مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فوز سياسي للبحرين وربح اقتصادي لقطر

قرار محكمة العدل الدولية وضع حدا للنزاع بين قطر والبحرين swissinfo.ch

غير بعيد عن تخمينات المراقبين التي سبقت نطق القاضي الفرنسي، رئيس محكمة العدل الدولية بلاهاي، توصل القضاة الدوليون الى صيغة لا تغضب قطر ولا البحرين ولكنها ايضا لا ترضي مطالبهما كاملة.

فبالشكل الذي ظهر عليه الحكم تكون قاعدة قد تكرست جزئيا، فيما يخص جزيرة حوار للبحرين و منطقة الزبارة لقطر. في حين خضع تقييم الحكم في نقاط الخلاف الثلاث المتبقية الى قراءات سياسية واخرى اقتصادية.

وعلى الرغم من ان المشهور عن النزاع القطري البحريني المزمن هو تسميته بنزاع حوار، الا ان الامر اكثر تعقيدا مما يروج في وسائل الاعلام.

فعلاوة على الزبارة التي تمارس عليها قطر سيادتها وحوار الخاضعة للسيادة القطرية، يشمل ملف الخلاف فشت الديبل و منطقة جرادة وايضا جنان، التي تعتبرها البحرين تابعة لارخبيل (حوار)،ثم الترسيم الحدودي البحري الذي يعلق عليه البلدان اهمية قصوى.

وبدون الدخول في منطق الحكم و حيثياته الفنية المعقدة، يعتقد المراقبون ان الحكم للبحرين بجزيرة حوار الكبرى يعطيها مكسبا سياسيا واعلاميا و ايضا جغرافيا، اذا اعتبرنا ان هذه الجزيرة ذات الخمسة والاربعين كيلومتر مربع تشكل ثلث مساحة البحرين.

لكن الخبراء يعتقدون ان الحكم لقطر ب(فشت الديبل)، يعتبر مكسبا اقتصاديا في غاية الاهمية، بالنظر الى انه يشرف على ثاني اكبر حقول الغاز في العالم، مما سيضاعف من الثروة القطرية ويمكنها من الاستغلال الفردي للمنطقة التي كانت البحرين تعلق عليها امالا في رفاهتها الاقتصادية.

وبهذه القسمة، اصبح يمكن للبحرين ان تحتفل بالحاضر، ولقطر ان تنظر للمستقبل باكثر تفاؤل،ا وهي التي استثمرت قرابة الخمسة عشر مليار دولار في منطقة الشمال حيث فشت الديبل، وظلت تضع يدها على قلبها خشية ان تجد نفسها مضطرة لتقاسم الثروة هناك.

وجدير بالذكر ان الدوحة كانت لجات الى انزال عسكري في سنة الف وتسع مائة وستة وثمانين أزالت منصات التنقيب، التي كانت البحرين اقامتها هناك، قبل ان تتدخل المملكة العربية السعودية لتفرض على الطرفين اتفاقا بعدم المساس بفشت الديبل حتى تتم تسوية النزاع نهائيا.

ويورد المراقبون تلك الحادثة اليوم، للتدليل على قيمة المنطقة الاقتصادية بالنسبة للبلدين، على الرغم من ان (حوار) استحوذت طيلة السنوات الماضية على اهتمام المتابعين حتى تسمى النزاع باسمها.

والان يبدو واضحا ان كلا البلدين يتطلعان بنظرهما الى مرحلة ما بعد لاهاي. فقد تراوحت اغلب التصريحات من الجانبين حول روحية المستقبل للعلاقة بين اوثق بلدين خليجيين علاقات اسرية و اقربهما لبعض من الناحية الجغرافية.

ومهما بلغت الاختلافات في تقييم الحكم ومحاولات استغلاله من الجانبين وفق المعطيات الداخلية لكل منهما، فهما يتفقان في ان صفحة مليئة بالندوب قد تم اغلاقها و ان صفحة بيضاء انفتحت. وربما يشهد المستقبل مفاجات تقارب كانت عزيزة حتى مساء الجمعة الماضي.


فيصل البعطوط – لاهاي

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية