The Swiss voice in the world since 1935

ترامب يفاقم تقويض “القوة الناعمة” الأميركية بقراره منع جامعة هارفرد من تسجيل طلاب أجانب

afp_tickers

يهدد قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بمنع تسجيل طلاب أجانب في جامعة هارفرد العريقة في الولايات المتحدة، بإلحاق المزيد من الضرر بـ”القوة الناعمة” الأميركية.

منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، انخرط الرئيس دونالد ترامب في معركة أيديولوجية ترمي إلى إنهاء عقود من البرامج التي تروج للتنوع في الولايات المتحدة وخارجها.

كما أمر باقتطاعات ضخمة للمساعدات الخارجية الأميركية مستهدفا الأبحاث الجامعية، ما أثار مخاوف بشأن هجرة العقول، وإغلاق عدد من وسائل الاعلام، مثل إذاعة “صوت أميركا” التي علقت بثها الآن.

ومطلع أيار/مايو، هدد ترامب بفرض ضريبة بنسبة 100% على الأفلام التي تُعرض في الولايات المتحدة ويتم تصويرها في الخارج، وهو قرار أدى إلى تبعات وخيمة، كما حدث مع فيلم “ميشن إمباسيبل – ذي فاينل ريكونينغ” Mission: Impossible – The Final Reckoning من بطولة توم كروز، وهو أبرز فيلم أميركي يُعرض في مهرجان كان وتم تصويره بشكل رئيسي في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا.

كما استهدف مؤسسة سميثسونيان الثقافية في واشنطن والتي اتهمها الرئيس الجمهوري باعتماد “أيديولوجيا مضرّة”، ومركز كينيدي الثقافي المرموق في العاصمة الفدرالية.

ومفهوم “القوة الناعمة” الذي وضعه في ثمانينات القرن الماضي عالم السياسة الأميركي الشهير جوزيف ناي الذي توفي مطلع أيار/مايو، يشير إلى دبلوماسية التأثير أو الجذب في مواجهة سياسة الضغط.

لكنّ منتقدي ترامب يرون أن هذه القرارات، بالإضافة إلى الحرب التجارية، تضر بصورة الولايات المتحدة في الخارج وبقدرتها على الجذب، حتى أنها تؤثر على قدوم السياح إلى الولايات المتحدة.

في معرض انتقادها للقرار الذي يستهدف جامعة هارفرد، رأت السيناتور الديموقراطية جين شاهين أن “الطلاب الأجانب يساهمون في اقتصادنا، ويدعمون الوظائف في الولايات المتحدة، ويشكلون أكثر أدواتنا فعالية في مجال الدبلوماسية والقوة الناعمة”.

وأضافت في بيان أن “هذا العمل المتهور يسبب ضررا دائما لنفوذنا العالمي”. 

وتخرج من جامعة هارفرد رئيس الوزراء الكندي الحالي مارك كارني والرئيس التايواني لاي تشينغ تي.

حصلت الجامعة الأميركية المرموقة على مهلة موقتة الجمعة، عندما علقت المحكمة تنفيذ القرار الذي أثار الذعر في العالم.

– عدد قياسي من الطلاب الأجانب –

تستقطب الجامعات الأميركية مئات الآلاف من الطلاب الأجانب سنويا، لا سيما من آسيا. 

في العام الدراسي 2024-2025، تسجل نحو 1,126,690 طالبا أجنبيا في الجامعات الأميركية، وهو عدد قياسي، بحسب بيانات معهد التعليم الدولي. 

وتأتي الهند في مقدم الدول ثم الصين وتليها كوريا الجنوبية، خصوصا في مجالات الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والهندسة.

وسرعان ما صدرت ردود فعل منتقدة للقرار، خصوصا في بكين، في ظل تنافس شرس بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في العالم.

وقالت وزارة الخارجية الصينية الجمعة “لطالما عارض الجانب الصيني تسييس التعاون التعليمي” معتبرة أن القرار “لن يؤدي إلا إلى الإضرار بصورة الولايات المتحدة ومكانتها الدولية”.

من جهتها، دعت السلطات في هونغ كونغ السبت الجامعات في المدينة الصينية إلى استقبال “عدد كبير من الطلاب من كل أرجاء العالم”. ووعدت باعتماد تدابير تسهيلية لتسجيلهم.

وتعتقد إدارة ترامب أن الجامعات الأميركية، بما فيها هارفرد، أصبحت حاضنة للأفكار اليسارية المتطرفة والتقدمية، مشيرة إلى وجود هدر كبير في برامج التنوع غير الضرورية.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس الخميس “لديك ابن رائع حقق نجاحا باهرا، ثم ترسله إلى هارفرد، ويعود الابن إلى المنزل… وهو بالتأكيد على استعداد لأن يكون ناشطا يساريا رائعا، لكنه قد لا يتمكن من الحصول على وظيفة”. 

في جلسة استماع في الكونغرس هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي تعرض لانتقادات بسبب خفض المساعدات الخارجية، إن الأمر لا يتعلق “بالقضاء على السياسة الخارجية الأميركية أو الانكماش نحو الداخل” بل بتحقيق أكبر مقدار من الفائدة للمساعدات تحت شعار “أميركا أولا”. 

لب/ريم/الح

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية