The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

إسرائيل تهاجم قادة حماس في قطر وترامب يقول إنه مستاء جدا

reuters_tickers

من آندرو ميلز وجنى شقير وأحمد الإمام

الدوحة/دبي/واشنطن (رويترز) – حاولت إسرائيل اغتيال القادة السياسيين لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غارة جوية على قطر يوم الثلاثاء، موسعة بذلك نطاق عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط في هجوم وصفته واشنطن بأنه أحادي الجانب لا يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الغارة إنه “مستاء جدا من الأمر برمته” وإنه سيدلي بإفادة كاملة عن المسألة يوم الأربعاء.

وأضاف ترامب في التصريحات التي أدلى بها لدى وصوله إلى أحد المطاعم في واشنطن “لست سعيدا بذلك. إنه ليس وضعا جيدا ولكنني سأقول هذا: نريد استعادة الرهائن، ولكننا لسنا سعداء بالطريقة التي سارت بها الأمور اليوم”.

ودافعت إسرائيل عن الهجوم قائلة إنه “مبرر تماما”، لكن قطر قالت إنه “كان عملية غادرة مئة بالمائة” ويمثل “إرهاب دولة”. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الغارة تهدد بتقويض جهود السلام التي تقوم فيها الدوحة بدور الوسيط بين حماس وإسرائيل.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن ضرب حماس هدف جدير بالاهتمام لكنه يشعر بالأسف لأن الهجوم وقع في الدولة العربية الخليجية، التي تعد حليفا رئيسيا لواشنطن من خارج حلف شمال الأطلسي والتي تتخذها حركة حماس قاعدة سياسية لها منذ فترة طويلة.

وقوبل الهجوم بتنديد من السعودية ومصر والإمارات والاتحاد الأوروبي، ويهدد بتقويض المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار في غزة ومساعي ترامب للتوصل إلى نهاية عبر التفاوض للصراع المستمر منذ نحو عامين بين إسرائيل وحماس.

وقال دبلوماسيون إن الجزائر طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء.

وقطر شريك أمني مهم للولايات المتحدة إذ تستضيف قاعدة العديد الجوية، أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وتلعب دور الوسيط إلى جانب مصر في محادثات وقف إطلاق النار في غزة، والذي أصبح بعيد المنال بشكل متزايد.

وقالت حماس إن خمسة من أعضائها قتلوا في الهجوم، من بينهم نجل رئيس الحركة في غزة وكبير مفاوضيها خليل الحية. وأضافت حماس أن إسرائيل فشلت في ما وصفته الحركة بمحاولة اغتيال فريق مفاوضات وقف إطلاق النار التابع لها.

وذكر ترامب في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أن إدارته تلقت تحذيرا من الجيش الأمريكي قبيل وقوع الهجوم مباشرة، لكنه لم يذكر ما إذا كانت إسرائيل هي التي أبلغت الجيش أم لا.

وكتب ترامب “القصف الأحادي داخل قطر لا يخدم أهداف إسرائيل وأمريكا؛ فقطر دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة وتعمل جاهدة في المخاطرة بشجاعة معنا للتوسط من أجل السلام.. ومع ذلك، فإن القضاء على حماس، التي استفادت من بؤس سكان غزة، هدف جدير بالاهتمام”.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي لقناة الجزيرة إن قيادات الحركة نجت من الهجوم الإسرائيلي. وجاءت الغارة الجوية في أعقاب صدور أمر بإخلاء مدينة غزة، التي كان عدد سكانها يوما حوالي مليون نسمة، وحيث تشن إسرائيل هجوما في محاولة لتدمير ما تبقى من الحركة.

وقال ترامب إنه وجه مبعوثه ستيف ويتكوف لتحذير قطر من أن الهجوم قادم، لكن الدوحة ناقضت ذلك، قائلة إن ما يجري تداوله من تصريحات حول إبلاغها بالهجوم الإسرائيلي مسبقا “عارية عن الصحة”، وإن الاتصال الهاتفي من مسؤول أمريكي جاء بينما كان دوي الانفجارات يُسمع بالفعل في العاصمة القطرية.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد “دولة قطر تحتفظ بحق الرد على الهجوم الإسرائيلي السافر وستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للرد عليه”. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن أحد أفراد قوات الأمن القطرية قتل وأصيب آخرون في الهجوم الإسرائيلي.

وأكد ترامب في مكالمة هاتفية مع أمير قطر بعد الهجوم أن “مثل هذا الأمر لن يتكرر على أراضيهم”. وتحدث ترامب أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأبلغ مسؤولون إسرائيليون رويترز بأن الضربة كانت تستهدف كبار قياديي حماس، ومن بينهم الحية. وقال مصدر مطلع لرويترز إن إسرائيل لا تزال تجمع معلومات عن الغارة ولم تحدد بعد ما إن كانت أسفرت عن مقتل أي من قادة أو مسؤولي حماس.

وقال مسؤولان أمريكيان، تحدثا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، إن إسرائيل أبلغت الجيش الأمريكي قبل وقت قصير من الضربة لكن لم يكن هناك تنسيق مع واشنطن أو موافقة منها.

وكان ترامب قد قام بزيارة رفيعة المستوى إلى قطر في مايو أيار وأقام في فندق يبعد حوالي كيلومترين عن موقع هجوم يوم الثلاثاء.

* الغارة أعقبت هجوما في القدس

وقعت الغارة بعد وقت قصير من إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن إطلاق نار أسفر عن مقتل ستة أشخاص عند محطة للحافلات على مشارف القدس يوم الاثنين.

وقال نتنياهو إن الهجوم “مبرر تماما” وجاء بعد هجوم القدس وفقدان أربعة جنود إسرائيليين في غزة.

وأضاف في كلمة بثها التلفزيون “ولت أيام الحصانة التي كان يتمتع بها قادة الإرهاب بأي شكل من الأشكال… لن أسمح بوجود مثل هذا النوع من الحصانة”.

وأثارت العملية الإسرائيلية ردود فعل سلبية حادة من أنحاء العالم.

فقد وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها انتهاك للقانون الدولي وسلامة الأراضي القطرية، بينما وصفت الإمارات، التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم عام 2020، الهجوم على الدوحة بأنه “سافر وجبان”.

ونددت السعودية اليوم أيضا بما سمته “الاعتداء الإسرائيلي الغاشم” على سيادة قطر. وقالت مصر إن الهجوم يمثل “تطورا بالغ الخطورة لا يمكن قبوله تحت أي ذريعة”.

وعبر البابا ليو بابا الفاتيكان عن قلق شديد على غير العادة من عواقب الغارة الإسرائيلية على قطر.

وقال “الوضع برمته خطير للغاية”.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالهجوم، وقال إن قطر تلعب دورا إيجابيا للغاية في السعي لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وقتلت إسرائيل عددا من كبار قادة حماس منذ أن هاجمت الحركة الفلسطينية المسلحة إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

كما قصفت إسرائيل لبنان وسوريا وإيران واليمن في سياق الصراع في غزة.

* مدينة غزة تتأهب لهجوم جديد

انهالت منشورات إسرائيلية على الفلسطينيين، الذين يعيشون وسط أنقاض مدينة غزة، يوم الثلاثاء الثلاثاء تأمرهم بإخلاء المدينة قبل أن تدمر إسرائيل المنطقة خلال هجومها للقضاء على حماس، مما تسبب في حالة من الذعر والارتباك.

وتريد إسرائيل نزع السلاح بالكامل من قطاع غزة، الذي كان يقطنه 2.2 مليون فلسطيني قبل الحرب. وحذرت دول عديدة من أنحاء العالم من أن الخطة الإسرائيلية ستؤدي إلى كارثة للفلسطينيين.

وأثارت الخطة أيضا القلق داخل إسرائيل، حيث اهتز الدعم الشعبي للحرب. وذكر مسؤولون إسرائيليون أن القيادة العسكرية الإسرائيلية حذرت نتنياهو من توسيع نطاق الحرب.

وتخشى عائلات الرهائن الإسرائيليين من أن يؤدي الهجوم إلى تعريض هؤلاء المحتجزين للخطر. ويقول نتنياهو إنه بالتحرك للقضاء على حماس فإنه يتصرف بدافع من مصلحة إسرائيل من أجل حمايتها من أي هجمات أخرى.

وتواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية، منها اتهام هذا الشهر من قبل أكبر مجموعة من خبراء الإبادة الجماعية في العالم، بسبب حملتها المستمرة منذ ما يقرب من عامين في القطاع الفلسطيني والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 64 ألف شخص، وفقا للسلطات المحلية.

(شارك في التغطية أليكس كورنويل وستيفن شير ومعيان لوبيل من القدس وفيل ستيوارت وإدريس علي من واشنطن – إعداد دعاء محمد للنشرة العربية)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية