قطر تؤكد تعليق وساطتها بين إسرائيل وحماس
علّقت قطر الوساطة التي كانت تؤدّيها من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة والإفراج عن الرهائن، وذلك إلى حين “توافر الجدّية اللازمة” في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، وفق ما أعلنت الخارجية القطرية السبت.
وقادت قطر مع الولايات المتحدة ومصر وساطة بين الدولة العبرية وحماس منذ التوصل إلى هدنة وحيدة في الحرب في غزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، استمرت اسبوعا وأتاحت إطلاق رهائن كانوا محتجزين في القطاع مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
ومذّاك، جرت جولات تفاوض عدّة لم تسفر عن نتيجة.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان إن “قطر أخطرت الأطراف قبل عشرة أيام، أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق، بأنها ستعلّق جهودها في الوساطة بين حماس وإسرائيل في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة، وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية”.
ونفى المتحدث التقارير المتعلقة بإمكان غلق مكتب حماس في الدوحة، موضحا أن “الهدف الأساسي من وجود المكتب في قطر هو أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية، وقد حققت هذه القناة وقفا لإطلاق النار في عدة مراحل سابقة، وساهمت في الحفاظ على التهدئة وصولا إلى تبادل الأسرى والرهائن من النساء والأطفال في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي”.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس في وقت سابق إن “القطريين أبلغوا الإسرائيليين وحماس أنه طالما هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة. ونتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم الغرض منه”.
وأشار مسؤولون قطريون وأميركيون إلى أن حماس ستبقى في الدوحة طالما أن وجودها يوفر قناة اتصال حيوية.
من جهته، قال قيادي في حماس لفرانس برس السبت إن الحركة لم تتلق أي طلب من قطر لغلق مكتبها في الدوحة.
وأضاف طالبا عدم كشف اسمه “ليس لدينا أي شيء حول تأكيد أو نفي ما نُشر عن مصدر دبلوماسي لم تحدد هويته، ولم نتلق أي طلب لمغادرة قطر”.
وتتقاذف حماس وإسرائيل مسؤولية عرقلة اتفاق التوصل إلى وقف للنار في الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل.
وفي تجمع حاشد في تل أبيب ردا على القرار القطري، أعربت المعالجة النفسية روتي ليور عن “قلقها الكبير” وقالت لفرانس برس “بالنسبة إلي، هذا دليل جديد على عدم وجود جدية فعلا وعلى أن هذه الاتفاقات تتعرض للتخريب”.
وسألت نينا وينكيرت، والدة أحد الرهائن “كم دمعة يجب أن تُذرف بعد، وكم من الدماء يجب أن تُراق، قبل أن يفعل أحد ما يجب فعله وأن يُعيد أولادنا إلى الوطن؟ أربعمئة يوم! هل يمكن لأحد أن يتخيّل هذا؟”. وأضافت “نحن صامتون، لكننا لم نستسلم. الأم لا تستسلم أبدا. أبدا!”.
– 14 قتيلا في غارتَين –
تتواصل الحرب في قطاع غزة حيث أعلن الدفاع المدني مقتل 14 شخصا في غارتين إسرائيليتين السبت.
وصباح السبت قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لفرانس برس إن 14 فلسطينيا قتلوا في غارتين نفذهما الطيران الإسرائيلي ليلا وفجر السبت باستهداف مركز لإيواء النازحين في مدرسة بمدينة غزة، وخيام لنازحين بجنوب القطاع.
وأوضح أن غارة استهدفت خيام نازحين في خان يونس جنوبا ما أسفر عن تسعة قتلى على الأقل بينهم نساء وأطفال، فيما أسفرت غارة ثانية عن خمسة قتلى بينهم أطفال وإصابة حوالى 22 عندما قصفت طائرات إسرائيلية مدرسة “فهد الصباح” التي “تؤوي آلاف النازحين” بحي التفاح بمدينة غزة.
في الوقت نفسه، قال الجيش الإسرائيلي السبت إن قواته قتلت “عشرات الإرهابيين” بجباليا بشمال القطاع حيث يواصل منذ أكثر من شهر عملية عسكرية برية شاملة بغطاء من سلاح الجو يقول إنها تستهدف منع حماس من إعادة بناء خلاياها.
وأضاف الجيش أن قواته قتلت أيضا العديد من المسلحين في رفح بجنوب القطاع.
في دير البلح (وسط)، استهدفت غارة إسرائيلية محيط مستشفى شهداء الأقصى ما أدى إلى إلحاق أضرار بخيام نازحين واشتعال حريق، حسب صور بثها “ا ف ب تي في”.
وقالت أم محمد وادي وهي نازحة تسكن بخيمة قرب المستشفى “كفى شهداء، كفى حروبا، نحن تعبنا، سنة وثلاثة أشهر تحت القصف والحرب. حتى متى يستمر كل هذا”.
لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قال خلال زيارة لجباليا “لن نتوقف (…) الأمر يتعلق بإعادة الرهائن وضمان سلامة المجتمعات المحيطة” في جنوب إسرائيل.
أسفر هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن نحو 1206 قتلى معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تضمّنت مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي الانتقامي المستمر في غزة عن 43552 قتيلا على الأقل، غالبيتهم مدنيون، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
في السياق، حذر تقرير أعِدّ بدعم من الأمم المتحدة السبت من أن شبح مجاعة يهدد مناطق شمال القطاع مع ازدياد القصف والمعارك وتوقف المساعدات الغذائية تقريبا.
وشكك الجيش الإسرائيلي في صدقية التقرير.
– ضربات على لبنان –
امتدت الحرب إلى لبنان بعد فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 دعما لحماس.
ومنذ أواخر أيلول/سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع حزب الله المدعوم من إيران على خلفية حرب غزة.
تقول إسرائيل إنها تريد القضاء على الحزب في المناطق الحدودية ومنع إطلاق الصواريخ وتشترط انسحاب مقاتليه إلى شمال نهر الليطاني للسماح بعودة 60 ألف نازح إلى شمال الدول العبرية.
والسبت، قتل 33 شخصا على الأقل وفق وزارة الصحة اللبنانية بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه، وهما منطقتان تُعتبران معقلا لحزب الله.
في شرق لبنان، قالت الوزارة إن “غارات العدو الإسرائيلي على بعلبك-الهرمل أدت إلى 20 شهيدا، بينهم 11 في بلدة الكنيسة”، إضافة إلى 14 جريحا.
وفي جنوبه، أوردت الوزارة أن خمسة أشخاص قتِلوا بضربة إسرائيلية استهدفت بلدة حناويه قرب صور، لافتة أيضا إلى أن سبعة مسعفين هم ستة من كشّافة الرسالة التابعة لحركة أمل حليفة حزب الله ومسعف واحد من الهيئة الصحية التابعة للحزب قتِلوا بضربة إسرائيلية في بلدة دير قانون. وأسفرت الضربة أيضا عن مقتل شخص ثامن.
وفي منطقة أخرى من الجنوب، أصيب 12 شخصا “بضربة للعدو الإسرائيلي” استهدفت حيا في النبطية، وفق الوزارة.
وقضى أكثر من 3110 أشخاص وفق وزارة الصحة منذ أن بدأ حزب الله تبادل القصف مع إسرائيل قبل أكثر من عام.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “خلال الساعات الـ24 الأخيرة، ضربت القوات الجوية الإسرائيلية أكثر من 50 هدفا إرهابيا بلبنان وقطاع غزة”.
ودان الجيش الإسرائيلي السبت مشهد حرق جنوده العلم اللبناني في جنوب لبنان، معتبرا أن هذا “مخالف للتعليمات”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس “نعتبر إقدام بعض الجنود على حرق العلم اللبناني في جنوب لبنان عملا مخالفا للتعليمات ولا يليق بقيم جيش الدفاع ولا يتماشى مع أهداف نشاطاتنا العسكرية في لبنان”، مشددا على أن “حربنا هي ضد حزب الله الإرهابي”.
على جبهة أخرى، قتل خمسة أشخاص بغارات إسرائيلية استهدفت شمال سوريا وشمال غربها بعد منتصف ليل الجمعة السبت، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وحذّرت إيران الداعمة لحماس وحزب الله، من خطر خروج نطاق الحرب في قطاع غزة ولبنان إلى خارج الشرق الأوسط.
وقال وزير خارجيتها عباس عراقجي “على العالم أن يعلم أن الحرب، إذا انتشرت، فإن آثارها الضارة لن تقتصر على منطقة غرب آسيا”.
بور-انت/الح/ب ق/سام-جص