مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عودة عدد قياسي من المهاجرين الأفغان من إيران في 2018

صورة التقطت بتاريخ 3 كانون الثاني/يناير 2019 تظهر المهاجرين الأفغان العائدين من إيران لدى جلوسهم تحت لافتة لمنظمة الهجرة الدولية في هرات afp_tickers

عاد عدد قياسي من الأفغان الذين هاجروا إلى إيران لأسباب اقتصادية (نحو 800 ألف) إلى بلدهم في 2018 إثر إعادة واشنطن فرض العقوبات على طهران ما تسبب بتدهور العملة الإيرانية وارتفاع معدل التضخم.

وأكد رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في أفغانستان لورانس هارت أن عدد العائدين طوعا والمرحّلين بلغ 773125، أي بزيادة نسبتها 66 بالمئة عن العام 2017 فيما يتوقع أن يتواصل هذا الاتجاه.

وقال هارت لوكالة فرانس برس إن “السبب الذي يدفع الناس للعودة هو ضعف الفرص الاقتصادية في المنطقة (…) بما في ذلك في إيران”.

ويعتبر العدد للعام 2018 الأعلى منذ بدأت منظمة الهجرة الدولية تسجيل العائدين إلى أفغانستان في 2012.

وفي المقابل، عاد أقل من 33 ألف أفغاني من باكستان، حيث عاش كثيرون منذ فرارهم من الاجتياح السوفياتي في 1979.

ويدفع الأفغان ما بين 300 و500 دولار عن الشخص الواحد للمهربين لعبور الحدود نحو إيران بحثا عن العمل لدعم عائلاتهم.

ويعيش ما يقارب 1,5 مليون إلى مليوني أفغاني “غير مسجلين” في إيران، بحسب أرقام صدرت في أيلول/سبتمبر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نقلا عن تقديرات حكومية. وهناك مليون آخرون سجّلوا كلاجئين.

والكثير من أفراد عائلات المهاجرين هم مزارعون عايشوا موجة الجفاف في أفغانستان التي فاقمت المأساة الناجمة عن 17 سنة من النزاعات، ما زاد من اعتمادهم على التحويلات التي يرسلها إليهم أهاليهم في الخارج.

وقال محمد سروار (39 عاما) الذي عمل في إيران لأربعة أشهر قبل أن تعتقله الشرطة وترحله “لم تكن هناك وظائف في أفغانستان ولذا اضطررت للسفر إلى إيران للعثور على فرصة عمل”.

وقال في مركز مكتظ تابع لمنظمة الهجرة الدولية في غرب مدينة هرات الأفغانية، على بعد نحو 140 كلم عن الحدود، “إذا كان بإمكاني جني بعض الأموال هنا، فلن أعود إلى إيران”.

وأما عبد الحكيم (28 عاما)، الذي كان عثر للتو على وظيفة في إيران بعد شهر من البحث عندما تم اعتقاله وطرده، فيواجه مستقبلا ضبابيا في وقت يحاول إيجاد وسيلة لإعالة زوجته وأطفاله الثلاثة.

وقال عبد الحكيم المتحدر من ولاية بادغيس في شمال غرب البلاد والتي عانت من الجفاف إن “الوضع سيء للغاية في أفغانستان”.

وطلب نحو نصف العائدين وعددهم 358065 العودة طوعا إلى أفغانستان بعدما تراجعت مداخيلهم ولم يعودوا يعثرون على وظائف.

وفقد الريال نحو نصف قيمته مقابل الدولار العام الماضي بعدما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم مع الجمهورية الإسلامية في 2015.

وأعادت واشنطن بذلك فرض عقوبات قاسية على طهران، ما تسبب بتفاقم مشكلات إيران الاقتصادية.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية