The Swiss voice in the world since 1935

قوات الدعم السريع تقصف بورتسودان للمرة الأولى منذ بداية الحرب

afp_tickers

استهدفت ضربة نفذتها قوات الدعم السريع الأحد بواسطة مسيّرات لأول مرة مطار بورتسودان، الواقعة على البحر الأحمر والمقر الحالي للحكومة السودانية الموالية للجيش، في ظل تكثيف الدعم السريع لهجماته على معاقل الجيش السوداني في الأسابيع الأخيرة.

وقال المتحدث في بيان إن قوات الدعم السريع “استهدفت هذا الصباح قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعا للبضائع وبعض المنشآت المدنية بمدينة بورتسودان بعدد من المسيّرات الانتحارية”، متسببة في “أضرار محدودة” بدون وقوع إصابات.

واستؤنفت الرحلات من بورتسودان واليها في الساعة 15,00 ت غ، بحسب سلطة الطيران المدني، بعد تعليقها.

وزاد اعتماد قوات الدعم السريع على الطائرات المسيّرة والمدافع البعيدة المدى في الآونة الأخيرة بعد خسارتها مواقع عسكرية في الخرطوم ووسط السودان.

وأكد المتحدث باسم الجيش في بيانه أن “مضاداتنا الأرضية تمكنت من إسقاط عدد” من مسيّرات الدعم السريع في بورتسودان.

وأظهرت صور لوكالة فرانس برس تصاعد أعمدة الدخان في المنطقة المحيطة بمطار بورتسودان التي تبعد نحو 650 كيلومترا عن أقرب قاعدة معلنة لقوات الدعم السريع في ضواحي العاصمة الخرطوم. 

وفي وقت لاحق الأحد، شاهد مراسل فرانس برس طائرة مسيّرة تحلق باتجاه مقر قيادة الدفاع الجوي في غرب بوتسودان وسمع صوت طلقات المدافع المضادة للطائرات التابعة للجيش. 

وقال قائد المنطقة العسكرية للبحر الأحمر الفريق محجوب بشرى لوكالة الأنباء السودانية “سونا” إن الهجوم استمر ثلاث ساعات ونصف وشاركت فيه 11 طائرة مسيرة.

وفي ولاية كسلا على بعد 500 كيلومتر جنوب بورتسودان، قرب الحدود السودانية الإريترية، استهدفت مسيّرات مطار المدينة الأحد لليوم الثاني على التوالي.

وفي الجنوب، افاد سكان وكالة فرانس برس انهم شاهدوا مسيرات تحلق مساء الاحد فوق مدينة الابيض، عاصمة جنوب كردفان، ثم سمعوا دوي انفجارات وشاهدوا دخانا يتصاعد فوق منطقة السوق.

– حرب المسيّرات –

في الأيام الأولى من الحرب، انتقلت الحكومة السودانية من العاصمة الخرطوم إلى بورتسودان بعد أن سيطرت الدعم السريع على العاصمة في هجوم خاطف.

وظلت بورتسودان التي نزح إليها مئات الآلاف من السودانيين وانتقل إليها موظفو الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة، بعيدة عن الحرب طوال العامين الماضيين.

ويشهد السودان، ثالث أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة، منذ نيسان/أبريل 2023 حربا مدمرة اندلعت على خلفية صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب العام 2021، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط عشرات آلاف القتلى وتشريد 13 مليون نسمة فيما تعاني بعض المناطق من المجاعة، وسط “أسوأ أزمة إنسانية” في العالم بحسب الأمم المتحدة.

ويسيطر الجيش السوداني على شرق وشمال وسط البلاد بينما تسيطر قوات الدعم السريع وحلفاؤها على معظم إقليم دارفور في الغرب ومناطق في الجنوب.

وتستخدم الدعم السريع الطائرات المسيّرة، بعضها بدائي الصنع والبعض الآخر متطور تكنولوجيا بشكل ملحوظ، لعدم امتلاكها أسلحة جوية نظامية.

ورأى الباحث في شؤون السودان حامد خلف الله أن قوات الدعم السريع باتت تعتمد في استراتيجيتها العسكرية في شكل أكبر على المسيرات والأسلحة البعيدة المدى منذ خسارتها في الخرطوم.

وقال  خلف الله لفرانس برس “فقدان الخرطوم كان خسارة استراتيجية للدعم السريع” وبناء عليه كان يجب تغيير استراتيجيتهم للحؤول دون حصارهم في إقليم دارفور غرب السودان.

ورصدت صور بالأقمار الاصطناعية حللها مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لجامعة ييل بالولايات المتحدة وجود ست مسيّرات في مطار نيالا الذي تسيطر عليه الدعم السريع في دارفور غرب السودان.

وفي تقرير أصدره نهاية نيسان/أبريل، قال المعهد إن المسيّرات الصينية الصنع “قد تكون قادرة على تنفيذ الهجمات وعمليات المراقبة بعيدة المدى”.

وتأتي عمليات الأحد في إطار سلسلة من الهجمات البعيدة المدى التي نفذتها قوات الدعم السريع على مواقع في عمق مناطق سيطرة الجيش، ومنها بنى تحتية مدنية.

وتتهم الحكومة السودانية وخبراء الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومنظمات دولية الإمارات العربية المتحدة بتزويد الدعم السريع بالأسلحة. وهي اتهامات تنفيها الإمارات.

واستنكرت السعودية التي توسطت سابقا في محادثات هدنة بين طرفي النزاع، “استهداف المرافق الحيوية والبنية التحتية” معتبرة في بيان لخارجيتها أنه “يمثل تهديدا للاستقرار الإقليمي والأمن الوطني العربي والافريقي”.

واعتبرت مصر أن الهجمات تقوض “الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار” في السودان.

وقال خبير عسكري لفرانس برس إن “مهاجمة الدعم السريع لمطاري بورتسودان وكسلا بالمسيرات له عدة أهداف أولها إيصال رسالة أنها قادرة على الوصول إلى أي منطقة في السودان وأنه ليس هناك مكان آمن”.

وأضاف أن الهدف الثاني هو “إيقاف حركة الملاحة الجوية والهدف الثالث تدمير مخزن السلاح في قاعدة عثمان دقنة ما يؤثر على إمدادات القوات المسلحة”.

وكانت مسيّرة تابعة للدعم السريع استهدفت الخميس قاعدة عسكرية للجيش في مدينة كوستي جنوب السودان على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود مع دولة جنوب السودان.

وفي نهاية نيسان/أبريل استهدفت قوات الدعم السريع مدينة عطبرة الواقعة في منتصف الطريق بين الخرطوم وبورتسودان بطائرة مسيّرة متسببة في انقطاع طويل للكهرباء عن عدة مدن بينها بورتسودان.

بور-ندا-بها/لم-سام/س ح

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية