ماذا نعرف عن التوتر بين الهند وباكستان بسبب هجوم كشمير

تدهورت العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة بين الهند وباكستان بسرعة منذ الهجوم الذي وقع في 22 نيسان/أبريل في باهالغام بكشمير الهندية وخلف 26 قتيلا.
واتهمت نيودلهي إسلام آباد بالوقوف وراء الهجوم الذي أسفر عن أكبر حصيلة من القتلى المدنيين في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة منذ عقود.
ونفت باكستان أي تورط لها ودعت إلى إجراء “تحقيق محايد” في ملابساته.
– ماذا حدث؟ –
هاجم مسلحون سياحا هنودا كانوا يستمتعون بجمال باهالغام، في واد خصب أسفل قمم جبال الهيمالايا المغطاة بالثلوج.
وقال ناجون إن المسلحين فصلوا الرجال وسألوا العديد منهم عن ديانتهم، وأطلقوا النار عليهم من مسافة قريبة.
جميع القتلى الـ 26 كانوا هنودا، باستثناء واحد من نيبال. ومعظمهم من الهندوس.
وأحد القتلى مسلم من كشمير كان يؤمن رحلات ركوب الخيل للسياح.
وتعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ملاحقة القتلة “حتى أقاصي الأرض”.
– من هم المهاجمون؟ –
حددت الشرطة الهندية هوية اثنين من الباكستانيين من بين المسلحين الثلاثة الهاربين المزعومين. أما الثالث فهو هندي.
تقول الشرطة إنهم أعضاء في جماعة عسكر طيبة أي “جيش الحق”، المتمركزة في باكستان، والمصنفة منظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة.
وتتهم الهند جماعة عسكر طيبة بهجمات مومباي عام 2008، عندما نفذ عشرة مسلحين إسلاميين حصارا استمر عدة أيام للعاصمة المالية للبلاد، وانتهى بمقتل 166 شخصا.
اتهمت نيودلهي إسلام آباد الأسبوع الماضي بدعم “الإرهاب العابر للحدود”.
غير أن باكستان نفت أي دور لها في هجوم باهالغام، رافضة الاتهامات الهندية ووصفتها بأنها “تافهة”، مؤكدة انفتاحها على تحقيق “محايد وشفاف وموثوق”.
– ما هي قضية كشمير؟ –
تم تقسيم كشمير بين الهند وباكستان منذ استقلالهما عن الحكم البريطاني عام 1947.
مذاك، تتنازع الهند وباكستان السيادة على كامل إقليم كشمير الذي تقطنه غالبية مسلمة.
ويقاتل متمردون في كشمير منذ العام 1989 لتحقيق استقلال الإقليم أو إلحاقه بباكستان.
ويقدر أن لدى الهند نحو 500 ألف جندي منتشرين بشكل دائم في الإقليم.
وتتهم نيودلهي إسلام آباد منذ فترة طويلة بدعم المتمردين. لكن باكستان تنفي ذلك وتقول إنها تكتفي بدعم نضال سكان كشمير من أجل تقرير المصير.
– كيف ردت الهند؟ –
اتخذت نيودلهي مجموعة من الإجراءات الدبلوماسية العقابية، شملت تعليق معاهدة تقاسم المياه، وإغلاق المعبر الحدودي الرئيسي مع باكستان، وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية.
وأمرت الهند جميع المواطنين الباكستانيين بمغادرة البلاد، باستثناء الدبلوماسيين المتبقين، بحلول 29 نيسان/ابريل.
ووفقا لمصدر في الشرطة، أجرت قوات الأمن أكثر من ألفي عملية اعتقال واستجواب.
كما دمر الجيش ما لا يقل عن تسعة منازل تعود الى مشتبه بهم، مما أثار غضب بعض المسؤولين المحليين وفئة من السكان وصفت ذلك بأنه “عقاب جماعي”.
كما حظرت الهند أكثر من اثنتي عشرة قناة باكستانية على يوتيوب بزعم نشرها محتوى “استفزازي”.
– كيف ردت باكستان؟ –
ردّت باكستان بإجراءات مماثلة، شملت طرد دبلوماسيي نيودلهي، وإلغاء تأشيرات المواطنين الهنود باستثناء الحجاج السيخ.
كما أغلقت مجالها الجوي أمام الخطوط الجوية الهندية.
حذّرت إسلام آباد من أنها ستعتبر أي محاولة من جانب الهند لوقف إمدادات المياه من منابع نهر السند “عملا حربيا”.
وأعلن وزير الدفاع الباكستاني أنه “عزز” الجيش لصد أي عدوان هندي.
– ماذا يمكن أن يحدث؟ –
يخشى البعض أن يكون العمل العسكري وشيكا.
تبادلت الدولتان إطلاق النار بأسلحة خفيفة عبر خط السيطرة، الذي يمثّل الحدود الفعلية في كشمير المتنازع عليها، لخمس ليال متتالية.
وكان أسوأ هجوم في السنوات الأخيرة في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند في بولواما عام 2019، عندما صدم متمرد سيارة محملة بالمتفجرات في قافلة لقوات الأمن، مما أسفر عن مقتل 40 شخصا وإصابة 35 آخرين.
ونفذت طائرات مقاتلة هندية غارات جوية على الأراضي الباكستانية بعد 12 يوما من الهجوم.
ساي/شي/ب ق