The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

تفريق متظاهرين احتشدوا أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم

متظاهرون سودانيون خارج مقر الجيش في الخرطوم بتاريخ 6 نيسان/أبريل 2019 afp_tickers

فرّقت شرطة مكافحة الشّغب السودانيّة السّبت بالغاز المسيّل للدّموع المتظاهرين الذين تجمّعوا أمام مقرّ القيادة العامّة للجيش في العاصمة الخرطوم للمرّة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الدامية العام الماضي.

وكان آلاف المتظاهرين السودانيّين قد خرجوا السّبت إلى شوارع الخرطوم، للمطالبة برحيل الرّئيس عمر البشير.

وخلال تظاهرات الأيّام السّابقة، حاول متظاهرون مرارًا السّير في اتّجاه مقار رسميّة، بينها القصر الرّئاسي. لكنّهم منِعوا في غالبيّة الأحيان من الوصول، إذ استخدمت قوّات الأمن الغاز المسيل للدّموع من أجل تفريقهم.

غير أنّ المتظاهرين تمكّنوا للمرّة الأولى السّبت من بلوغ المجمّع الذي يضمّ مقرّ الجيش ووزارة الدّفاع، بحسب ما أفاد شهود عيان. وقد استخدمت قوّات مكافحة الشّغب الغاز المسيل للدّموع، فيما ألقى بعض المتظاهرين حجارةً قبل أن يتفرّقوا، وفقًا لشهود.

وعلى وقع هتافات “جيش واحد، شعب واحد”، خرج المحتجّون في أنحاء شوارع العاصمة، استجابةً لدعوة منظّمي التظاهرات للتحرّك نحو مقرّ القيادة العامّة للجيش.

وهتف المتظاهرون شعارهم المعتاد “سلام، عدالة، حرّية” لدى سَيرهم في أنحاء الخرطوم ووصولهم إلى المجمّع، بحسب الشّهود. وأفاد شاهد بأنّهم “كانوا يدعون البشير للاستقالة”.

ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجيّة، تعرّضت قوّات الأمن وخصوصًا قوّات مكافحة الشغب، مرارًا للمتظاهرين من أجل ضبط تحرّكاتهم، من دون أيّ تدخّل من الجيش.

وقالت المتظاهرة غادة محمّد، التي هتفت شعاراتٍ مناهضة للحكومة أمام مقرّ قيادة الجيش “أشعر اليوم بأنّ الأبواب فتحت نحو مستقبل مشرق في بلادي”.

ورأى المتظاهر أمير عمر من جهته أنّ المحتجّين نجحوا في إيصال رسالتهم إلى الجيش. وقال لوكالة فرانس برس “لم نُحقّق هدفنا بعد، لكنّنا أوصلنا رسالتنا إلى الجيش ومفادها +انضمّ إلينا+”.

بدوره، قال المتظاهر الأربعيني آدم يعقوب لفرانس برس إنّ البشير “دمّر اقتصاد البلاد إلى درجة أنّ هناك أشخاصًا يموتون بسبب نقص الأدوية”.

وكان منظّمو التظاهرات بقيادة “تجمّع المهنيين السودانيين” أعلنوا في وقت سابق أنّ المحتجّين سيخرجون السّبت لمطالبة المؤسّسة العسكرية باتّخاذ موقف إمّا مع الشعب أو مع النظام السوداني.

– “لحظة تاريخية” –

وأفاد بيان للمنظّمين بأنّ “هذه لحظة تاريخيّة عظيمة، وندعوكم لمواصلة الاعتصام في شارع القيادة العامة”.

وأضاف “نُحيّي القوّات المسلّحة التي لم تتعرّض للمتظاهرين، ونأمل أن تنحاز لجانب الشعب اليوم”.

وفي مسيرة أُخرى خرجت في مدني (جنوب شرق الخرطوم)، وصل المتظاهرون كذلك إلى مبنى تابع للجيش في المدينة، بحسب ما قال شهود لفرانس برس عبر الهاتف.

كما خرجت مسيرات مناهضة للحكومة في أحياء أخرى من العاصمة وكذلك في مدينة أم درمان.

وقال دبلوماسي أوروبي فضّل عدم كشف اسمه إنّ “المشاركة اليوم (السبت)” في التظاهرات “كانت مؤثّرة جدّا”. وأضاف “هذا يُعزّز الضغط على البشير والنّظام، ويُظهر أنّ حركة الاحتجاج لا تفقد زخمها”.

ولاحقًا، أكّد النّاطق باسم الشرطة هاشم على عبد الرحيم أنّ الشّرطة تعاملت السبت “وفقًا للقانون، مع عدد من التجمّعات غير المشروعة في العاصمة وعددٍ من الولايات”.

و”سجّلت مضابط الشرطة بلاغًا بوفاة أحد المواطنين خلال أعمال شغب بشارع الأربعين بأم درمان، إلى جانب بلاغات أخرى بإصابة عدد من المواطنين ورجال الشّرطة”، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسميّة السودانيّة.

يشهد السودان حركة احتجاجيّة واسعة منذ 19 كانون الأوّل/ديسمبر، إذ يتّهم المتظاهرون حكومة البشير بسوء إدارة اقتصاد البلاد ما أدّى إلى ارتفاع أسعار الغذاء في ظلّ نقص في الوقود والعملات الأجنبيّة.

وقد تجسّد الغضب الشعبي من تردّي الأوضاع الاقتصاديّة، في الشّارع، عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.

وسرعان ما تصاعدت وتيرة التحرّك ليتحوّل إلى مسيرات في أنحاء البلاد ضدّ حكم البشير الذي يدعوه المتظاهرون إلى الاستقالة.

في 22 شباط/فبراير، فرض البشير حال الطوارئ في أنحاء البلاد لمواجهة الاحتجاجات، بعدما فشلت حملة أمنيّة نفّذتها السُلطات في ثني المتظاهرين عن الخروج إلى الشوارع.

ومنذ دخول حال الطوارئ حيّز التنفيذ، اقتصرت التظاهرات بمعظمها على العاصمة ومدينة أمّ درمان، لكنّ المنظّمين دعوا إلى مسيرات واسعة وإلى التحرّك نحو مقرّ الجيش السّبت.

– إجراءات أمنية مشددة –

اختار منظّمو التظاهرات تاريخ السّادس من نيسان/أبريل من أجل الدّعوة إلى الاحتجاجات وإحياء ذكرى انتفاضة عام 1985 التي أطاحت نظام الرئيس آنذاك جعفر النميري.

وقبل انطلاق المسيرات، انتشر عناصر الأمن بشكلٍ كثيف في ساحات الخرطوم الرئيسيّة وفي أمّ درمان، على الضفة المقابلة من نهر النيل.

وقال شاهد عيان لفرانس برس طالبًا عدم كشف اسمه “كان هناك انتشار أمني كثيف في المكان حيث كان المتظاهرون سيتجمعون من أجل المسيرة، لكنّهم خرجوا رغم ذلك وهم يهتفون بشعارات مناهضة للحكومة”.

وأفاد شهود بأنّ عناصر أمن منعوا حتّى المارّة من الوصول إلى المناطق الواقعة في وسط الخرطوم وأمروا بإغلاق المتاجر والأسواق.

وقال أحد الشهود “اعتقل عناصر الأمن فورًا الأشخاص الذين كانوا يسيرون ضمن مجموعات، أو طلبوا منهم العودة إلى منازلهم”.

ووزّع ناشطون خلال الأيّام الأخيرة منشورات تحضّ على المشاركة في مسيرة السبت، وفق ما ذكر عدد من السكّان.

وقاد الحركة الاحتجاجّية الحاليّة في البداية “تجمّع المهنيّين السودانيّين”، لكنّ أحزابًا سياسيّة عدّة بينها حزب الأمّة المعارض الأبرز، رمت بثقلها لاحقا.

ويشير محلّلون إلى أنّ الحركة تحوّلت إلى أكبر تهديد يُواجه البشير.

لكنّ الرئيس بقي مصرًّا على أنّ التغيير لن يتمّ إلا عبر صناديق الاقتراع، ففرض حال الطوارئ وغيرها من الإجراءات الصارمة التي اعتقل على أثرها كثير من المتظاهرين وقادة معارضين وناشطين وصحافيين.

ويقول مسؤولون إنّ 31 شخصًا قُتلوا في أعمال عنف على صلة بالتظاهرات حتّى الآن، بينما تُقدّر منظّمة “هيومن رايتس ووتش” عدد القتلى بـ51 بينهم أطفال وموظفون في قطاع الصحة.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية