
مؤيدو الرئيس التونسي يحتجون ضد اتحاد الشغل وسط توتر متصاعد

تونس (رويترز) – تجمع مؤيدون للرئيس التونسي قيس سعيد يوم الخميس أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة في احتجاج ضد قياداته، مطالبين الرئيس بتجميد الاتحاد، وذلك عقب إضراب في قطاع النقل أصاب الحركة في أرجاء البلاد بالشلل الأسبوع الماضي.
يلقي الاحتجاج الضوء على مخاوف متزايدة لدى نشطاء وجماعات حقوقية من احتمال أن يتخذ سعيد خطوة جديدة ضد واحدة من آخر المؤسسات المستقلة الكبرى المتبقية في البلاد.
وكان سعيد قد سيطر على أغلب السلطات في عام 2021، حيث أغلق البرلمان المنتخب، وبدأ الحكم بالمراسيم، وحل المجلس الأعلى للقضاء، وأقال عشرات القضاة، في خطوة وصفتها المعارضة بأنها انقلاب. بينما قال سعيد إن هذه الإجراءات كانت قانونية وتهدف إلى وقف الفوضى المستشرية في أوساط النخبة السياسية.
وردد المحتجون شعارات من بينها “الشعب يريد تجميد الاتحاد!”، ودعوا الرئيس للتدخل ضد ما وصفوها بأنها “عصابات الاتحاد”.
وجابت مسيرتهم شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة قبل الوصول لساحة محمد علي قبالة مقر اتحاد الشغل. وحمل هؤلاء المحتجون الاتحاد مسؤولية تأجيج الاوضاع الاجتماعية عبر الإضرابات في النقل وغيرها.
في المقابل، قال الاتحاد إنه يتعرض لاعتداء من قبل “عصابات إجرامية” تجند أطفالا لمهاجمة مقره، مما دفع نقابيين إلى التجمع ورفع شعارات مناهضة للحكومة. ورددوا هتافات مثل “نظام كلاه (أكله) السوس هذه مش دولة هذه ضيعة محروس!” و”الاتحاد ديما ثابت لا ميليشيا لا روابط”.
وقال سامي الطاهري، المتحدث باسم الاتحاد، إن السلطات مسؤولة عن هذا الاعتداء، مضيفا أن قيادة الاتحاد ستجتمع قريبا لاتخاذ قرارات بشأن الخطوات القادمة.
وانتشرت قوات الشرطة أمام مقر الاتحاد لمنع حدوث أي صدام بين الطرفين.
وتأتي هذه التحركات بعد إضراب لقطاع النقل استمر ثلاثة أيام بدعوة من نقابة النقل التابعة لاتحاد الشغل، مما عطل حركة النقل البري في البلاد، وأبرز استمرار قدرة الاتحاد على التأثير في مشهد يزداد خضوعا لسلطة الرئيس.
وتقول منظمات حقوقية إنه منذ عام 2021، قام الرئيس بتفكيك أو تهميش أصوات المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، وسجن كبار المعارضين، وشدد قبضته على الجهاز القضائي. ويرفض الرئيس هذه الاتهامات ويقول إنه لا يتدخل في القضاء وإن الحريات مكفولة بالدستور.
ويحذر نشطاء من أن حل المجلس الأعلى للقضاء في 2022 كان مسبوقا بحملة تحريض ضده مماثلة للحملة الحالية ضد اتحاد الشغل وباحتجاج من أنصار الرئيس أمام مقر المجلس آنذاك.
ويُعد الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي لعب دورا محوريا في المرحلة الانتقالية بعد الثورة، من المنتقدين لتركيز سعيد للسلطة.
ورغم أن الاتحاد كان قد دعم قرار سعيد إغلاق البرلمان وعزل الحكومة في عام 2021، إلا أنه عاد وانتقد إجراءاته اللاحقة، قائلا إنه يرفض كل محاولات الاستبداد وتكريس حكم الفرد.
(تغطية صحفية للنشرة العربية طارق عمارة من تونس – تحرير أيمن سعد مسلم)