عبور المانش استؤنف الإثنين من دون معوقات بعد نهاية أسبوع هادئة

تشهد بريطانيا الإثنين تدفّقا للشاحنات الوافدة إلى البلاد والمغادرة منها عبر نفق المانش من دون معوقات كبرى، في اختبار أول لتداعيات خروج المملكة المتحدة من السوق الأوروبية المشتركة بعد نهاية أسبوع طويلة وهادئة.
وسيكشف الأسبوع الحالي مدى فاعلية استعدادات حكومة بوريس جونسون الذي تخطو بلاده خطواتها الأولى خارج التكتل الأوروبي الذي انضوت فيه لنحو نصف قرن.
والإثنين لم تسجّل أي اضطرابات كبرى على جانبي المانش، أو في الموانئ ومحطات “يوروتانل” (نفق المانش)، خصوصا في محطة العبارات في ميناء دوفر في جنوب شرق إنكلترا، والتي سجّلت في العام 2019 عبور 2,4 مليون شاحنة كبيرة.
وقال متحدّث باسم الميناء أن “حركة العبور بقيت سلسة في الميناء منذ بدء المرحلة الانتقالية في 31 كانون الثاني/يناير” الماضي.
لكن حركة العبور شهدت تراجعا كبيرا في الأيام الأخيرة: وقد عبرت 2237 شاحنة في 31 كانون الأول/ديسمبر، مقابل 673 في اليوم التالي و914 الأحد.
وصرّح المتحدّث باسم شركة “دي.اف.دي.اس” للعبارات كريس باركر لشبكة “بي.بي.سي” البريطانية أن “بداية العام دائما ما تكون هادئة”، منوّها إلى أن زبائن الشركة تمكّنوا إلى حد الآن من “تدبّر أمورهم” في ما يتعلّق بالمعاملات.
وسيكون نجاح مرحلة ما بعد بريكست أساسيا لجونسون الذي يجد نفسه أمام ملفات أخرى ملحة إذ تعاني المملكة المتحدة فيروس كورونا المستجد بقوة مع أكثر من 75 ألف حالة وفاة وهي من أسوأ الحصائل في أوروبا مع ما يرافق ذلك من أزمة اقتصادية.
والإثنين أعلنت رئاسة الحكومة أن جونسون سيلقي مساء كلمة متلفزة يعلن فيها فرض قيود جديدة في إنكلترا لاحتواء التفشي المتسارع للجائحة.
ويهدد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وحدة البلاد إذ تضغط رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجون على الحكومة البريطانية لتمنحها حق إجراء استفتاء حول استقلال بلادها. وفي حال فوز داعمي الاستقلال، وعدت ستورجون بانضمام اسكتلندا التي صوتت بنسبة 62 % ضد بريكست، إلى الاتحاد الأوروبي.
وكانت المملكة المتحدة باشرت حياتها خارج الاتحاد الأوروبي بعد زواج دام قرابة النصف قرن، نهاية الأسبوع الماضي من دون عوائق.
لكن الجنيه الاسترليني فقد الإثنين قرابة الساعة 14,05 ت غ 1,04 بالمئة من قيمته مقابل اليورو مسجّلا 90,22 بنسا لليورو، كما تراجع بنسبة 0,32 بالمئة مقابل الدولار مسجّلا 1,3628 دولار للجنيه.
ويسمح اتفاق تجاري ابرم عشية عيد الميلاد بين لندن والاتحاد الأوروبي بتجنب فرض رسوم جمركية ونظام حصص. وكان الفشل في التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة ليتسبب بفوضى عند الحدود.
إلا أن عودة المعاملات الجمركية التي زالت لعقود قد تؤدي إلى اضطرابات اعتبارا من الاثنين مع معاودة النشاط الكامل.
فللسماح لها بالتنقل على طرقات محافظة كنت، ينبغي على الشاحنات الأوروبية أن تحصل على إذن يوفر إلكترونيا يثبت أنها استكملت مسبقا المعاملات الضرورية. ويواجه المخالفون غرامة قدرها 300 جنيه استرليني (334 يورو).
وتخشى الحكومة أن يتوجه سائقو الشاحنات إلى دوفر من دون هذا الأذن ما قد يؤدي إلى تأخر واختناقات في هذا المرفأ ومحيطه.
وترى الحكومة أن غالبية الشركات الكبيرة باتت جاهزة لاحترام القواعد الجديدة إلا أن نصف الشركات الصغيرة والمتوسطة قد لا تكون اتخذت الإجراءات الضرورية للتصدير إلى أوروبا.
ولتجنب الاختناقات، أقامت الحكومة مواقف شاحنات شاسعة واعتمدت أذونات لدخول منطقة كنت.
وكان السائق الروماني الكسندرو راريتشي وصل صباح الجمعة إلى بريطانيا وكانت رحلته “طبيعية بالكامل” على ما قال لوكالة فرانس برس فيما أقر بانه لم يسمع من قبل عن ترخيص للتنقل داخل كنت.
– فحص إلزامي –
وتضاف المعاملات الجديدة عند الحدود إلى لزوم خضوع سائقي الشاحنات لفحص كوفيد-19 قبل 72 ساعة على الأقل من عبورهم بحر المانش على أن تكون نتيجته سلبية، في إجراء فرضته فرنسا لتجنب دخول مصابين إلى أراضيها.
وأعلنت وزارة النقل البريطانية السبت إقامة 20 موقعا لإجراء فحوص في البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع على أن تليها أخرى إضافية خلال الأسبوع الراهن.
وأوضح وزير النقل غرانت شابس “هذه المراكز الجديدة في محطات الوقود والشركات ستساعد في تقليص التأخر”.
والهدف من ذلك تجنب المشاهد الفوضوية التي سجلت مع اقتراب عيد الميلاد عندما علقت آلاف الشاحنات في بريطانيا بعد إقفال فرنسا للحدود بسبب الارتفاع الكبير في الإصابات جراء فيروس كورونا المتحور.
وتمكنت الشاحنات من معاودة طريقها بعد خضوع السائقين لفحوص بمشاركة نحو ألف عسكري.
وخلافا للاتحاد الأوروبي قررت الحكومة البريطانية فرض عمليات تدقيق جمركية عند الحدود تدريجا. وهي لن تشمل البضائع كلها إلا اعتبارا من تموز/يوليو.