلوماسيا في سفارة بلاده في واشنطن.

تولّى نتانياهو الذي لطالما شكّك في اتفاقيات أوسلو للسلام، زعامة حزب الليكود العام 1993، وفاز في الانتخابات العام 1996، ليكون أصغر رئيس وزراء لإسرائيل سنا، عندما كان بلغ من العمر 46 عاما.

خسر السلطة سنة 1999، لكنه استعادها بعد عشر سنوات.

لدى نتانياهو ابنان من زوجته سارة وابنة من زواج سابق. 

لم ينخرط نتانياهو في محادثات سلام فعلية مع الفلسطينيين خلال فترة حكمه، بل ساهم في دفن عملية السلام مع الفلسطينيين، وارتفع عدد المستوطنات في الضفة الغربية خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة خمسين في المئة. فبات عدد المستوطنين نحو 490 ألفا يعيشون وسط 2,8 مليون فلسطيني.

أعطت حكومته الحالية حتى قبل حرب غزة ضوءا أخضر لمزيد من العمليات العسكرية ضد معاقل النشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وقد ارتفعت وتيرة هذه العمليات منذ بدء الحرب.

في السياسة الخارجية، ركّز نتانياهو على إيران وبرنامجها النووي والمجموعات المتحالفة معها مثل حزب الله اللبناني. 

وللمرة الأولى في تاريخ العداء بين إسرائيل وإيران، شنت الجمهورية الإسلامية التي تدعم حركة حماس، هجوما غير مسبوق تمثل بإطلاق مئات الصواريخ والمسيرات على إسرائيل، ردا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق قتلت سبعة عناصر من الحرس الثوري الإيراني بينهم قياديان. واعترضت إسرائيل معظم المقذوفات بمساعدة من حلفائها على رأسهم الولايات المتحدة.

ولا يتوانى نتانياهو عن تحدّي حتى حليفته الولايات المتحدة التي طلبت منه مرارا وتكرارا عدم تنفيذ عملية عسكرية ضد رفح في جنوب قطاع غزة، لكن قواته دخلت رفح وسيطرت على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر.

وقال في أيار/مايو “إذا كان على إسرائيل ان تبقى وحدها، فستبقى كذلك”.

يقول مؤيدوه إنه يجسّد “ملك إسرائيل الجديد” ومنقذها. 

ويقول المتحدث السابق باسمه أفيف بوشنسكي إن نتانياهو معتاد على جمع أحزاب من اتجاهات مختلفة تبقيه في السلطة. ويضيف “يعتقد أن لديه تكليفا إلهيا لإنقاذ البلاد”.

أما معارضوه فيدعون الى استقالته.

وكانت الأشهر التي سبقت الحرب شهدت حركة احتجاجات واسعة في إسرائيل على محاولة نتانياهو تمرير إصلاح قضائي يحد من صلاحيات المحكمة العليا، ويجد فيه البعض انتقاصا من الديموقراطية.

ووجهت اليه اتهامات بالفساد قبل توليه السلطة بعد آخر انتخابات أجريت في نهاية العام 2022.

وشهد العام 2020 نجاح نتانياهو في إبرام أربع اتفاقات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية. ويسعى الى ضم السعودية أيضا الى هذه الاتفاقات.

عانى خلال السنتين الماضيتين من مشاكل صحية.

بور-مكا/رض/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية