مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قتيلان بنيران اسرائيلية مع مواصلة سكان محاولة دخول قرى حدودية في جنوب لبنان

afp_tickers

قتل شخصان بنيران اسرائيلية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الإثنين، مع مواصلة سكّان لليوم الثاني على التوالي، محاولة الدخول إلى قرى حدودية في جنوب لبنان لا تزال تنتشر فيها قوات إسرائيلية، وذلك غداة مقتل 24 شخصا بظروف مشابهة.

وحدد الاتفاق الذي أبرم بوساطة أميركية وبدأ سريانه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، مهلة ستين يوما لإنجاز خطوات عدة منها انسحاب إسرائيل من المناطق الحدودية في جنوب لبنان مقابل انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) فيها، وإزالة سلاح حزب الله وتفكيك بنيته العسكرية من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني.

وليل الأحد، أعلنت واشنطن أن الاتفاق سيبقى “ساري المفعول حتى 18 شباط/فبراير 2025″، ما يعني تمديد مهلة استكمال الانسحاب والبنود الأخرى.

ورغم التوترات الأخيرة والاتهامات المتبادلة بخرق الاتفاق، يستبعد مراقبون تجدد المواجهات. وأكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الاثنين رفض “احتلال” إسرائيل لمناطق بجنوب لبنان.

ومنذ صباح الأحد، يحاول سكّان الدخول برفقة الجيش اللبناني إلى قرى حيث لا تزال القوات الاسرائيلية منتشرة، وحيث يسود دمار هائل. وأطلقت القوات النار باتجاه الناس، بحسب مصادر لبنانية.

وأفادت وزارة الصحة بأن “اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة” أدت الإثنين الى مقتل شخصين وإصابة 17 على الأقل، مشيرة الى أن من الجرحى طفل ومسعف.

وتضاف الحصيلة الى 24 شخصا قتلوا الأحد، بينهم ست نساء وجندي في الجيش اللبناني.

وفي حين نجح سكان بدخول بعض القرى، باءت المحاولات بالفشل في أخرى.

وفي ميس الجبل، تجمّع السكان منذ الصباح على “مداخل البلدة” مع وصول “تعزيزات من الجيش” اللبناني، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية التي أضافت أن الجيش الاسرائيلي أطلق النار “باتجاه عناصر الجيش المتمركزين” غربي البلدة “دون وقوع إصابات”.

وعند مدخل البلدة، اصطف طابور طويل من السيارات ترفع الأعلام اللبنانية ورايات حزب الله، بحسب محمد شقير (33 عاما) الذي كان ينتظر منذ الصباح الباكر.

وقال شقير “انتظرنا في طابور طويل لساعات، لكننا لم نتمكن من الدخول… كان العدو الإسرائيلي يطلق رشقات نارية بين الحين والآخر على المدنيين المتجمعين عند مدخل البلدة”.

في بلدة برج الملوك، شاهد مصوّر فرانس برس صباحا عشرات من النساء والأطفال والرجال يتجمّعون خلف ساتر ترابي رافعين رايات حزب الله، استعدادا للتوجه نحو بلدة كفركلا الحدودية، وسط انتشار للجيش اللبناني وقوة اليونيفيل.

– “على إسرائيل أن تخرج” –

وبعد ساعات من التوترات الأحد، أعلن البيت الأبيض تمديد الاتفاق بين لبنان وإسرائيل حتى 18 شباط/فبراير.

وبموجب الاتفاق الذي تشرف على تنفيذه لجنة تضم الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل ولبنان واليونيفيل، كان أمام الدولة العبرية حتى 26 كانون الثاني/يناير لتسحب قواتها. لكنها أكدت أنها ستبقيها لفترة إضافية معتبرة أن لبنان لم ينفذ الاتفاق “بشكل كامل”. 

في المقابل، اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بـ”المماطلة” في تنفيذ ما تعهدت به بموجب الاتفاق.

والاثنين، اعتبر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن “استمرار الاحتلال عدوان على السيادة اللبنانية”.

أضاف قاسم في كلمة متلفزة “نحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب، والمقاومة لها الحق بأن تتصرف بما تراه مناسبا حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها. هذه رسالتنا للجميع فليفهموا ما يريدون”.

وقال “على إسرائيل أن تخرج وهذه مسؤوليتها، ومسؤولية المجتمع الدولي”، محذّرا من أن “أي تداعيات تترتب على التأخير في الانسحاب تتحمل مسؤوليتها” الأطراف المشرفة على تنفيذ الاتفاق، مشيدا بموقف فرنسا التي طلب رئيسها إيمانويل ماكرون من إسرائيل أن تسحب قواتها المتبقية في جنوب لبنان.

وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الإثنين أن الموافقة على تمديد الاتفاق تتطلب “في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والخروقات المتكررة وتأمين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة في الجنوب”.

وأشارت الحكومة اللبنانية الى أن المرحلة المقبلة ستشهد تفاوضا بشأن إطلاق سراح لبنانيين اعتقلتهم إسرائيل بعد اندلاع المواجهة مع حزب الله.

وأفاد مصدر مقرب من الحزب فرانس برس الاثنين بأن إسرائيل أسرت سبعة من مقاتليه خلال الحرب، واعتقلت أربعة أشخاص في قرى حدودية الأحد.

وتبادل الطرفان خلال الأسابيع الماضية الاتهامات بخرق الاتفاق. وأعلنت إسرائيل مرارا تنفيذ ضربات ضد منشآت أو أسلحة لحزب الله، بينما يفيد الإعلام الرسمي اللبناني بتنفيذ القوات الإسرائيلية عمليات تفخيخ وتفجير منازل ومبانٍ في القرى الحدودية.

وقال قاسم الاثنين “التزمنا كحزب الله… بالكامل بعدم خرق الاتفاق وخرقت إسرائيل الاتفاق حوالى 1350 مرة جوا وبرا وبحرا سواء بالقصف أو الاعتداء أو تدمير الحياة أو بالمسيّرات”.

وفي حين تبقى توترات اليومين الأخيرين الأكثر حدة منذ سريان وقف إطلاق النار، استبعد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت هلال خشان عودة “المواجهات العسكرية”.

أضاف لفرانس برس “حزب الله لم يعد يريد أي مواجهة ثانية مع إسرائيل وهدفه حماية إنجازاته في لبنان”. 

– “لا نخاف الرصاص” –

أعلن الجيش اللبناني الأحد والإثنين الانتشار في مناطق حدودية إضافية.

وفي بلدة حولا، قالت الوكالة الوطنية إن السكان دخلوا بعد “انتشار الجيش (اللبناني) في عدد من أحيائها”.

وفي عيتا الشعب حيث الدمار واسع، شاهد مصور فرانس برس سكانا وعائلات افترشت أطلال منازلها المدمّرة، بينما عملت جرافات على فتح الطرقات وبحثت فرق مسعفين عن جثامين قتلى.    

في مدينة بنت جبيل، كان سكّان ومناصرون لحزب الله يوزعون صور الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله الذي اغتيل بغارة اسرائيلية في 27 أيلول/سبتمبر، إضافة الى حلوى ومياه وملصقات تحمل عبارة “نصر من الله”، بحسب مصور فرانس برس. ورفعت نساء صور مقاتلين من حزب الله قضوا خلال الحرب. 

وقالت منى بزي “يعتقدون أنهم يخيفوننا بالرصاص، لكن نحن عشنا تحت القصف، ولا نخاف الرصاص”.

وطلب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الاثنين من سكان المناطق الحدودية في جنوب لبنان “الانتظار” قبل العودة إلى قراهم.

وأكدت إسرائيل أن من أهداف المواجهة التي خاضتها مع حزب الله، إبعاد مقاتليه من حدودها الشمالية، والسماح لعشرات الآلاف من مواطنيها بالعودة الى منازلهم في الشمال، بعدما نزحوا عنها إثر بدء تبادل القصف عام 2023.

ستر-لو-كام/ح س

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية