The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

دقلو يأسف لـ”الكارثة” في الفاشر ويتعهد توحيد السودان “سلما أو حربا”

afp_tickers

أعرب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الأربعاء عن أسفه لـ”الكارثة” التي تعرض لها سكان مدينة الفاشر، متعهدا توحيد السودان “سلما أو حربا”، بعد سيطرة قواته على آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور بغرب البلاد.

وأتى خطاب دقلو المعروف بحميدتي، والذي تحدث فيه عن “لجان محاسبة”، في ظل تقارير عن انتهاكات واسعة ومقتل المئات من المدنيين في المدينة التي سيطرت عليها قواته الأحد بعد حصار دامٍ استمر أكثر من 18 شهرا.

وقال دقلو في في كلمة مصورة وزعتها قناته الرسمية على تطبيق تلغرام الأربعاء، إنّ “تحرير الفاشر تحوّل لصالح وحدة السودان، ونحن نقول وحدة السودان سلما أو حربا”.

وأضاف “نتأسف لأهل الفاشر بسبب الكارثة التي حصلت لهم، لكننا كنا مجبرين، والحرب فرضت علينا”. وتابع “نحن ناس سلام”، متوجها الى عناصره بالقول “ممنوع قتل الأسير العسكري. أما المدني، فلا علاقة لكم به”.

وأشار إلى أن “لجان المحاسبة وصلت الى الفاشر ونحن مع القانون ومحاسبة من أخطأ”، من دون مزيد من التفاصيل.

يأتي ذلك في يوم تحدثت منظمة الصحة العالمية عن تقارير بشأن مقتل أكثر من 460 شخصا في مستشفى في الفاشر، بينما تتواصل “المجازر” وفقا لصور الأقمار الاصطناعية التي حلّلها مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لجامعة ييل.

وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن المنظمة “مستاءة ومصدومة بشدة لمعلومات تحدثت عن مقتل أكثر من 460 مريضا وأشخاص يرافقونهم في المستشفى السعودي للتوليد في الفاشر بالسودان، إثر الهجمات الأخيرة وخطف عاملين في مجال الصحة”.

وكانت تنسيقية لجان المقاومة المحلية اتهمت الثلاثاء قوات الدعم بقتل مصابين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى.

وأعرب الصليب الأحمر الدولي عن “صدمة شديدة جراء التقارير المتزايدة في وسائل الإعلام ومن المصادر العامة والشهادات المباشرة، عن الفظائع المروّعة والمعاناة الكبيرة” التي يعيشها سكان الفاشر.

واندلعت الحرب في منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق دقلو، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وفرار الملايين، وأزمة انسانية تعتبر من الأسوأ في العالم.

وقسمت الحرب البلاد مناطق نفوذ بين الطرفين. وبعد السيطرة على الفاشر، باتت قوات الدعم السريع تستحوذ على غرب البلاد وأجزاء من الجنوب، بينما يمسك الجيش بالشمال والشرق والوسط.

وأثارت سيطرة قوات الدعم على الفاشر مخاوف الخبراء من تقسيم جديد للسودان وتكرار المجازر التي شهدها إقليم دارفور في مطلع القرن الحالي.

وتتركّز المعارك في إقليم كردفان (جنوب) الغني بالنفط والمجاور لدارفور.

والثلاثاء، أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، مقتل خمسة متطوعين في الهلال الأحمر السوداني في بارا بولاية شمال كردفان.

– استهداف المساجد –

وتزداد المخاوف على المدنيين بعد اتهامات بحصول انتهاكات واسعة في الفاشر عقب سيطرة الدعم السريع عليها. 

واتهمت الحكومة الموالية للجيش قوات الدعم السريع باستهداف المساجد والهلال الأحمر في الفاشر.

وقالت مفوضة العون الإنساني في الحكومة منى الدائم “خلال اجتياح الميليشيا قتل أكثر من 2000 من المدنيين”، مضيفة أنّ عناصرها “استهدفوا المساجد والمتطوّعين في التكايا وجمعية الهلال الأحمر السوداني”. 

وأضافت خلال مؤتمر صحافي في مدينة بورتسودان (شرق)، المقر الحالي للحكومة، “تمّ استغلال معبر ادري (على الحدود بين السودان وتشاد) لإدخال الأسلحة والمعدّات إلى الميليشيا”.

من جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن مسؤولَيه الرئيسيين في السودان تلقيا أمرا من وزارة الخارجية بمغادرة البلاد في غضون 72 ساعة، من دون إعطاء أي تفسير.

وأفاد المصدر نفسه بأن برنامج الأغذية العالمي ومسؤولين كبارا في الامم المتحدة تواصلوا مع السلطات السودانية للاحتجاج على هذا القرار.

– “استمرار المجازر” – 

وأكد تقرير لمختبر الأبحاث الإنسانية (هيومانيتاريان ريسيرتش لاب) في جامعة ييل، مدعوم بمقاطع فيديو وصور بالأقمار الاصطناعية، “الأدلّة على استمرار المجازر خلال الساعات الـ48 التي أعقبت سيطرة قوات الدعم السريع” على الفاشر. 

وشملت الانتهاكات عمليات إعدام بالقرب من مستشفيين من بينهما المستشفى السعودي، و”مسارا منهجيا من التطهير العرقي”.

ولا تزال الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية مقطوعة، باستثناء لدى قوات الدعم التي تسيطر على شبكة ستارلينك. كذلك، لا يزال الوصول إلى الفاشر محظورا رغم الدعوات إلى فتح الممرات الإنسانية. وبالتالي، بات من الصعب جدا التواصل مع مصادر محلية مستقلة.

ومنذ الأحد، نزح أكثر من 36 ألف شخص جراء أعمال العنف في الفاشر، غالبيتهم باتجاه ضواحيها وإلى مدينة طويلة الواقعة على بعد 70 كيلومترا إلى الغرب والتي تعد أكبر منطقة استقبال في البلاد، وفقا للأمم المتحدة، إذ تضم أكثر من 650 ألف نازح.

وأظهرت صور نادرة التقطتها فرانس برس في طويلة، نازحين يحملون أمتعتهم على ظهورهم ورؤوسهم. وكان بعضهم ينصبون خيما، فيما بدا آخرون مصابين.

– طريق مسدود –

وتضاعفت الاتهامات بارتكاب مقاتلي قوات الدعم السريع انتهاكات. وترافق ذلك مع تدفّق مقاطع فيديو تحوي مشاهد عنف على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحذّرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من أن الفاشر في “وضع حرج للغاية”، مع تزايد خطر “الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع الإتنية”.

وندد الاتحاد الأوروبي الأربعاء بـ”وحشية” قوات الدعم السريع و”الاستهداف الإتني” للمدنيين.

على المستوى الدبلوماسي، وصلت مفاوضات “الرباعية” بشأن السودان، التي تضمّ مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة إلى طريق مسدود، وفق مصدر مطلع على المحادثات. 

وقال إنّ مقترحات الهدنة تصطدم بـ”عرقلة مستمرة” من جانب السلطات بقيادة البرهان، والتي رفضت في أيلول/سبتمبر مقترحا يتضمّن استبعاده واستبعاد قوات الدعم السريع من عملية الانتقال السياسي بعد إنهاء النزاع.

اب-ندى/ناش/كام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية