
حكم في ألمانيا بسجن عنصر سابق في جهاز شتازي اتُّهم بقتل بولندي قبل 50 عاما

صدر حكم تاريخي الاثنين بسجن عنصر سابق في وزارة أمن الدولة في ألمانيا الشرقية (شتازي) عشر سنوات لإدانته بقتل بولندي أثناء محاولته الفرار باتّجاه برلين الغربية قبل خمسين عاما.
ويعد الحكم الصادر بعد 35 عاما على سقوط جدار برلين أول إدانة بالقتل لعنصر سابق في شتازي على خلفية عملية قتل ارتكبها أثناء أداء مهامه.
ودانت المحكمة في برلين العنصر السابق في شتازي مارتن ناومان (80 عاما) بقتل البولندي تشيسلاو كوكوجكا بإطلاق النار عليه أثناء محاولة الأخير الفرار عبر نقطة فردريشتراسيه الحدودية عام 1974.
وأفاد القاضي بيرند ميشايكا بأن المحكمة لا يساورها الشك بأن ناومان ارتكب عملية القتل “التي نُفّذت من دون رحمة” بأوامر شتازي، مضيفا أنه لم يعد من الممكن محاكمة الأشخاص الذين أصدروا الأوامر.
وقبل صدور الحكم، قالت المسؤولة عن أرشيف شتازي في برلين دانيالا موينكل لفرانس برس إن إدانة ناومان ستحمل “أهمية رمزية كبيرة” في إطار جهود ألمانيا للتكفير عما ارتُكب في عهد الدكتاتورية الشيوعية.
وشهدت ثلاث تلميذات من ألمانية الغربية كنّ عائدات من رحلة مدرسية على عملية القتل عند المعبر.
وتم استدعاؤهن الآن للإدلاء بشهادتهن أثناء محاكمة ناومان في برلين.
وطالب المدعون بسجنه 12 عاما، واصفين إطلاق النار بأنه “عملية قتل غادرة”.
ونفى ناومان التهم من خلال فريق الدفاع عنه لكنه رفض التحدّث أمام المحكمة.
وأشار الدفاع إلى عدم وجود دليل على أن ناومان كان مطلق النار أو أن مقتل البولندي كان جريمة قتل بدلا من قتل غير متعمّد، وهي جريمة تسقط بالتقادم.
قُتل 140 شخصا على الأقل أثناء محاولتهم عبور جدار برلين بين العامين 1961 و1989، فيما قضى المئات غيرهم وهم يحاولون الفرار من ألمانيا الشرقية بطرق أخرى.
– تهديد بقنبلة –
توجّه كوكوجكا يوم مقتله إلى السفارة البولندية في برلين الشرقية وهدد بتفجير قنبلة زائفة ما لم يُسمح له بالعبور إلى الشطر الغربي، بحسب أبحاث تاريخية أجريت حديثا.
ويُعتقد بأن موظفي السفارة وافقوا على طلب كوكوجكا بينما أبلغوا سلطات ألمانيا الشرقية بالتهديد.
وأعطى مسؤولو شتازي كوكوجكا تأشيرة خروج واقتادوه إلى نقطة العبور حيث كان ناومان متخفيا بانتظاره، وفق الادعاء.
وتشير وثائق أرشيفية إلى أن عناصر الشرطة السرية كانوا قد تلقوا أوامر بجعل كوكوجكا “غير مؤذ”، وهو تعبير مستخدم في وثائق شتازي لدى القضاء على المعارضين السياسيين.
ولم تفض التحقيقات بشأن مقتل كوكوجكا في تسعينات القرن الماضي إلى أي نتيجة تذكر، لكن تسلطت الأضواء على القضية مجددا بعدما أصدرت بولندا مذكرة أوروبية لتوقيف ناومان عام 2021.
وُجّهت له تهمة القتل بعد ذلك في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي.
ويعكس تأخّر الإجراءات القانونية حجم التحديات التي واجهتها ألمانيا في تحقيق العدالة لضحايا الحكومة الشيوعية إذ تعرقلت العديد من القضايا بسبب نقص الأدلة.
وخلال تسعينات القرن الماضي، وُجّهت اتهامات لـ251 شخصا بجرائم ارتُكبت باسم شتازي، وفق سجلات حكومية رسمية.
لكن ثلثي الإجراءات الجنائية انتهت إما بتبرئة أو من دون صدور حكم وأدين 87 متهما فحسب، صدرت أحكام خفيفة بحق معظمهم.
بور-فيك/لين/كام