The Swiss voice in the world since 1935

بوتين يبدأ اتصالات دبلوماسية حول الوضع السوري غداة استقباله الاسد

الرئيس بوتين مستقبلا نظيره السوري بشار الاسد في الكرملين في 21 تشرين الاول/اكتوبر 2015 afp_tickers

بعد ساعات على انهاء الرئيس السوري بشار الاسد زيارة مفاجئة الى موسكو، بدات روسيا حركة اتصالات دبلوماسية حثيثة في محاولة لايجاد حل للنزاع المستمر في سوريا منذ نحو خمس سنوات.

ومع مواصلة روسيا شن غارات جوية في سوريا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 13 شخصا بينهم كوادر طبية جراء ضربات روسية استهدفت مشفى ميدانيا في وسط سوريا الثلاثاء.

وغداة مباحثات اجراها مع نظيره السوري في زيارة مفاجئة الثلاثاء، بدأ بوتين الاربعاء سلسلة اتصالات مع القوى الفاعلة والمعنية بالازمة السورية في الشرق الاوسط، لعرض نتائج لقاءاته مع الاسد.

واستهل بوتين حركته الدبلوماسية بالاتصال بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان بوتين “ابلغ نظيره التركي بنتائج الزيارة” التي قام بها الاسد الى موسكو.

كما اطلع بوتين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على نتائج زيارة نظيره السوري، وشدد الطرفان بحسب الكرملين، على اهمية الحل السياسي الذي يجب ان يلي العمليات العسكرية.

وشملت اتصالات بوتين كلا من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

واعلنت الخارجية الروسية الاربعاء ان وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري سيلتقيان نظيريهما السعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي اوغلو في فيينا الجمعة لبحث الوضع في سوريا، من دون اي اشارة الى مشاركة ايران.

وياتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد تأكيد بوتين خلال استقباله الاسد “نحن مستعدون للمساهمة ليس فقط بالاعمال العسكرية في مكافحة الارهاب وانما ايضا في عملية سياسية”، وفق بيان عن الكرملين.

وقال متحدث باسم الرئاسة السورية لوكالة فرانس برس ان “بوتين ابلغ الرئيس الاسد بانه سيجري محادثات مع القوى الدولية بهدف التوصل الى حل سياسي مع محاربة الارهاب في الوقت نفسه”.

واعتبر بوتين ان التوصل الى تسوية سياسية للنزاع ليس ممكنا الا “بمشاركة كل القوى السياسية والاتنية والدينية” في البلاد” مؤكدا ان القرار الاخير “يعود الى الشعب السوري”.

والى جانب لقاء جمعهما في صالون الكرملين، تناول الرئيسان العشاء محاطين باعلى المسؤولين الامنيين في روسيا: وزير الدفاع سيرغي شويغو ووزير الخارجية سيرغي لافروف كذلك رئيس مجلس الامن الروسي نيكولاي باتروشيف ومدير جهاز الاستخبارات الروسية في الخارج ميخائيل فرادكوف.

وتعد زيارة الاسد الى موسكو الاولى منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011، ولم يعلن عنها الطرفان الا بعد عودته الى دمشق. وتكتسب اهمية كبرى كونها تأتي بعد حملة جوية بدأتها روسيا في نهاية الشهر الماضي لدعم القوات السورية.

واكد الاسد من جهته ان اي عمل عسكري “يفترض ان تليه خطوات سياسية”، بحسب ما اوردت الرئاسة السورية على حسابها على موقع تويتر. وقال ان “هدف العمليات العسكرية في سوريا هو القضاء على الارهاب الذي يعرقل التوصل الى حل سياسي”.

واعتبر الاسد، وفق تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “مشاركة القوى الجوية الروسية في العمليات ضد الارهاب فى سوريا ساهمت في وقف تمدد التنظيمات الارهابية”.

واعلن المتحدث باسم الكرملين ردا على سؤال صحافي انه لم يتم التطرق الى مسالة رحيل الاسد من السلطة، وهو ما كانت تطالب به في السنوات الاولى للنزاع الدول الغربية.

وبدأت موسكو منذ 30 ايلول/سبتمبر ضربات جوية في سوريا قالت انها تستهدف “المجموعات الارهابية” وتهدف الى مساندة الجيش السوري. وتنفذ قوات النظام عمليات برية في مناطق عدة في خمس محافظات سورية منذ السابع من الشهر الحالي باسناد جوي روسي، ما سمح لها باحراز تقدم على الارض على حساب الفصائل المقاتلة ضد النظام.

ويتهم الغرب موسكو بعدم التركيز على تنظيم الدولة الاسلامية، بل استهداف مجموعات المعارضة الاخرى التي يصنف بعضها في خانة “المعتدلة”.

وفي موسكو، استقبل المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف الاربعاء آسيا عبد الله الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وانور مسلم رئيس ادارة عين العرب (كوباني)، وفق ما اعلنت الخارجية الروسية.

واكدت روسيا خلال المقابلة “ضرورة تعزيز جهود كل مجموعة اتنية ودينية تشكل المجتمع السوري، بمن فيهم الاكراد، في اجتثاث الارهاب من سوريا”.

واعلنت وزارة الدفاع الروسية الاربعاء ان طائراتها نفذت 46 طلعة جوية وقصفت 83 هدفا “ارهابيا” في سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية، في محافظات ادلب (شمال غرب) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق) ودمشق وحماة (وسط).

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء عن “مقتل 13 شخصا الثلاثاء جراء ضربات روسية استهدفت مشفى ميدانيا في بلدة سرمين” في ادلب، مضيفا ان بين القتلى “معالجا فيزيائيا وحارسا وعنصرا من الدفاع المدني”.

واكد احد العاملين في الجمعية الطبية الاميركية السورية التي تتولى ادارة هذا المرفق لوكالة فرانس مقتل اثنين من طاقم المشفى هما “معالج فيزيائي وممرض” من دون ان ان يحدد اذا كانت الطائرات روسية.

وضربت موسكو اكثر من 500 هدف “ارهابي” منذ بدء حملتها في سوريا. واحصى المرصد مقتل 370 شخصا على الاقل في الضربات الجوية الروسية في سوريا منذ بدئها حتى ظهر امس.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من جهته الاربعاء “ارغب في ان اعتقد ان الرئيس بوتين اقنع بشار الاسد بان يبدا باسرع ما يمكن عملية انتقال سياسي والتخلي عن منصبه باسرع ما يمكن”.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب بمقتل اكثر من 250 الف شخص، ونزوح اكثر من نصف السكان داخل سوريا وتهجير اكثر من اربعة ملايين خارجها. وتقدر الامم المتحدة ان اكثر من 12 مليون شخص في سوريا بحاجة ماسة الى المساعدات الانسانية.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية